ما المواقع التي انسحبت منها أمريكا شمال سوريا.. وما ردود الأفعال؟ - It's Over 9000!

ما المواقع التي انسحبت منها أمريكا شمال سوريا.. وما ردود الأفعال؟

بلدي نيوز - (خاص)
انسحبت ثلاث مجموعات من القوات الأميركية، اليوم الاثنين، من نقاطها على الحدود التركية شمال شرقي سوريا، وهي "النقطة المتمركزة غربي مدينة رأس العين بريف الحسكة، وثانية في محيط تل أبيض بريف الرقة الشمالي، والثالثة في مدينة عين العرب "كوباني" بريف حلب الشرقي"، وانسحبت القوات الأمريكية باتجاه القاعدة العسكرية في مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
وأفاد البيت الأبيض عقب اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قوله: "قريبا، ستمضي تركيا قدما في عمليتها التي خططت لها طويلا في شمال سوريا، لن تدعم القوات المسلحة الأميركية العملية ولن تنخرط فيها، وكون قوات الولايات المتحدة هزمت (الخلافة) على الأرض التي أقامها تنظيم الدولة الإسلامية، فلن تتمركز بعد اليوم في المنطقة مباشرة" عند الحدود مع تركيا.
بدوره، الرئيس الأمريكي ترامب قال، "إن تركيا ستكون المسؤولة الآن عن جميع مقاتلي تنظيم داعش الذين احتجزوا في العامين الماضيين غداة الهزيمة التي ألحقتها الولايات المتحدة بالتنظيم".
واتفق أردوغان وترامب على عقد لقاء في واشنطن الشهر المقبل للتباحث بشأن "المنطقة الآمنة" في شمال سوريا، بحسب ما أفادت الرئاسة التركية.
وأبلغ أردوغان نظيره الأميركي بأنه "يشعر بالإحباط لفشل البيروقراطية العسكرية والأمنية الأميركية في تنفيذ الاتفاق" الذي أبرمه الطرفان في أغسطس بشأن إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية مع تركيا.
وفي هذا الشأن، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الاثنين، عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم؛ إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث مباشرة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن العملية العسكرية المرتقبة شرق الفرات.
وبحسب المسؤولين، فإن ما بين 100 إلى 150 من الأفراد العسكريين الأمريكيين المنتشرين في شرق الفرات سيتم سحبهم قبل أي عملية تركية، لكن لن يتم سحبهم بالكامل من سوريا.
ردود الأفعال
أمريكا:
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، إن على أوروبا وروسيا وسوريا وإيران والعراق والأكراد تسوية الوضع في سوريا.
وكتب ترمب في تغريدة على حسابه في تويتر "آن الأوان لخروج قواتنا من الحروب اللانهائية السخيفة"، في إشارة إلى سحب القوات الأميركية من سوريا.
وقال ترامب "الأكراد حاربوا إلى جانبنا، لكننا دفعنا كميات ضخمة لهم من المال والمعدات للقيام بذلك سوريا".
لكنه وجه في تغريدات أخرى تحذيرا شديد اللهجة لتركيا، في حال القيام بأي عمل خارج الحدود المسموحة، في إشارة إلى نية تركيا تنفيذ عمل عسكري شرقي الفرات، وهدد ترامب أنقرة في حال تجاوزها الحدود المسموحة، بتدمير اقتصاد تركيا وطمسه تماما، حيث قال في تغريدته: "كما أكدت بقوة من قبل، فقط أكرر؛ إذا فعلت تركيا أي شيء أعتبره بحكمتي العظيمة التي لا مثيل لها، تجاوزا للحدود، فسوف أدمر اقتصاد تركيا بالكامل تدميرا شاملا، فعلت هذا من قبل، عليهم أن يحذروا".
ودافع الرئيس الأميركي ترامب عن قرار إدارته سحب القوات الأميركية من شمال سوريا، وقال إن مواصلة دعم "القوات الكردية" المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة مكلف للغاية.
مسؤولون أمريكيون:
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى من وزارة الدفاع الأميركية في تصريح لقناة الحرة، "تلقى البنتاغون الأوامر من الإدارة الأميركية بالانسحاب الكامل من سوريا، وفقا لجدول زمني قصير".
وأكد مسؤول في البنتاغون للقناة أيضا، أن القوات الأميركية بدأت بإخلاء مواقعها وسحب آلياتها من شمال شرقي سوريا، في وقت قال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز"؛ إن انسحاب القوات الأميركية في سوريا سيقتصر في بادئ الأمر على جزء من الأرض قرب الحدود التركية، كانت أنقرة وواشنطن قد اتفقتا على العمل معا لإقامة منطقة أمنية خاصة فيه.
وأضاف المسؤول الذي تحدث إلى "رويترز" مشترطا عدم ذكر اسمه، أن الانسحاب من المنطقة لن يشمل الكثير من القوات، بل ربما العشرات فقط، ولم يوضح ما إذا كانت القوات سترحل عن سوريا أم ستنتقل إلى مكان آخر في البلاد التي يوجد بها نحو 1000 جندي أميركي.
في المقابل، هاجم المبعوث الأمريكي السابق لدى التحالف الدولي لمواجهة "داعش"، بريت ماكغورك، عبر تغريدات على "تويتر"، البيت الأبيض والرئيس دونالد ترامب على خلفية قرار الانسحاب من شمال وشرق سوريا.
وأكد ماكغورك في إحدى تغريداته أن ترامب بقراره الانسحاب من شمال وشرق سوريا بعد مكالمة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قدم هدية مُجزية إلى كل من روسيا وإيران و"داعش"، وأنه لطالما حذر من هذا التصرف.
وانتقد ماكغورك ما سماه "عيبا متكررا" في جوهر السياسات الخارجية للولايات المتحدة في جميع المجالات، مؤكدا أن "أهداف الرئيس الأمريكي مقترنة بعدم وجود عملية لتقييم الحقائق أو تطوير الخيارات أو إعداد للحالات الطارئة".
واعتبر أن "ترامب اتخذ قرارا متهورا بالمثل عندما كنت في منصبي، واليوم يكرر ترامب الخطأ عينه وهو عبارة عن تكرار محزن ولكنه يبدو أسوأ، حيث أقنع المسؤولون الأمريكيون قوات سوريا الديمقراطية منذ ذلك الحين أننا نخطط للبقاء".
وحذر ماكغورك من مغبة ما تنوي أنقرة فعله في "المنطقة الآمنة" التي تريدها والتي تشمل مناطق الكرد والمسيحيين والمكونات الأخرى، وليس لدى تركيا أي نية أو رغبة أو قدرة على إدارة 60 ألف محتجز من عناصر "داعش" في مخيم الهول، وهو ما تحذر منه وزارتا الخارجية الأمريكية والدفاع الأمريكيتين من نواة لـ "داعش"، وقال: "الاعتقاد بخلاف ذلك هو مقامرة متهورة على أمننا القومي".
ولفت ماكغورك إلى أن بيان البيت الأبيض حول سوريا بعد أن تحدث ترامب مع أردوغان، "يدل على الافتقار التام لفهم أي شيء يحدث على الأرض، والولايات المتحدة لا تحتجز أي معتقل من داعش، جميعهم محتجزون لدى قوات سوريا الديمقراطية".
تركيا
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "عملية انسحاب القوات الأمريكية شمال سوريا بدأت كما أفاد الرئيس ترامب في اتصالنا الهاتفي أمس".
وأردف الرئيس التركي "إنّ الرئيس ترامب المحترم، كان قد أمر بسحب قواته من المنطقة، إلا أنّه حصل تأخر. وعلى الرغم من ذلك واصل الطرفان التركي والأمريكي لقاءاتهما، وستتواصل هذه اللقاءات أيضا بعد الاتصال الهاتفي".
وقال أردوغان إن "بلاده عازمة على المضي قدما في تطهير حدودها من الإرهابيين، ووضع حد لتهديداتهم".
وفي رده على سؤال صحفي حول تصريحات البيت الأبيض بمسؤولية تركيا بعد الآن عن مصير عناصر تنظيم "داعش" في السجون، والادعاءات التي تقول بأن أعدادهم تصل لـ 10 آلاف، قال أردوغان: "هذه الأرقام مبالغ فيها، كما تعلمون ثمة عناصر من بلدان مختلفة مثل ألمانيا وفرنسا في السجون، تقول البلدان المذكورة إنها تريد التخلي عن المسؤولية تجاههم".
وشدد على أنهم يدرسون ماهية الخطوات اللازمة لضمان عدم فرار عناصر داعش من السجون في منطقة شرق الفرات.
مسؤولون أتراك
اعتبر إبراهيم كالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن هدف بلاده من إنشاء الآمنة شمال سوريا تطهير الحدود من العناصر (الإرهابية) وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وقال كالن في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "تويتر"، إن المنطقة الآمنة المزمع إقامتها شمالي سوريا لا تهدد وحدة الأراضي السورية، وأن تركيا ستبدأ قريبا عمليتها العسكرية في شمال سوريا، مؤكدا أن القوات الأمريكية لن تدعمها ولن تشارك فيها.
من جانبه، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخرالدين ألطون؛ إن تركيا تصرفت بصبر كبير وبالتنسيق مع الحلفاء فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب بسوريا، لكن لم يعد بإمكانها الانتظار ولو لدقيقة واحدة.
ولفت ألطون في تغريدة على تويتر، الاثنين، إلى أن "نية تركيا واضحة وصريحة وتتمثل في القضاء على الممر الإرهابي على حدودنا، ومحاربة منظمة (بي كا كا) عدوة الشعب الكردي، ومكافحة داعش ومنع استرداد قوته".
وأكد أن "سوريا ليست بحاجة إلى احتلال من قبل (بي كا كا)، بل إلى إدارة محلية"، لافتا إلى قيام إلى أن الأخير نفذ حملات تطهير عرقي في مناطق سيطرته، وقضائه على كافة أنواع المعارضة، ولا سيما الأكراد الديمقراطيين، الأمر الذي وثقته العديد من منظمات حقوق الإنسان الدولية.
وأضاف، "أود أن أذكّر من يعتقدون أن (قسد / ي ب ك / بي كا كا)، يمكن الاعتماد عليها أكثر من تركيا في محاربة داعش في المنطقة، و"قسد" ناقشت إخلاء سبيل 3200 سجين من عناصر "داعش" عقب قرار ترامب سحب جنوده".
وشدد على أن تركيا تحلت بصبر كبير فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب في سوريا، وقامت بالتنسيق مع حلفائها، لكن لم يعد بإمكانها الانتظار ولو دقيقة واحدة، فحياة الأتراك والأكراد والعرب في خطر.
وأشار ألطون إلى أن "الخدمات التي ستوفرها تركيا ستحل محل احتلال الإرهابيين، في المناطق المحررة من بي كا كا"، وأن عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات، أظهرتا أن تركيا من حيث الإدارة والأمن تمثل أفضل نموذج لكافة السوريين".
قوات سوريا الديمقراطية:
قالت "قسد" في بيان رسمي اليوم "إنه رغم الجهود المبذولة من قبلنا لتجنب أي تصعيد عسكري مع تركيا، والمرونة التي أبديناها من أجل المضي قدما لإنشاء آلية أمن الحدود، وقيامنا بكل ما يقع على عاتقنا من التزامات في هذا الشأن، إلا أن القوات الأمريكية لم تف بالتزاماتها وسحبت وحداتها من المناطق الحدودية مع تركيا".
وأشار البيان "إلى أن تركيا تقوم الآن بالتحضير لعملية لشمال وشرق سوريا".
وأضاف البيان أن "هذه العملية العسكرية التركية في شمال وشرق سوريا سيكون لها الأثر السلبي الكبير على حربنا ضد تنظيم "داعش"، وستدمر كل ما تم تحقيقه من حالة الاستقرار خلال السنوات الماضية".
وشددت "قسد" في بيانها "لن نتردد لحظة واحدة في الدفاع عن أنفسنا، وندعو شعبنا بجميع أطيافه من عرب وكرد وسريان وآشوريين لرص صفوفه والوقوف مع قواته المشروعة للدفاع عن وطننا تجاه هذا العدوان التركي".
كما أدان "مجلس سوريا الديمقراطية"، الذراع السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، في بيان له، الانسحاب الأمريكي من شرق الفرات، معتبرا أن ذلك يعني التخلي عن مسؤولية محاربة الإرهاب، وسيؤثر سلبا على الوضع السياسي ومساعي إنهاء الأزمة في البلاد.
وقال المجلس في بيانه؛ إن قوات سوريا الديمقراطية التي تنشط في إطارها "وحدات حماية الشعب" الكردية، وتريد تركيا استهدافها عبر عملية عسكرية وطردها من شرق الفرات؛ تمكنت من خلق بيئة وحاضنة أنقذت آلاف الشباب من خطر التنظيمات الإرهابية والطائفية".
واستنجد مجلس "مسد" بالمجتمع الدولي، داعيا إياه لاتخاذ مواقف صارمة، في وقت هاجم في بيانه إعلان البيت الأبيض موافقته مرة أخرى على دخول تركيا لشمال وشرق سوريا، وسحب قواته العسكرية والتخلي عن مسؤولياته في الحرب على الإرهاب، وفق البيان.
وقال المجلس إن "التصرف الأمريكي سيؤثر بشكل عميق على الوضع السياسي والمساعي الدولية لإنهاء الأزمة وحلها سياسيا وزيادة تعقيد المشهد، ودفع أطراف إقليمية أخرى لزيادة حضورها على خط الأزمة".
وأضاف، "قمنا بكل ما تستدعيه ضرورات الدبلوماسية لحل الخلاف مع تركيا، وكان آخرها تطبيق اتفاق الآلية الأمنية الذي عبر عن الإرادة الحقيقة لقوات سوريا الديمقراطية لإحلال السلام في المنطقة".
وقال المجلس إنه يستمر في القيام بكل ما يلزم من خطوات على الصعيد الدبلوماسي وتفعيل قنوات الحوار مع مختلف الأطراف الدولية ذات الشأن في الملف السوري، لوقف هذا الاعتداء وتجنيب الشعب مخاطر أي صدام عسكري، وعدم التخاذل في القيام بمسؤولياتهم.
وختم بيانه بالقول: "ندعو المجتمع الدولي للوقوف بجدية أمام هذا التطور الخطير"، يرى أن قرار البيت الأبيض بهذا الخصوص يقوض كل جهود الحرب على "داعش".
روسيا
صرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الكرملين يأمل أن تلتزم تركيا في جميع الظروف بوحدة الأراضي السورية، في أول تعليق روسي على احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية في شمالي سوريا.
وقال بيسكوف بشأن موقف الكرملين من خطط أنقرة للقيام بعملية عسكرية في سوريا، "إن الكرملين يدرك التزام تركيا بالتمسك بوحدة سوريا الترابية والسياسية، وبأن وحدة أراضي سوريا هي نقطة الانطلاق في إطار الجهود المبذولة لإيجاد تسوية سورية، وفي جميع المسائل الأخرى، ونأمل أن يتمسك زملاؤنا الأتراك في جميع الظروف بالدرجة الأولى بهذه المسائل المسلمة".
وأضاف بيسكوف "نحن نعرف ونتفهم إجراءات تركيا لضمان أمنها، ونعني هنا مواجهة العناصر الإرهابية التي قد تختبئ في الأراضي السورية، لكنني أكرر مرة أخرى، نحن نقول أولا وقبل كل شيء، من الضروري الالتزام بوحدة سوريا الترابية والسياسية".
إيران
أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن إجراءات تركيا شمال شرق سوريا مؤقتة، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف.
وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن جاويش أوغلو أكد لظريف على احترام تركيا لوحدة الأراضي السورية، وذلك خلال تناول الوزيرين التطورات في شمال شرق سوريا.
وأكدت الخارجية الإيرانية أن ظريف أبلغ نظيره التركي معارضة طهران لأي عمل عسكري تركي في سوريا، مشددا على وجوب احترام تركيا للسيادة الوطنية السورية، وتطبيق اتفاقية أضنة كأفضل حل لكل من تركيا وسوريا لأجل إزالة مخاوفهما.
وأكد ظريف على ضرورة محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا، حسبما أعلنت الخارجية الإيرانية.
وعرض جواد ظريف، يوم الاثنين، استعداد بلاده للوساطة في تخفيف التوتر شمال شرق سوريا بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها "الوحدات الكردية"، وضمان الأمن في المنطقة في ظل الانسحاب الأمريكي.
وقال ظريف إن "الولايات المتحدة تمثل محتلا دون صفة مناسبة لأراضي سوريا، ومن غير المجدي البحث عن إذنها أو التعويل عليها فيما يخص الأمن".
الأمم المتحدة
طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف في شمال شرقي سوريا لإبداء أقصى درجات ضبط النفس، بعدما انسحبت القوات الأميركية من نقاط مراقبة على الحدود السورية التركية، ما يفسح المجال لعملية تنوي أنقرة تنفيذها هناك.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك للصحفيين، "من المهم أن تبدي جميع الأطراف أقصى درجات ضبط النفس في الوقت الراهن".
ولفت إلى أن "الأمين العام يؤكد كذلك على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية طوال الوقت، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين إليها دون أي عائق وبأمان"، بحسب وكالة "رويترز".
وقال منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية التابع للأمم المتحدة بانوس مومسيس في جنيف "لا نعرف ماذا سيحصل.. ونحن نستعد للأسوأ، مشيرا إلى وجود الكثير من التساؤلات التي لم تتم الإجابة عنها فيما يتعلق بتداعيات العملية".
الاتحاد الأوربي
حذر الاتحاد الأوروبي في بيان له، من أي عملية تركية ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا "قسد"، بعد القرار الأميركي المفاجئ بالانسحاب من المنطقة، واقتراب دخول القوات التركية.
وأعلنت المتحدثة باسم الاتحاد معارضة الأعضاء أي عمل عسكري تركي، وقالت في هذا الصدد: "في ضوء التصريحات الصادرة عن تركيا والولايات المتحدة بخصوص تطورات الوضع؛ يمكننا التأكيد على أنه في الوقت الذي نعترف فيه بمخاوف تركيا المشروعة، فإن الاتحاد الأوروبي قال منذ البداية إنه لن يتم التوصل إلى وضع مستدام بالوسائل العسكرية".
قراءة في الانسحاب
كان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الحدود السورية التركية مفاجئاً للجميع، إذ أنه من غير المعقول أن تترك واشنطن قواعد عسكرية لها في الشرق الأوسط وهي التي لطالما سعت للتوسع والسيطرة في كل المنطقة، بل وصرفت الكثير من الأموال وبذلت في سبيل ذلك جهود كبيرة بشتى المجالات.
قرار سابق
وتعددت الآراء في طبيعة قرار الانسحاب من سوريا والانسحاب الفعلي من نقاط على الحدود السورية التركية، كون ترامب أعلن من عام تقريباً سحب كامل قواته من سوريا بعد هزيمة تنظيم داعش وفق جدول زمني، إلا أنه حدث العكس حيث عززت القوات الامريكية من وجودها العسكري وذلك بزج أعداد من المقاتلين والخبراء الأمريكيين في القواعد الموجودة في سوريا.
ذهب البعض إلى أنه تخبّط في الإدارة الأمريكية إذ خرجت أصوات وقتذاك من داخل الإدارة الامريكية تعترض على قرار الانسحاب، ربما ما حدث وقتها من عدم انسحاب وتعزيز للقوات هو من هذا الباب (التخبط)، وهناك من عده مراوغة سياسية لشرعنة وجود القوات الأمريكية في سوريا بعد هزيمة التنظيم الإرهابي.
القرار الحالي
ربما يأتي القرار الحال بنفس السياق إما التخبط وهذا ما ظهر من خلال مهاجمة المبعوث الأمريكي السابق لدى (التحالف الدولي لمواجهة داعش)، وربما يكون التفافاً لمرة ثانية، بدليل الدعم العسكري واللوجستي الذي قدمته واشنطن لحليفها في سوريا، قوات سوريا الديمقراطية "قسد" خلال الأشهر السابقة، إذ ما انفكت تزودها بآليات عسكرية وذخائر ومعدات لوجستية وصلت إلى المناطق الحدودية مع تركيا، وهذا مؤشر على ديمومة في الدعم والتحالف الوثيق.
من جهة أخرى، وبالنظر من زاوية أوسع في قراءة تحالفات واشنطن، لديها حليفان الأول وهو الاصغر قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والثاني الأكبر وهو تركيا من خلال شراكتهما في حلف شمال الأطلسي والذي تعد فيه تركيا شريكاً مهماً للولايات المتحدة الامريكية، ومن غير المعقول أن تضحي واشنطن بحليف استراتيجي في سبيل حليف وليد المرحلة كقوات "قسد" فهناك من يرى أن صناعة الحليف الجديد هو لتحقيق أهداف بمرحلة معينة تنتهي بتحقيق الأهداف، وهذا ما يبدو من خلال القضاء على تنظيم داعش، إذ لا حاجة للقوات الأمريكية بالتحالف مع قوات "قسد".
وبالرد على من يقول أن "قسد" ضرورة من أجل حماية المصالح الأمريكية الاقتصادية شرقي سوريا، فهناك إجابتان الأولى أن القوات الأمريكية ما زالت تحتفظ بقوات من المعارضة السورية في قاعدة التنف تزيد عددها وتقلله متى تشاء، والثانية ضمان مصالحها من خلال تقديم "قسد" كقربان لتركيا في سبيل حماية المصالح.

مقالات ذات صلة

جيمس جيفري يقيّم الوضع في سوريا ويتحدث عن الوجود الامريكي

"التحقيق الدولية" تحذر من موجة عنف في سوريا

أثناء بحثهم عن الكمأة.. وفاة 6 أشخاص بانفجار في بادية دير الزور

مصرع سبعة عناصر من قوات النظام شرقي حماة

الملف السوري على الطاولة.. انطلاق محادثات سياسية بين واشنطن وأنقرة

"قسد" تعتقل عشرات الأشخاص شمال شرق سوريا