بلدي نيوز
حذرت وثيقة عسكرية أمريكية، اطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز، من أن استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب في شمال سوريا، والتي فرضت تغيرات سريعة غير مدروسة، وضعت القوات الأمريكية في بيئة معادية جديدة حيث تواجه تهديدات من مليشيات حكومية تابعة لروسيا وإيران وميليشيات تابعة لنظام الأسد فضلاً عن القوات المقاتلة الحالية التابعة للمعارضة في الشمال.
ويرى القادة العسكريون الأمريكيون، أن هذه الجماعات المسلحة على اختلافها تشكل تهديدات أكبر بكثير من تلك التي يشكلها تنظيم "داعش".
وطلب القادة العسكريون توضيحات تخص قواعد الاشتباك، وكيفية التعامل مع أي هجوم ضد هذه القوات، خاصة أن روسيا بالتعاون مع النظام حاولت في السابق الاستيلاء على المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الأمريكي.
وقال اثنان من المسؤولين، إن وزارة الدفاع لم ترد بشكل واضح حول قواعد الاشتباك، ولم توضح كيفية التعامل مع أي هجوم قد تتعرض له القوات الأمريكية في سوريا وجاء رده عبر إصدار "تعليمات متداخلة" على حد وصفهم.
وتعتمد حالياً القوات الميدانية على التعامل مباشرة مع أمر الوقائع وفق ما تقتضيه مسؤولياتهم، بما في ذلك إجراء مكالمات هاتفية مع المسؤولين في تركيا وروسيا بالإضافة إلى المراقبة الجوية، والتي تفشل في كثير من الأحيان بسبب سوء أحوال الطقس، ولكن يمكنها أن تساهم في تجنب أي مواجهة مع القوات المتواجدة على الضفة الأخرى من الفرات.
وقالت جينيفر كافاريلا، مديرة الأبحاث في معهد دراسة الحرب في واشنطن "إن هذه القوات معرضة للخطر بدون أن تفهم ما يتوقع منها إنجازه، وبدون أي دعم سياسي مقدم له من بلدهم.. هؤلاء متواجدون في واحدة من أكثر البيئات خطورة وتعقيداً، وسريعة التغير، على هذا الكوكب".
وظهرت هذه المخاوف حديثاً بعدما أمر ترامب بسحب ألف جندي أمريكي، ثم قرر بعد أسابيع الإبقاء على نحو 500 جندي في مواقع مختلفة لمواجهة فلول تنظيم "داعش" و "تأمين النفط".
قبل بدء العملية العسكرية التركية الأخيرة كانت القوات الأمريكية تنسق مع الروسية عن طريق خط هاتف "فض النزاع" والذي استمر العمل عليه لمدة ثلاث سنوات.
اعتمد الجيشان على خريطة تقاسم للنفوذ، تقسم كل منطقة إلى قطاعات عليها حروف وأرقام، وتعرف باسم "لوحة المفاتيح" بحيث يتم اعتماد هذه الخريطة لتفادي التصادم و لتنسيق الدوريات العسكرية.
تغيرت هذه الخريطة مع بدء العملية التركية، وأصبحت حدود النفوذ متداخلة وغير معروفة. وقالت إحدى الوثائق إن القادة العسكريين لا يستبعدون أن تخطئ الفصائل المعارضة "بالتقديرات وتستهدف القوات الأمريكية مرة أخرى".
ولكن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، قلل من الأخطار الحالية، وقال في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب الأمريكي إن الوضع شمال سوريا "استقر بشكل عام" ولكنه قال إن قوات الفصائل ما زالت تتصرف بشكل عشوائي، مؤكدا إنه لا توجد خطط حالية للانسحاب.
المصدر: أورينت نت