بلدي نيوز – إدلب (ليلى حامد)
يواجه مزارعو إدلب هذا العام صعوبةً في استقبال موسم التين، من جهة الوصول إلى أراضيهم لقطافه، ومن ثم تسويقه، فضلاً عن انخفاضٍ ملحوظ في سعره.
ويؤكد "أبو ياسر" أحد مزارعي إدلب؛ "تراجع إنتاج التين في موسم هذا العام، ويعزو السبب إلى الحملة العسكرية التي تقودها روسيا وقوات النظام، مستهدفةً ريف إدلب الجنوبي.
وأجمع كلُّ من "أبي خالد وأبي لؤي"؛ مزارعين من ريف إدلب، أنّ؛ المشهد الميداني خلق مفاضلة صعبة ومقارنة مؤلمة، مؤكدان اختيار حياتهما ومن يعمل معهم من أبنائهم على قطاف التين.
ويقول أبو خالد؛ "ﻻ مجال في مثل هذه الظروف للمجازفة، حياتنا مقابل أرزاقنا أمر خطير لكن ما باليد حيلة".
ويتوقع مختصون في مجال الهندسة الزراعية، تراجع الشراء بما يزيد عن 65 % وفق تقديرات "إحسان حاج حسين" مهندسة زراعية.
ويعتمد الكثير من مزراعي إدلب في مدخولهم على موسم التين، إضافة إلى مواسم أخرى كالزيتون وغيره كل منطقة تختص بزراعة معينة، ويباع طازجاً أو مجففاً.
وأثر المشهد الميداني بشكلٍ ملحوظ على ضعف هامش التحرك لدى المزارعين، وانعدامه تماماً؛ ما أسفر عن الحيلولة دون رعاية إنتاج حقولهم، كما أدت المعارك والقصف العنيف إلى موت الكثير من اﻷشجار التي تحتاج للسقاية.
التتويب
وإضافةً لما سبق فقد أثرت موجة النزوح اﻷخيرة إلى الحيلولة دون إتمام عملية تلقيح التين، التي تعرف لدى اﻷهالي باسم الـ"تتويب"، وهذه العملية تتم بواسطة حشرة توجد بداخل ثمار "التوب" التي تشبه ثمار التين، وتحمل معها غبار الطلع.
وتؤكد المهندسة "إحسان" أنّ لهذه العملية أهمية في نضج الثمرة وحجمها، وأنّ عملية التتويب تلك تبدأ مع أول ظهورٍ لثمرة التين، التي تسمى في مصطلح المزراعين بـ"الطقيش".
أسعار متدنية
ويعتقد "منذر السرميني" طالب في كلية اﻻقتصاد، أنّ العوامل التي أسهمت في تحديد سعر التين هذا العام، ﻻ علاقة لها بالعرض والطلب، مؤكداً في الوقت ذاته أنها ليست نتاج قلة المحصول.
وربط "السرميني" تأثيرات مضاربة التجار فيما بينهم، وسعر صرف الليرة أمام الدوﻻر؛ في تحديد السعر".
ويذكر أنّ سعر التين في أسواق إدلب وصل إلى ما يقارب 700 ل.س في حده اﻷعلى، بينما وصلت بعض اﻷنواع إلى 500 ل.س. وهي أسعار متدنية مقارنة مع أسعاره العام الفائت والتي سجلت الكيلو غرام الواحد 1500 ل.س.
التين الإدلبي
وتشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى أنّ محافظة إدلب تقدم نصف الإنتاج السوري من التين، وأكد تقرير صادر عن وزارة الزراعة التابعة للنظام، في العام 2011 أنّ عدد أشجار التين يزيد عن 880 ألف شجرة تتوضع على مساحة قدرها 3880 هكتاراً بمتوسط إنتاج يقارب 25 ألف طن سنوياً، كما يحتل التين السوري المرتبة الثالثة عالمياً، من ناحية التصدير، بعد تركيا وإيران.
وتنتشر مناطق زراعته جغرافياً على النحو التالي؛ مدينة معرة النعمان وكفرنبل وكنصفرة وجسر الشغور، إضافةً إلى قرى جبل الزاوية، وكذلك ينتشر في الأراضي المحيطة بإدلب المدينة.
إذ تقدر آخر الإحصائيات لوزارة الزراعة في المحافظة عام 2011عدد أشجار التين بما يزيد عن 880 ألف شجرة تتوضع على مساحة قدرها 3880 هكتاراً بمتوسط إنتاج يقارب 25 ألف طن سنوياً، ويتركز القسم الأكبر منها في مدينة معرة النعمان وكفرنبل وكنصفرة وجسر الشغور وقرى وبلدات جبل الزاوية والأراضي المحيطة بإدلب المدينة.
ويشار إلى أنّ أبرز نوعيات التين التي تصل إلى 48 نوعاً في عموم محافظة إدلب هي؛ "السوادي والشتوي والعنزوكي والكرسعاوي"،وتعدّ هذه اﻷنواع مهيئة للأكل طازجة، بينما يعدّ؛ "البياضي والصفراوي" من النوعيات المخصصة للتصدير بعد تجفيفها.