بلدي نيوز
بدأت الدائر تضيق حول قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تقودها الوحدات الكردية، مع خسارتها دعم أبرز حلفائها ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية، أمام تقدم تركي روسي في مناطق شمال سوريا على طول الحدود التي كانت تسيطر عليها.
ومع هذا التراجع باتت الخيارات أمام قيادة "قسد" تتجه بشكل واضح للنظام أكثر من البقاء رهينة التفاهمات الدولية التي قد تجبرها على الانسحاب من مناطق أخرى لاحقا.
وسارعت "قسد" لإبرام اتفاق مع النظام بالتزامن مع بدء عملية "نبع السلام" مكنته من الدخول لمناطق سيطرتها بأرياف الحسكة والرقة وريف حلب، لمنع قوات الجيش الوطني والقوات التركية من التوسع أكثر، في وقت يرى محللون أنها باتت أمام أحد خيارين؛ إما الانضواء ضمن صفوف جيش النظام أو الفيلق الخامس الذي شكلته روسيا.
وفي الصدد، لم يستبعد مدير المركز الإعلامي لـ "قسد"، مصطفى بالي، انضمام قوات "قسد" للنظام السوري، معتبرا في تصريح لوكالة "نوفوستي" الروسية، أن القوات التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الأساسي، مستعدة للانضمام لقوات النظام بعد التسوية السياسية.
وأوضح بالي أن "الإيمان بوجود حاجة إلى حل سياسي يمكن من خلاله للشعب السوري وجميع عناصره التصالح مع بعضهم البعض، بعد ذلك، ستكون قوات سوريا الديمقراطية مستعدة لجميع القرارات المتاحة، بغض النظر عن التسميات التي سيتم تقديمها للجيش السوري أو للواء الخامس".
ولفت بالي إلى أنهم انسحبوا إلى مسافة 32 كم (20 ميلا) من الحدود مع تركيا، مشددا على أن تستخدم روسيا كل نفوذها لحل الأزمة في سوريا، معتبرا أن هناك حاجة إلى حل سياسي للمصالحة في البلاد.
وأضاف: "نعتقد أن روسيا تتحمل مسؤولية كبيرة في سوريا كونها دولة عظمى، ونتيجة ثقلها السياسي والعسكري في المنطقة فهي تتحمل مسؤولية أخلاقية وعليها استخدام كل نفوذها وقواتها لحل الأزمة في سوريا".
وكان لعملية "نبع السلام" انعكاسها الواضح على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الأرض، والتي أجبرتها عبر العمل العسكري أولا عن الخروج من منطقتي تل أبيض ورأس العين، ثم جاء الاتفاق التركي الأمريكي ليثبت حدود السيطرة لعمق 30 كيلو مترا، تلاه الاتفاق الروسي التركي ليخرج "قسد" من مناطق استراتيجية في عين العرب ومنبج وتل رفعت، علاوة على أن المعركة كشفت لها أنها ليست إلا ورقة تفاوضية أمام حلفائها الغربيين لصالح تفاهماتها مع كتركيا.