هدنة إدلب.. وقف إطلاق نار أم رفع الغطاء عنها؟ - It's Over 9000!

هدنة إدلب.. وقف إطلاق نار أم رفع الغطاء عنها؟

بلدي نيوز- (ليلى حامد)
لفّ ملف الشمال السوري وتحديداً في إدلب الغموض، وسط تخوف الشارع من تبعات التفاهمات الدولية وتحديداً صراع الأطراف الضامنة الروسي - التركي.
وتختلف اﻵراء التي اعتبرت أنّ المرحلة القادمة ستؤسس لسيناريو ساخن، ووجهة نظرٍ مناقضة ترجح تثبيت الهدنة إلى حين.
وبحسب المحامي اﻷستاذ (عبد الناصر حوشان) في حديث لبلدي نيوز؛ "لا يوجد شيء اسمه هدنة، إذ إن الهدنة هي اتفاق بين طرفين متقاتلين".
وأضاف، "ما يحدث هو إعلان وقف إطلاق نار من جانب النظام السوري فقط، أي أنه إعلان من جانب واحد، بدليل دعوة الروس للفصائل الانضمام لهذا الوقف".
ومن المنطقي أنّ ملف "الهدنة" أو "وقف إطلاق النار" حسب بعض وجهات النظر، يحمل بين طياته أبعاداً مستقبلية ودلالاتٍ دفعت إلى تبني موسكو له، وفرضه على النظام، وتبرهن على أن اﻹدراة الروسية ماضية في سياسة اﻻلتفاف، ضمن إطار المحافظة على هيمنتها في الملف "السوري".
وأردف "حوشان"، "أما عن أبعاده فهو مبادرة من النظام دفعته روسيا وإيران للقيام بها لعدة أسباب؛ قطع الطريق على مجلس الأمن الذي كان يناقش مشروع قرار وقف إطلاق النار برعايته، وهذا القرار إن صدر سيكون ملزماً لكل الأطراف حتى روسيا وإيران، مما يضعف الموقف الروسي في أروقة الأمم المتحدة، وبادرة حسن نية من الضامنين اتجاه الحكومة التركية بعد الضربة التي تلقتها في احتلال ريف حماة، وبمساعدة كل من روسيا وإيران في ذلك، وتعرض هيبة تركيا للإساءة من قبل النظام، حينما حاصر نقطة المراقبة في مورك، و لإنجاح القمة الثلاثية بين الضامنين في الثاني عشر من هذا الشهر، كما سيحاول الروس وإيران إيجاد اتفاق جديد يعزِّز الحضور الإيراني ويدعم الموقف الروسي وتكريس الأمر الواقع على الحكومة التركية".
وبحسب "حوشان"؛ "على ما يبدو أنهم سينجحون في ذلك بعد دخول التحالف على خط الضربات الجوية في إدلب"، منوّها إلى أنها إشارة على رفع الغطاء الأمريكي عن إدلب.
وعلى الطرف اﻵخر، يعيش الشارع حالة ترقب بانتظار الكشف السريع عن مجمل ما سينتهي إليه المشهد، وسط تكهنات وتوقعات متضاربة، ما بين الطمأنة والتهويل.
والمتابع لتوقعات المدنيين يجدها تصب في السؤال عن "ديمومة الهدنة" أو ما يسمى "وقف إطلاق النار"، بعد اﻹنهاك خلال اﻷشهر الفائتة والتي أدت إلى توسع الرقعة الجغرافية لسيطرة النظام على حساب المعارضة، فضلاً عن عمليات القتل والتدمير الممنهج اليومي.
ويعتقد اﻷستاذ حوشان أنه "إذا بقي وقف إطلاق النار دون رعاية أممية من مجلس الأمن، فلا يمكن التعويل عليه أبدا، فهو مجرد ورقة لامتصاص الغضب التركي عن فقدان هيبته أمام السوريين وأمام الشعب التركي".
وأضاف، "هو أسلوب متبع من قبل الروس والنظام بعد كل احتلال منطقة من المناطق المحررة".
ويرى أنّ وقف إطلاق النار سيسهم في تكريس اﻷمر الواقع، وإعادة انتشار القوات وإعادة المؤيدين والشبيحة إلى تلك القرى".
وأضاف، "لا يمكن التعويل على ديمومته مطلقاً ومن يعول على ذلك فهو مخطئ أو من يحاول تسويقه على غير ذلك فهو يسوّق الوهم الذي سينتج عنه إزهاق أرواح الناس عند أول غدر للنظام بهم، والتي ستصدق ذلك وتحاول العودة أو الاستقرار في المناطق الساخنة".
وبالمجمل؛ تبدو المرحلة المقبلة مشوبة بالضبابية ويجمع المدنيون أنّهم يترقبون المجهول، والتوقعات دون المستوى المطلوب وإن كانت اللهجة السائدة ﻻ تخلو من اﻷمل.
وفي هذا الصدد؛ يقول "حوشان" أنّ المرحلة القادمة ستكون على الشكل التالي:
"استمرار روسيا والنظام وإيران في خطتهما العسكرية في استعادة المناطق المحررة، وبعد نجاحهما في خطتهما في استعادة ريف حماة عبر محاصرته بتوسيع الدائرة باحتلال قرى ومدن ريف إدلب الشرقي والجنوبي، وسيتبع نفس التكتيك مع المنطقة الممتدة من خان شيخون إلى معرة النعمان، ومنها إلى سراقب ومن سراقب إلى حلب، حصار ثم تكثيف القصف على القرى والمدن وتهجير السكان بعد إفراغ المناطق من السلاح الثقيل، ثم حصار النقاط التركية التي يأخذ وجودها أو رحيلها أولوية أي مفاوضات حيث وضع النظام وروسيا معادلة، (وجود النقاط التركية مقابل الاستيلاء على المناطق المحررة).
كما أن الحشود على جبهة ريف حلب الغربي دليل ذلك،وتهجير سكان ريف المعرة كله غربا وشرقا، ودائما يأتي دور مجلس الأمن في هذه اللحظات إما مماطلا أو معيقاً ﻷي تحرك يوقف النظام وروسيا، وإما مكرسا الأمر الواقع بعد أن تنجح في احتلال القرى والمدن المحررة".
واعتبر "حوشان" أنّ ما يجري على اﻷرض مؤخراً هو من باب تنفيذ اتفاق سوتشي بإرادة منفردة "روسية"، على مبدأ "لنا سوتشي ولكم أستانا"؛ بمعنى أستانا لشرعية وجود الجيش التركي مقابل تطبيق بنود سوتشي من قبلنا.
وأشار حوشان إلى أنّ الاخطر في البند العاشر منه "محاربة الإرهاب ، ووجوب التعاون بين الأطراف في ذلك".  ونوّه حوشان إلى أنّ تجريف الاوتستراد من الممكن أن يعطل العمل، ولكن الروس لا يقصدون الطرقات حالياً لأنهم يستفيدون في استعادة مناطق أكبر من الاوتوستراد".

وبالمحصلة؛ ﻻ تزال الضبابية تحيط بملف الشمال السوري، ويبدو أنّ "مطابخ المجتمع الدولي" لم تنهِ بعد خياراتها النهائية لحسم الملف، إﻻ أنّ الرائحة تؤكد محاصرة الثورة لصالح النظام.
بالمقابل؛ ثمة من يعول على نقطتين، صمود الفصائل المعارضة، ودور تركي إيجابي وقوي، على غير ما سبق، بدليل التظاهرات التي تطالبه بذلك.

مقالات ذات صلة

لافروف"اختلاف المواقف بين دمشق وأنقرة أدى إلى توقف عملية التفاوض"

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

تقرير يوثق مقتل 27 شخصا خلال تشرين الأول الماضي في درعا

إسرائيل تكشف عن الأهداف والمواقع التي استهدفتها في القصير بريف حمص

"الائتلاف الوطني": سوريا غير آمنة ويجب حماية السوريين العائدين من لبنان