بلدي نيوز –إدلب (صالح أبو اسماعيل)
شهدت منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي تصعيداً بالقصف الجوي خلال الأيام الماضية، أسفر عن استشهاد عدد من المدنيين وإصابة العشرات جراء الغارات التي استهدفت منازل المدنيين، وجاء ذلك بعد توقف الحملة العسكرية على المنطقة من محوري جبل التركمان والأكراد، ومحور سهل الغاب، بعد أن أصبحت على مشارف مدينة جسر الشغور وريفها.
وتناوبت مروحيات النظام ومقاتلاته الحربية على قصف المدينة وريفها، فتعرض الريف الغربي للمدينة لعشرات الغارات الجوية سواء من الطيران الحربي أم من المروحي الذي قصفت براميله منازل المدنيين، فتعرضت قرى بداما والكندة ومرعند والناجية، والزعينية، ومخيمات النزوح بأقصى ريف إدلب الغربي لقصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية بشكل شبه يومي، فضلاً عن القصف المدفعي والصاروخي الذي شهدته ذات البلدات والقرى من نقاط تمركز قوات النظام في جبل الأكراد والتركمان ومعسكر جورين في سهل الغاب.
وتعرضت مدينة جسر الشغور وقرى الكستن وفريكة وبشلامون والبشيرية والسكرية بريفها الشرقي لقصف من الطيران الحربي وراجمات الصواريخ من معسكر جورين بشكل منتناوب، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين، وإحداث دمار كبير بمنازل المدنيين.
وقال أحمد اليازجي مدير الدفاع المدني في منطقة جسر الشغور لبلدي نيوز: "بلغ عدد الغارات في كامل المنطقة منذ قرابة الشهر حوالي 100 غارة توزعت على الريف الغربي والشرقي والمدينة حيث بلغ عدد الشهداء تقريباً 40 شهيداً بالإضافة إلى عشرات الجرحى".
وتابع، "الطيران الذي يستهدف المنطقة هو طيران النظام الحربي والمروحي، إضافة إلى بعض الغارات من الطائرات الحربية الروسية ماعدا القصف الصاروخي والمدفعي من حواجز النظام في جبلي الأكراد والتركمان ومعسكر جورين".
بدوره حميد الحمادي القيادي في "حركة أحرار الشام" أرجع سبب القصف المكثف في الآونة الأخيرة إلى عجز قوات النظام عن التقدم إلى المدينة بعد الانسحاب الجزئي للطيران الروسي، حيث خفّضت الطائرات الروسية من غاراتها الجوية بنسبة تسعين بالمئة في المحاور التي تحاول قوات النظام وميليشياتها التقدم من خلالها.
وأردف بالقول، "يهدف نظام الأسد من خلال ذلك إلى إثبات وجوده وزرع الخوف في نفوس الثوار والمدنيين، والتدليل على قدرتهم على التقدم بأي لحظة، وما هذا التوقف إلا توقف تكتيكي، لكننا ندرك أن قوات النظام وميليشياتها عاجزة لسببين هما غياب الدعم الجوي الروسي وصمود الثوار على الجبهات، والقصف هذا إنما هو محاولة لتهجير المدنيين من منازلهم وخاصة أن المنطقة استقبلت في الآونة الأخيرة آلاف المدنيين من ريف اللاذقية".
وتقدمت قوات النظام في ريف اللاذقية منذ بدء التدخل الروسي في جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية، ووصلت إلى مشارف ريف جسر الشغور الغربي من جهة جبل التركمان، فيما وصلت إلى مشارف المدينة من محور جبل الأكراد من خلال تقدمها إلى منطقة كبينة التي تطل على المدينة ولم يبق إلا بضع كيلو مترات حتى تسيطر على قرية كبينة والتلال المحيطة بها فتغدوا المدينة تحت مرمى نيرانها، إلا أن العمليات العسكرية من جانب قوات النظام وميليشياتها توقفت مع إعلان الانسحاب الجزئي الروسي.
فيما لم تتوقف محاولات قوات النظام والميليشيات المساندة لها في التقدم إلى مدينة جسر الشغور من محور سهل الغاب عبر بوابة قرية السرمانية الواقعة جنوبي المدينة، مستفيدة من الكثافة النيرانية من معسكر جورين، وباءت جميع المحاولات بالفشل بسبب صمود كتائب الثوار هناك.