بلدي نيوز – عبد العزيز الخليفة
واصل طيران نظام الأسد ورسيا قصفه على الأحياء المحررة في مدينة حلب، اليوم الجمعة، ما أوقع شهداء وجرحى جدد، فيما استشهد المئات بالقصف الجوي والصاروخي على مدار الأسبوع الماضي.
وأطلق ناشطون وصحفيون سوريون وعرب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لتغيير صورهم الشخصية على (فيسبوك) إلى صور حمراء، كما أطلقوا حملات على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال عدة وسوم (هاشتاغات) تدعو العالم إلى التحرك الفوري لإيقاف قصف حلب، الذي تسبب في قتل أكثر من مئتي مدني، جلهم أطفال ونساء، فضلا عن متطوعي الكوادر الطبية والدفاع المدني، ضمن حملة قصف جوي من قبل طيران الأسد والروس وصفها ناشطون بـ"البربرية المتوحشة".
وقال الصحفي السوري عماد كركص "بعد المجازر التي طالت مدينة حلب عاصمة الشمال السوري في الأيام الماضية، والتي استهدف خلالها طيران النظام والطيران الروسي المستشفيات والمساجد والأحياء الآمنة، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى، أطلقنا حملة تغيير الصور الشخصية على الفيسبوك والتي تشير إلى لون الدماء التي أريقت من أجساد السوريين".
وأشار في حديث لبلدي نيوز إلى أن الحملة تعد وسيلة لمخاطبة الضمائر والشعوب التي ربما تستطيع تقدير معاناة الشعب السوري الذي يتعرض لشتى أنواع القتل، إضافة إلى توجيه الحملة رسالة إلى الذين يدعون أنهم أصدقاء الشعب السوري للوقوف عند مسؤولياتهم اليوم قبل الغد".
ونال وسم " #حلب_تحترق " -والذي سلط الضوء على مجازر الروس والأسد في حلب- المرتبة الثالثة عالميا أمس الخميس، والمرتبة السادسة اليوم الجمعة.
بدورها، الإعلامية والناشطة ميرا عبيد من حلب قالت لبلدي نيوز، إن "اختيار اللون الأحمر للتعبير عما يجري في حلب من إبادة، وجاء لأن القصف الجوي للنظام ورسيا على الأحياء المحررة صبغ كل شيء فيها باللون الأحمر فانتشرت صور لمدنيين قتلوا وهم يحضرون الخبز أو الخضار لعائلاتهم".
أما الصحفي والناشط محمد حسان، فقال في حديثه لبلدي نيوز، "نحاول من خلال الحملة لفت انتباه العالم للمجازر التي يرتكبها النظام والروس، بحق أهلنا في سوريا وبالتحديد بمدينة حلب، لعل دول العالم تتحرك لإنهاء مأساة الشعب السوري".
وأضاف حسان، أن إعلام النظام والصفحات المؤيدة له على موقع فيسبوك نشرت صور شهداء حلب الذين قتلهم النظام والروس على أنهم قتلوا في قصف "للمجموعات الإرهابية" على مناطق سيطرة النظام في حلب، والحملة سوف تقطع الطريق على مثل هذه الدعاية الكاذبة.
وفي الصدد، وجّه مجلس محافظة حلب، اليوم الجمعة، نداء إلى العالم والمجتمع الدولي الإنساني، ومن رعى اتفاق وقف الأعمال العدائية وإصدار القرارات الدولية ذات الصلة، مطالباً بتأمين حماية للمدنيين ومراكز الخدمات العامة والمشافي وطواقم الإنقاذ والإسعاف، باعتبارها مناطق محمية وفقاً للقانون الدولي ومعاهدة جنيف.
وطالب المجلس منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، ببذل قصارى جهدهم واتخاذ موقف معلن من استهداف المدنيين ومراكز الخدمات وطواقم الإسعاف والإنقاذ بالسرعة الممكنة، كما دعا المنظمات الإغاثية لمضاعفة نشاطها، في تأمين ما ينقص لطواقم الإنقاذ والإسعاف، وكذلك تلبية الحاجات الإغاثية المتزايدة للمدنيين وذلك لتثبيت وجودهم.
وكثف الطيران الحربي التابع للنظام وروسيا قصفه على مدينة حلب وريفها، منذ أكثر من أسبوع، مستهدفاً بشكل أساسي المناطق المدنية والمدارس والأسواق والمراكز الحيوية، إضافة إلى الطرق التي يستخدمها المدنيون للتنقل.
وكان الطيران الروسي دمر بالكامل مشفى القدس في حي السكري، ما أدى إلى مقتل أكثر من خمسين مدنياً بينهم أطباء، منهم محمد وسيم معاذ، الذي كان طبيب الأطفال الوحيد في أحياء حلب المحررة، إضافة إلى عدد من كادر المشفى الطبي والمرضى.
وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن ضربة جوية دمرت مشفى القدس الذي كانت تدعمه المنظمة، مشيرة إلى أن المستشفى كان معروفاً، واستُهدف بشكل مباشر.