أيها السوريون أسقطوا الرايات فمصيركم واحد - It's Over 9000!

أيها السوريون أسقطوا الرايات فمصيركم واحد

بلدي نيوز – دمشق (حسام محمد)
يعمل المجتمع الدولي على التسويف والمراوغة كلما تعلق الأمر بنظام الأسد أو إيقاف جرائمه بحق الشعب السوري المطالب بنيل حريته وكرامته. مراوغة وتسويف على مدار خمس سنوات كانت بمثابة منح الأسد ضوء أخضرا عربيا ودوليا لممارسة القتل بأبشع صوره بحق الشعب السوري.
وما زال السوريون على مختلف أطيافهم "معتدلين وإسلاميين وحتى متشددين علاوة عن السياسيين وتحزباتهم" لم يتعلموا من الدروس السابقة "المجازر والخذلان"، ومع كل سيل دماء جديد يخاطبون المجتمع الدولي الذي هو ذاته قال ويقول ويؤكد بأن وجود الأسد في السلطة مهم وعلى المعارضة أن تشاركه في حكومة واحدة للقضاء على الإرهاب.
حلب والحل
خرج الروس والأمريكان باتفاق يتحدث عن هدنة جزئية هنا، واستراحة من مجازر الأسد هناك، وسويعات خارج الدموية للغوطة، بينما أخرجوا حلب من هذه المؤامرة، إلا إن إخراجهم لحلب يحمل دلالات سياسية وعسكرية بل وإنسانية أيضاً يتعمد من خلالها لافروف-كيري إبلاغنا بأن حلب يجب أن تخضع أو تركع للأسد أما بالسياسة أو الهولوكوست الأسدي الروسي الأمريكي.
تعد حلب مركزا هاما للنظام والروس وحتى الأمريكان، فلماذا: السبب مقسوم إلى شقين أولهما: العامل الاقتصادي إذ إن حلب عاصمة سورية الاقتصادية والحفاظ عليها يعني بالمطلق عدم انهيار اقتصاد الأسد وبالتالي يعيد تمويله منها وإليه، لهذا فالروس مبتغاهم تأمين حلب المدينة للأسد ونظامه.
الشق الثاني وهو العامل الجغرافي إذ إن حلب تقع على منطقة جغرافية هامة وساخنة، فموقع ريفها مطامع أمريكية لإنشاء الدويلة الكردية على الحدود التركية بغية إرهاب تركيا كلما اقتضت الحاجة الأمريكية لذلك، وهذا مدفوع بمدى الوصاية الأمريكية على ميليشيات صالح مسلم وتأييد الروس لذلك.
أهالي حلب إلى أين؟
قد يتساءل كثيرون ماذا بعد هذا المخطط أو ما هي نتائجه، إلا نتائجه قد تكون بدت بالظهور مع تعثر مفاوضات جنيف3، فالأمريكان أعطوا الروس الضوء الأخضر لسحق أهالي حلب لوضعهم بين خيارين أحلاهما مر، فإما مصالحة مع الأسد أو التهجير إلى إدلب كمن سبقوهم إليها من أبناء حمص ودمشق وريفها.
مشروع أسود مغطس بالدماء ما زال ينتظر حلب وأهلها، جراء التوافق الروسي الأمريكي الإسرائيلي على إنهاء الحراك الثوري وخاصة العسكري، وذلك من خلال إشغاله بمعارك تنظيم الدولة التي لن تجني له على المدى الطويل سوى الخسائر والدماء، وعلى الجانب الأخر سيكون للأكراد المسلحين والميليشيات الخارجية بغطاء جوي روسي أمريكي دور بارز في التقدم نحو أرياف حلب الجنوبية والشمالية وحتى الغربية التي تعتبر هادئة بالنسبة لغيرها.
ما الحل؟
الحل يملكه الطيف السوري الثائر منذ السلمية إلا إن هذا الحل تبعثر تدريجياً مع انتشار السلاح جراء جرائم الأسد، فحكمت الفصائلية والتحزبية والجاهلية القيادية فيما سادت المناطقية الفصائلية والرايات الخاصة، فضاع المشروع وتاهت البوصلة.
الحل اليوم واضح وجلي وهو عودة القرار السوري إلى السوريين لا للداعمين واللاعبين الإقليميين أو الدوليين، والابتعاد عن المناطقية الفصائلية والرايات الخاصة، وتوحيد المصير إن لم يكن هنالك مجال لتوحيد الراية، كما يجب قطع العلاقات الدبلوماسية لأنها لم تنجح في وقف شلال الدماء، وانتخاب قيادة عسكرية سياسية تفرض شروط الثوار ومطالبهم لا تجامل المجتمع الدولي الذي بات يغوص بدماء سورية.

مقالات ذات صلة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

"الائتلاف الوطني": سوريا غير آمنة ويجب حماية السوريين العائدين من لبنان

النظام يواصل استهداف ريف حلب بالطائرات "الملغمة"

جرحى مدنيون بقصف لقسد على الباب شرق حلب

قوات عشائرية تغلق معبر الحمران شرق حلب

تصريح من الأمم المتحدة بشأن تصعيد روسيا والنظام شمال غرب سوريا