بلدي نيوز – خاص (ياسر الأطرش)
أكد العميد أسعد الزعبي رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات، أن الوفد قد غادر جنيف بالفعل، بعد إعلانه تعليق المفاوضات احتجاجاً على مجازر النظام المروعة مؤخراً.
وقال العميد الزعبي في حديث خاص لبلدي نيوز: "بالتأكيد غادرنا جنيف لسبب عدم تنفيذ الأمور الإنسانية، وعدم جدية النظام في المفاوضات الحقيقية التي سوف تفضي لانتقال سياسي".
وأردف في تلميح إلى إمكانية العودة "هذا لا يعني أننا أوقفنا المفاوضات، نحن ما زلنا نطالب بالحل السياسي ونعمل من أجله".
وقد أثار تعليق وفد المعارضة مشاركته في المفاوضات التي انطلقت الأسبوع الفائت، موجة من الانتقادات والتصريحات المتخبطة من النظام وحلفائه، فقال بشار الجعفري رئيس وفد النظام إن غياب وفد الهيئة ربما يسرّع في حل القضية!..
بينما علقت الخارجية الروسية على القرار بأنه "ابتزاز سياسي"، وألمحت إلى استمرار المفاوضات مع أطراف أخرى من المعارضة، دأبت روسيا على تجهيزها لمثل هذا الموقف منذ سنوات، إلا أنها لم تفلح وفق رؤية العميد الزعبي، الذي رأى أن "وفد الثورة السورية أثبت من خلال تعليقه المفاوضات أنه هو الوفد الذي يمثل الشعب السوري".
وعن محاولات روسيا والنظام إيجاد معارضة بديلة، قال رئيس الوفد المعارض لبلدي نيوز: "حاول النظام مع الطرف الروسي أن يجد ممثلين آخرين، لكن جهودهم باءت بالفشل، مبنى الأمم المتحدة خالٍ الآن".
وأعرب الزعبي عن اعتقاده بأن من يمثلون مؤتمر القاهرة رفضوا المشاركة بأي مفاوضات، وهو ما لم يرضِ النظام والروس.
وحدد رئيس وفد المعارضة شروط الهيئة العليا للعودة إلى المفاوضات بالقول "لن نعود قبل تنفيذ البيئة المناسبة في إيصال المساعدات وإطلاق المعتقلين وجدية النظام في الانتقال السياسي".
وبيّن رئيس الوفد بعضاً مما دار في أروقة جنيف من تجاذبات مع الوسيط الدولي "عندما تحدثنا مع دي مستورا عن آلية الحكم، أبلغنا أن هناك مسافة بينكم وبين النظام حول مفهوم الانتقال، والنظام يفهم بناء على مصالحه وصفاته المستبدة الفاجرة". مؤكداً أن النظام لن يحلم بهذا مطلقاً، "فالآن تشكلت القناعة الدولية بأنه لا يمكن الانتقال السياسي إلا لهئية الحكم، وعندما يتحدث النظام عن حكومة وطنية فهي أحلام يقظة".
وختم رئيس وفد المفاوضات حديثه بالتأكيد على ثوابت الثورة والتزام الوفد بها، مؤكداً أن الوفد لا يمكن أن يرضى بأي رمز من رموز النظام بالحكم، "بل سوف يساق الجميع إلى المحكمة الدولية". ورأى أن مؤشرات النهاية بدأت تظهر فـ"هناك مظاهرات لدى إخوتنا في السويداء وردود أفعال عند إخوتنا بالساحل، وعند القيادات التي تلي الصف الأول في النظام".