بلدي نيوز – إدلب (محمد كركص)
أفرجت قوات النظام عن الدكتور كمال محي الدين الجمعة، الملقب بـ "أبو هديل" وهو من مواليد 1972 بلدة الغدفة، قرب معرة النعمان بريف إدلب, بعد اعتقال دام أربعة أعوام في سجون قوات النظام.
وأجرى مراسل بلدي نيوز لقاءً مع الطبيب، روى خلاله الجمعة تفاصيل اعتقاله خلال السنوات الأربع التي قضاها متنقلاً بين معتقلات النظام.
وقال الجمعة: "في صيف عام 2012 وأثناء وجودي على رأس عملي في مشفى جراحة القلب بحلب، اقتادني مجموعة من عناصر الأمن إلى فرع أمن الدولة، ليتم ترحيلي بعدها إلى دمشق عبر مروحية".
اقتاد عناصر الأمن الطبيب مباشرة إلى الفرع 285 في كفرسوسة، ليبقى قرابة الستين يوماً، خضع خلالها للتحقيق وتعرض لشتى أنواع التعذيب الوحشي حسب وصفه.
وأضاف الجمعة "كان أقسى فترات التعذيب من المغرب إلى العشاء، على بساط الريح عارياً معصوب العينين، على خشبة مصفحة بحديد ومربوطة بالجنازير والحبال، عند تعرضي للتعذيب أشعر بهبوط جسدي فجأة وبقوة، أشعر بأن جسدي لم يبقَ منه عظم على عظم".
حوّل عناصر الأمن الطبيب إلى معتقل صيدنايا، هناك يمكنك أن ترى الموت والتصفيات بحق المعتقلين كل يوم، وفق الطبيب كمال.
ويتابع الجمعة "تظهر حالات الجرب والقمل والدمامل واضحة في أجساد المعتقلين، إضافة لانتشار شتى أنواع الأوبئة عن طريق الملح والمربى والخبز المعفن، إضافة للإهانات والتعذيب النفسي والجسدي الذي تتلقاه كل يوم".
ويصف الجمعة "أن كل من يأتي بزيارة إلى صيدنايا لابد بعد الزيارة أن يتعرض لحفلة مدللة من التعذيب، وبعضهم يتم سوقه إلى زنزانات فردية".
وضع عناصر الأسد المعتقلين ومعهم الطبيب في مهجع لا يتجاوز طوله الخمسة أمتار وعرض ثلاثة أمتار، ويقدر عدد المعتقلين المتواجدين في المهجع بمئة معتقل، حسب ما يؤكده الطبيب.
بعد قضاء الطبيب سنة وثمانية أشهر في المعتقل، ساقه عناصر الأسد إلى القضاء العسكري في القابون، وعُرض على القاضي بعد عدة عمليات تعذيب بحقه، ليبت القاضي بأمره ويصدر حكماً ميدانياً لم يعرفه الطبيب نفسه.
نُقل الطبيب مجدداً إلى السجن العسكري في حمص ثم نقل إلى الملحق التابع لصيدنايا في "البالونة"، وحسب وصف الطبيب فإن الوضع كان أفضل بكثير من صيدنايا، حيث هناك الزيارات مسموحة، ومن لديه المال يمكنه أن يعيش ويتداوى.
وفي تاريخ التاسع من آذار لعام 2016، بصم الطبيب على قرار إخلاء سبيله، بعد أن قضى في البالونة بحمص سنة وثمانية أشهر، ليفتح للطبيب باب المعتقل ويرموه في الشارع وحيداً أمام المعتقل، لا يوجد معه سوى الهوية الشخصية والأمل الذي لم يفارقه منذ لحظة الاعتقال، حسب ما يقول.
عاد الطبيب بعد سنوات إلى ديار أهله، ويحاول اليوم أن يعود إلى حياته بهمة وعزيمة أقوى حسب وصفه، محاولاً أن يزاول مهنته لخدمة الناس والمرضى والجرحى والمصابين من جديد وبكل إخلاص وإنسانية.