بلدي نيوز
تمكنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بشمال سوريا، من اعتقال متطرف برتغالي تورط في عمليات اختطاف وإعدام جرت بحق رهائن غربيين لدى "داعش" خلال السنوات الماضية، بعد سنوات من الهروب.
ويعتقد أن نيرو ساريفا، الذي كان مقيما في لندن ويبلغ من العمر 33 عاما، أحد أهم المجندين الأجانب في صفوف داعش، والذي نجح في الترقي في صفوف التنظيم الإرهابي إلى أن أصبح قائد "وحدة المقاتلين الأجانب".
وجاء اعتقال نيرو على يد "قسد" ليضع حدا لرحلة استمرت 7 سنوات، بدأت في منطقة "والتامستو" بشمال شرقي لندن، وانتهت بدولة الخلافة المزعومة "داعش "التي تزوج خلالها من 5 نساء، وأصبح أبا لـ10 أطفال.
وبحسب مجلة "سابادو" البرتغالية، التي نشرت نبأ اعتقاله الأسبوع الماضي، فقد جرى اعتقال نيرو ساريفا (ذو الأصول البرتغالية الذي استقر في بريطانيا) بعدما انتقل وسط مقاتلي تنظيم داعش إلى آخر معاقلهم بمدينة الباغوز، بشرق سوريا، بداية العام الجاري، ويعاني نيرو من شلل في نصف جسده السفلي، بعد تعرضه لإصابة شديدة خلال معركة سقوط مدينة الباغوز.
وبحسب تصريح أحد المسؤولين الأسبوع الجاري، فقد كان نيرو "أول من وصل من المقاتلين الغربيين إلى سوريا، ولذلك فهو منجم ذهب ثري بالمعلومات"
ويعتقد أن معلوماته ستفيد الادعاء في أي محاكمة يمكن أن تجرى للإرهابيين العائدين إلى الدول الغربية، ويعد نيرو من أكثر المطلوبين والملاحقين من قبل أجهزة الأمن الغربية منذ عام 2012، بعد اتهامه باختطاف مصور الحرب البريطاني جون كانتلي.
وبعد ذلك التاريخ بعامين، وبعدما بات قائدا لكتيبة المقاتلين الأوروبيين، وجد على مقربة من عملية تصوير الضحية الأميركي جيمس فولي الذي قام سفاح "داعش، جون، بجز رقبته أمام الكاميرات.
ويعد نيرو ساريفا واحدا من 6 أصدقاء، جميعهم من لاعبي كرة القدم، قدموا إلى منطقة والتامستو فوريست، بضواحي شرق لندن، بغرض الدراسة والبحث عن عمل، قبل أن يغيروا وجهتهم ويعتنقوا الفكر المتطرف في العاصمة البريطانية، ويقرروا الانضمام إلى تنظيم داعش.
وما بين عامي 2008 و2012، كان نيرو يعيش برفقة زوجته وطفله الصغير في شقة من غرفة واحدة بمنطقة "والتامستو"، وبحسب صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فقد تخرج نيرو في كلية الهندسة، وحصل على مؤهل في الهندسة المدنية من جامعة شرق لندن، وبعدها عمل بشركة للغاز.
بعد ذلك، هجر نيرو زوجته وابنه، وقرر السفر إلى سوريا عام 2012 للانضمام إلى التنظيم الإرهابي، قبل أن يلحق به أصدقاؤه الخمسة، ومنهم فابيو بوكاس الذي كان ضمن فريق "أكاديمية لشبونة الرياضية" لكرة القدم، وينخرطون في القتال هناك طيلة الشهور التالية.
وتزوج نيرو ساريفا، الذي عرف لاحقا باسم "أبو يعقوب الأندلسي"، من 5 نساء، وأنجب 10 أطفال في سوريا، بحسب مجلة "سابادو"، وكانت آخر زوجاته الهولندية أنجيلا باريتو، التي اعتنقت الإسلام، وتزوجت من صديقه بوكاس، قبل أن يلقي مصرعه في المعارك، وتتزوج نيرو من بعده.
ومن المتوقع أن تساعد عملية استجواب نيرو، الوحيد الباقي على قيد الحياة من بين أصدقائه الستة، في محاكمة باقي العائدين من "داعش"، وفي التيقن من صحة اعترافاتهم.
يذكر أن نيرو ولد في أنغولا، المستعمرة البرتغالية القديمة بجنوب أفريقيا، وكان أول الأصدقاء الستة الذين قدموا إلى المملكة المتحدة، وانضموا فيما بعد إلى داعش، وظهر اسمه في كشوف الناخبين البريطانيين للمرة الأولى عام 2003.
المصدر: الشرق الأوسط