بلدي نيوز - السويداء (عمر الحسن)
وصل إلى مدينة السويداء عشرات العائلات النازحة من محافظتي الرقة ودير الزور عبر البادية السورية، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتلقفت صفحات النظام التي يديرها ذراع الأسد في المنطقة الجنوبية "وفيق ناصر" تدفق النازحين المدنيين إلى السويداء لتبدأ ببث الشائعات والترويج على أن هؤلاء النازحين ينتمون لتنظيم "داعش" رغم أن جلهم من النساء والأطفال، وفق ما أكده مصدر محلي من مدينة السويداء لبلدي نيوز.
وقال المصدر إن النازحين يستخدمون السويداء كممر لهم باتجاه دمشق، لكن حواجز قوات النظام المحيطة بدمشق منعتهم من التوجه نحو العاصمة، بحجة "أنهم أسر عناصر في تنظيم الدولة".
وأضاف "هنا يتضح كذب النظام، فالأهالي يعلمون جيدا أن هذا النظام يحاول تثبيت أركان إجرامه في محافظة السويداء التي بدأت تشهد حراكاً مدنياً بدأ بتهديد وجوده في المحافظة، ولذلك فهو يحاول خلق أي فتنة من خلال أكاذيبه بين أبناء السويداء لإعادة هيبته وسطوته"، متسائلاً "إذا كان النظام هو من تغاضى عن وصول هذه العائلات النازحة إلى السويداء عبر أزلامه وحواجزه المنتشرة على أطراف المحافظة، مقابل قبضه مبلغ 10 آلاف ليرة سورية على كل طفل أو امرأة أو مسن مقابل السماح لهم بالعبور، فكيف من الممكن أن يكونوا من تنظيم داعش"؟.
وتابع "هؤلاء أهلنا، والسويداء تحتضن عشرات آلاف النازحين من أبناء حوران ودمشق وحلب، وعندما خرج شبابنا منذ أيام في مظاهراتهم رافعين شعار واحد واحد واحد الشعب السوري واحد، هذا الشعار يزعج نظام الأسد الذي يحاول إطهارنا كطوائف متناحرة بهدف خلق الفتنة وقتلنا واحدا تلو الأخر".
وتستضيف السويداء أعداد كبيرة من النازحين وخاصة من أبناء جارتها درعا، ورغم محاولات رئيس فرع الأمن العسكري "وفيق ناصر" إشعال الفتنة بين أهالي حوران والسويداء إلا أنه فشل في ذلك، حيث أكد أنباء جبل العرب في أكثر من مناسبة انتمائهم لوطنهم بكل أطيافه.
ويتزامن وصول اللاجئين من المناطق الشمالية الشرقية إلى المحافظة، مع حملة أطلقها ناشطو السويداء ضد نظام "الأسد" رفعت شعارات "الحرية، والشعب السوري واحد، والدين لله والوطن للجميع" وغيرها من الشعارات التي رفعتها ثورة السوريين منذ يومها الأول.
ويربط ناشطو المحافظة بين حراكهم المدني ضد النظام والدعاية التي نشرتها صفحات مرتبطة به على موقع "فيسبوك"، قائلة إن "النازحين القادمين إلى السويداء من المحافظات السورية الخارجة عن سيطرته "دواعش"، وذلك للإحاطة بحراكهم المدني عبر التلويح بعبع الإرهاب ضدهم، كما يندرج ضمن حملة تخويف السوري من السوري الأخر فقط لأن طائفته مختلفة، بهدف تصوير النظام كحامي للأقليات.
وتشهد محافظة السويداء مظاهرات معارضة لنظام الأسد، منذ شهر أذار/مارس الفائت، بدأت على شكل مظاهرات طلابية ضد فصل المعلمين وتطورت إلى أن وصلت إلى حملة "حطمتمونا" التي يشرف عليها ناشطون مدنيون ينادون بوحدة سورية وحرية الشعب السوري ورحيل "بشار الأسد" ونظام حكمه.
تجدر الإشارة إلى السويداء شهدت تنامي ظاهرة مشايخ الكرامة بقيادة الشيخ وحيد البلعوس شيئا فشيئا، حيث وقف مشايخ الكرامة في وجه نظام الأسد ومخططاته عبر رئيس فرع المخابرات العسكرية العميد وفيق ناصر، ما دعا بالأخير إلى اغتيال الشيخ البلعوس على طريق ظهر الجبل في منطقة كوع المرج، وستة من مرافقيه، عقبها استهداف المشفى الوطني في السويداء بسيارة مفخخة ما أدى لاستشهاد 40 مدنيا وجرح العشرات، العام الماضي.
وأثارت عملية الاغتيال موجة غضب عارمة، هاجم على إثرها شباب السويداء الأفرع الأمنية ومقر قيادة الشرطة العسكرية، واقتحموا المبنى، ودارت اشتباكات بين الأهالي وعناصر النظام، في الوقت الذي تمكن الأهالي من تحطيم صنم حافظ الأسد وسط ساحة السير في المدينة.
