بلدي نيوز – (أحمد العلي)
يصادف يوم 12 كانون الأول الجاري الذكرى السنوية الثالثة لمجزرة الكيماوي على ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي، ويستحضر السوريون تلك المجزرة المؤلمة وأحداثها المأساوية التي راح ضحيتها أكثر من 106 مدنيين أغلبهم أطفال ونساء.
رئيس المجلس المحلي لناحية عقيربات "أحمد الحموي" قال لبلدي نيوز: "في مثل هذا اليوم من عام 2016 ومع ساعات الفجر لم نكن نعلم أننا على موعد مع الموت اختناقا وحدوث مجزرة جديدة وأن عشرات المدنيين سيقضون بالكيماوي حيث استيقظنا صباحا على رائحة غريبة أدت لاستشهاد حوالي 106 مدنيين جلهم أطفال ونساء".
وأكد "الحموي" أن كافة الصواريخ الكيماوية التي أطلقت مصدرها طائرات الأسد الحربية التي حلقت باكرا وأطلقتها في تمام الساعة السادسة والربع بتوقيت دمشق المحلي لتمتلئ المشافي الميدانية بالمصابين بالإضافة لنقل عشرات المصابين بغاز السارين لمدينة الرقة آنذاك والتي تبعد حوالي 250 كيلو متراً ليستشهد العديد منهم بسبب وعورة الطريق وطول المسافة.
وبين الحموي أن "اللافت هو المواقف الدولية حيال تلك الجريمة كانت باردة جدا بعد حدوث المجزرة، وأكثر ما كان يحز في نفسي الصمت الدولي المريب والذي لم يرف له جفن أمام شعب يقتل ويذبح ولم يحرك ساكناً"، موجهاً رسالة للعالم وبالأخص الدول العربية أن تهب لنصرة الشعب السوري وإن لم يقم بذلك فسيصيبهم أكثر مما أصاب الشعب السوري وأن المتستر على المجرم مجرم مثله.
مسؤول العلاقات الخارجية لمركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا "نضال شيخاني" قال لبلدي نيوز: "إنه في صباح يوم الاثنين 12-12-2016 تعرضت ناحية عقيربات والقرى التابعة لها لاستهداف بالأسلحة الكيميائي بحسب ما أفادت مديرية صحة حماة حيث ذكرت بأن قرى سوحا والنعيمة وجروح والقسطل والصلالية التابعات لناحية عقيربات استهدفت بعشرات الصواريخ التي تحمل الغازات السامة، وتجاوز عدد الضحايا نتيجة استنشاق الغازات السامة 101 ضحية، وسُجل مقتل 35 مدنياً بقرية جروح و43 قتيلا من قرية الصلالية، و10 قتلى من قرية سوحا و7 قتلى في قرية حمادة عمر، وقتيلين من قرية القسطل إضافة لأكثر من 350 مصاب آخرين".
وأضاف شيخاني؛ بأن معظم الضحايا كانوا متواجدين في الكهوف والمغارات بعد لجوئهم لها هرباً من القصف الذي استهدف المنطقة، وقد تم علاج بعض الحالات بحليب الماعز بحيث يساعد على التقيؤ والتخلص من الآثار الكيميائية، وأكد أن معظم الحالات المصابة كانت تعاني من حالات إغماء واختناق وغثيان وتبول لا إرادي وفتور بالأطراف وحالات شبه شلل وانكماش في حدقة العين.
بدوره المحامي والحقوقي "عبد الناصر حوشان" قال لبلدي نيوز؛ إن مجلس الأمن أصدر القرار رقم 2118 لعام 2013 يدين فيه استخدام النظام للسلاح الكيماوي، ويحظر عليه استخدامها أو إنتاجها أو حيازتها بأي طريقة، ويلزم النظام بالامتثال لقرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر السلاح الكيماوي المؤرخ في 27 أيلول 2013.
وأضاف: "للأسف إن المجتمع الدولي التزم الصمت اتجاه جرائم النظام ضد الإنسانية وجرائم الحرب ومنها جريمة استخدام السلاح الكيماوي في عقيربات وخان شيخون ومن قبلها في كفرزيتا والغوطة وتلمنس والتمانعه وخان طومان، وإن روسيا والصين عطلتا عمل مجلس الأمن بمحاسبة النظام عن هذه الجرائم من خلال استخدامها حق النقض مما عطل عدة مشاريع لمحاسبته تقدمت بها عدة دول".
وأشار إلى أنه قد ثبت تواطؤ المجتمع الدولي مع النظام من خلال تعطيل كل الطرق القانونية لمحاسبته مما أفقدنا الثقة به لأنه أصبح شريكا بالجرائم ولأنه يؤمن للمجرمين سبلا للإفلات من العقاب، في حين أن دوره الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وحماية حقوق الإنسان.