بلدي نيوز - (ليلى حامد)
لم تعد فكرة قيادة المرأة للسيارة تواجه حرجا في إدلب؛ إﻻ من بعض الهواجس أثناء التنقل بين المناطق خشية القصف، وتبقى ضمن إطار محدود يستند إلى عادات بعض اﻷسر.
السيدة علياء، اعتبرت أنّ قيادة المرأة للسيارة في إدلب وريفها أمر منطقي وطبيعي، وكسر جمود الحاجز التقليدي بين الجنسين، الذكر واﻷنثى، وأكسب المنطقة فرصة للقول؛ بأنه يراعي ويحرص على إزالة الفوارق المستمدة من العادات القديمة.
فيما أوضحت السيدة "ميساء السيد" المختصة في الشأن اﻻجتماعي؛ أنّه كان لدى الشارع تصورات ذهنية قديمة؛ فرضت القناعة بعدم جدوى قيادة المرأة للسيارة، إﻻ أنّها زالت ﻻسيما في فترة الهدوء الذي سبق التصعيد اﻷخير.
واعتبرت السيد أنّ تعلم قيادة السيارة شيء مهم بالنسبة للمرأة وﻻ يوجد ما يمنعها عن ذلك.
وترى السيدة "حنان" وهي ممرضة في ريف إدلب؛ أنّه ﻻ يوجد ما يمنع المرأة من تعلم قيادة السيارة، مضيفة بالقول: "أنا بنفسي حضرت جلساتٍ تدريبية على يدي زوجي وأتممتها في أحد مراكز تعليم السياقة في العام 2017".
وأضافت حنان: "شجعني أحد أبنائي وقال لي ضاحكاً؛ قد نضطر لك في قيادة السيارة ذات يوم".
وتقود اليوم حنان سيارتها الخاصة، في طريقها إلى عملها، وتصف نفسها بـ الماهرة المحترفة.
كما تؤكد كل من رزان وهناء، من مهجري ريف دمشق، أن زوجيهما لا يمانعان من تعلمهما قيادة السيارة، وقد حرصا على تدريبهم حسب أوقات الفراغ، في مناطق على أطراف إدلب، إﻻ أنهما لا تزالان في طور التجربة.
تقول هناء: "أقود السيارة من منزلي في الضبيط بمدينة إدلب إلى السوق، برفقة أوﻻدي الصغار، لشراء بعض اللوازم أو الفسحة إن لزم اﻷمر قرب الحديقة المجاورة لجامع شعيب".
ويشهد الرجال بخبرة بعض النسوة في التحكم بالمقود، ويبدو ذلك جليا مسموعا في حواراتهم الخاصة أثناء عبور سيارة تقودها إحدى السيدات، إﻻ أنّ الريف يبقى أكثر تقييدا في هذا اﻹطار.
كما ﻻ تكاد تعبر إحدى السيارات التي تقودها امرأة من سماع عبارةٍ؛ "شوووووف الصبية بالسيارة"، وهذا نابع من اختلاف الثقافات في المجتمع، حسب الخبيرة في الشأن الاجتماعي "السيد"، والتي اعتبرت أنها فكرة ستزول تدريجيا مع الوقت، حين تفرض المرأة إيقاع حضورها.
يذكر أنّ مدينة كفرنبل شهدت وﻻدة مدرسة خاصة لتعليم قيادة السيارة للنساء، استحدثه مركز مزايا النسائي، في العام 2017.