"قمة أنقرة" بشأن سوريا.. صراع أم تفاهم؟ - It's Over 9000!

"قمة أنقرة" بشأن سوريا.. صراع أم تفاهم؟

بلدي نيوز - (عمر حاج حسين)
تحتضن العاصمة التركية "أنقرة"، اليوم الاثنين، قمة ثلاثية تجمع ضامني منطقة خفض التصعيد الرابعة "إدلب"، وهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، بهدف الحديث عن الأزمة السورية لاسيما ملف اللجنة الدستورية ومصير منطقة إدلب والتي تشهد وقفا هشا لإطلاق النار منذ مطلع شهر أيلول/سبتمبر الحالي.
الموقف التركي
تستبق تركيا انعقاد القمة بتأكيدها المتواصل على تنفيذ التفاهم حول إدلب وتنفيذ وقف إطلاق نار دائم في المنطقة خلال الإجتماع المقرر بين روسيا وإيران، وإلزام المجتمع الدولي بالإيفاء بمسؤوليته إن كان يريد منع حدوث موجة لجوء جديدة مصدرها إدلب السورية تجاه الدول الأوروبية.
وتتطلع تركيا لتوجيه روسيا وإيران الإيعاز اللازم للنظام السوري، وعلى ضررة الإسراع في تطبيق مسار الحل السياسي في سوريا دون تأخير، وتنفيذ خطوات من قبيل تشكيل لجنة دستورية وحكومة انتقالية، والتوجه إلى الانتخابات، استكمالا لمساري أستانة وجنيف، بحسب تصريحات متكررة لمسؤولين أتراك أبرزهم المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم غولن".
واستبق الرئيس التركي القمة بالتأكيد على عدم الاعتراف بنظام الأسد أو التنسيق معه بخصوص نقطة المراقبة التاسعة في بلدة "مورك" -التي أصبحت محاصرة من قبل النظام وروسيا- والاكتفاء بالتواصل مع روسيا، والإصرار على استمرار تواجد نقاط المراقبة الـ12 في المنطقة.
الموقف الروسي
تسعى روسيا للضغط على تركيا للقبول بحل عسكري ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب والي تصنفها روسيا على لوائح الإرهاب، وتنفيذ اتفاق سوتشي والذي يقضي بالسيطرة الكاملة على الطرق الدولية في سوريا "M4 و M5" وسحب السلاح الثقيل للمعارضة السورية على بعد مسافة 20 كم من الطرق الدولية، لاسيما بعد تحقيق روسيا والنظام تقدما كبيرا في منطقة إدلب وسيطرتهم على ريف حماة وأجزاء من ريف إدلب.
ومن ضمن السيناريوهات المطروحة، فإن تركيا غالبا ما ستعوّل على الجهود الدبلوماسية لإقناع روسيا بجدوى التوصل إلى تهدئة تدفعها للتخلي عن خيار الحسم العسكري في محافظة إدلب ومحيطها، وبالتالي تمديد الهدنة والعودة إلى تخفيض التصعيد، وليس بالضرورة أن تستجيب روسيا لتلك المطالب، بمعنى أن تستمر بالعمليات العسكرية عبر استراتيجية "الخطوة خطوة" ضمن المنطقة العازلة، أو على أقل تقدير الإبقاء على سياسة التصعيد والخروقات.
ومن المتوقع أن القمة غالبا ما ستركز على الهدنة أحادية الجانب التي أعلنت عنها روسيا نهاية آب/ أغسطس الماضي، ومدى إمكانية الاعتماد عليها كأرضية لمناقشة الانتقال لتفاهم مرضي حول آلية مشتركة لتطبيق بنود بروتوكول سوتشي الذي مضى على توقيعه عام كامل، وهذا يعني "تحديد الآلية اللازمة لتسيير دوريات المراقبة ومواقع نقاط التفتيش، وتحديد جدول زمني لفتح الطرقات الدولية والآلية اللازمة لحل ملف هيئة تحرير الشام والتنظيمات الجهادية الأخرى".
الموقف الإيراني
يبقى موقف طهران غامض حتى الآن، إذ لم يسبق القمة سوى تأكيد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، على استمرار تواجد قواته في سوريا إلى جانب حكومة الأسد بهدف مكافحة ما أسماه "الإرهاب"، واتهامه للولايات المتحدة الأمريكية بأنها داعمة للإرهاب في سوريا، ومطالبته واشنطن دعم دمشق من أجل إعادة الاستقرار في البلاد، (بحسب التلفزيون الإيراني).
"قسد" والقمة الثلاثية
رأى المتحدث الرسمي باسم "مجلس سوريا الديمقراطية" (أمجد عثمان)؛ أن المصالح تتحكم باللقاء الثلاثي الّذي سيجمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا في أنقرة.
واعتبر عثمان أن "مصالح الدول الثلاثة لا يزال يحكمها الكثير من التناقض، خصوصا وأنها لم تتخذ من مصلحة السوريين أساسا في تشكيل مواقفها".
وكان أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اتفقا في محادثات بموسكو في أغسطس/آب الماضي على "تطبيع الموقف في المنطقة" بعدما طوقت قوات النظام الفصائل المعارضة وموقعاً تركياً في خطوة قالت أنقرة إنها هددت أمنها القومي.
وعلى الرغم من وجود علاقة وثيقة بين بوتين وأردوغان بشأن مجموعة من القضايا ومنها الطاقة والتعاون الدفاعي، فإن الهجمات الأخيرة لقوات الأسد أثارت توترا في العلاقات بين أنقرة وموسكو.

مقالات ذات صلة

صيف سوريا سيبدأ في أيار المقبل

إدانة أمريكية لاستهداف قواتها شرقي سوريا

شهيد مدني بقصف النظام على ريف حلب

مبادرة شبابية في حوران لإحياء القرار 2254

روسيا تعرقل عقد اجتماعات "الدستورية" السورية في جنيف

رأس النظام يكشف عن فحوى اجتماعاته بالأمريكان