بعد ان تذوق طعم الشهادة عاد إلى اهله سالماً معافى، ليحول العزاء الى عرس والحزن الى فرح، في واقعة لا تحكى إلا في المعجزات.
محمد "أبو عمر" وهو أحد الثوار من بلدة "مديرا" في الغوطة الشرقية، خرج منذ يومين الى حرستا أحد جبهات الغوطة المشتعلة، ليشارك في القتال مع زملائه وبعد احتدام المعارك، بدأت قوات الأسد بتفجير المباني الموجودة في محيط ادارة المركبات والتي كان محمد مرابطاً فيها.
ولم يعد له (أي محمد) أثراً، بعد القصف والتدمير، ليصل خبر استشهاده الى أهله، والذين أقاموا بدورهم بيت عزاء لشهيدهم.
ثلاثة أيام من فقدانه، وقبل أن ينته عزاءه، عاد محمد إلى أهله لينه ما أحزنهم، وتبين أنه وبحسب ما أفاد به، أنه كان عالقاً تحت الأنقاض، وداوم على الحفر مدة ثلاثة أيام، ليتمكن أخيراً من الخروج، دون مساعدة، ويعود إلى منزله دون إصابات في جسده، عدا ما أصابه من جوع وعطش، بالإضافة للإرهاق جراء الحفر المتواصل دون غذاء وماء.