بلدي نيوز
قالت حكومة تصريف الأعمال العراقية إن القصف الجوي الأمريكي لكتائب "حزب الله" العراقي (أحد فصائل الحشد الشعبي التابع للحكومة)، الأحد، "يعتبر انتهاكا للسيادة العراقية وتصعيدا خطيرا".
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان، إن موقعين للكتائب في منطقتي "غابة سلوم" و"الحرش" غربي الأنبار تعرضت لثلاث ضربات جوية أمريكية.
لكن وزارة الدفاع الأمريكية قالت، في بيان الأحد، إنها استهدفت بضربات جوية 5 مواقع لكتائب "حزب الله"، بينها 3 في العراق و2 في سوريا. وأضافت أن هذه الضربات تأتي ردا على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين، أحدثها هجوم استهدف قبل يومين قاعدة "كي وان" في كركوك (شمال)؛ ما أدى إلى مقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة 4 من أفراد الخدمة الأمريكية واثنين من قوات الأمن العراقية.
وقال عبد الكريم خلف المتحدث العسكري باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي أن "المهدي أبلغ وزير الدفاع الأمريكي مارك أسبر رفضه الشديد لقصف مواقع الحشد الشعبي"، دون الإشارة إلى كيفية تبليغ هذه الرسالة.
وأضاف عبد المهدي: "سبق وأكدنا رفضنا لأي عمل منفرد تقوم به قوى التحالف أو أي قوى أخرى داخل العراق"، لافتا إلى "أننا نعتبره انتهاكا للسيادة العراقية وتصعيدا خطيرا يهدد أمن العراق والمنطقة"، وفق ما أفاد به خلف.
وأشار خلف إلى أن عبد المهدي أمر "بعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية العراقيين وحفظ أمن وسيادة العراق".
بدوره، قال الرئيس العراقي برهم صالح، في بيان، إن "القصف الأمريكي على أحد مقار الحشد الشعبي مناف للاتفاقات مع أمريكا ومضر بالعراق، وغير مقبول". ووصف القصف أنه "انتهاك لسيادة العراق".
من جهته، طالب النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي السلطات الثلاث في البلاد الى الوقوف بحزم ضد تكرار القصف الأمريكي لمواقع "الحشد الشعبي"
وقال الكعبي، في بيان له، إن "تكرار القصف الأمريكي لمعسكرات الحشد الشعبي عبارة عن خطة ممنهجة ومكشوفة لإضعاف القوات الحشدية البطلة سيما المتواجدة على الحدود".
واعتبر "تكرار خرق السيادة العراقية من قبل امريكا وعدم الالتزام بالاتفاقية الامنية المبرمة بين البلدين تضع السلطات الثلاث امام مسؤولية الوقوف بحزم إزاءه واتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها الحفاظ على ارواح المواطنين".
وقال جوناثان هوفمان المتحدث باسم البنتاجون في بيان "ردا على هجمات كتائب حزب الله المتكررة على قواعد عراقية تستضيف قوات تحالف عملية العزم الصلب، وجهت القوات الأمريكية ضربات دفاعية دقيقة... ستحد من قدرة كتائب حزب الله على شن هجمات على قوات التحالف مستقبلا".
ولم توضح الوزارة الأمريكية كيف تم تنفيذ الضربات، بينما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول عسكري أمريكي إن الضربات جرى تنفيذها عبر مقاتلات من طراز "إف-15"، دون أن يذكر من أين انطلقت. وينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وكان مايك بومبيو قد اتهم فصائل مدعومة من إيران في وقت سابق من ديسمبر كانون الأول بالضلوع في سلسلة هجمات على قواعد بالعراق، وحذر إيران من أن أي هجمات لطهران أو وكلائها تلحق ضررا بالأمريكيين أو حلفائهم ”ستقابل برد أمريكي حاسم“.
وتصاعدت حدة التوتر بين طهران وواشنطن منذ العام الماضي بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع ست دول عام 2015 وإعادة فرضه العقوبات التي أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.
المصدر: وكالات