كيف ردَّ الروس على إسقاط طائرتهم في حمص؟ - It's Over 9000!

كيف ردَّ الروس على إسقاط طائرتهم في حمص؟

بلدي نيوز- (راني جابر)
لا يبدو أن بوتين يعيش أسعد أوقاته في سوريا اليوم، فالطائرة المروحية التي سقطت في ريف حمص أول أمس، تسببت للجيش الروسي بإحراج كبير، و شوهت الخطة الروسية لاستعراض ما لديها من أسلحة، فمقارنة بإسقاط سوخوي 24 من قبل طائرة تركية متطورة، يعتبر سقوط أو إسقاط طائرة حوامة هي ذروة ما لدى الروس من تقنية وهي تقاتل ضد قوات "غير نظامية" إهانة كبيرة.
أسقطت الحوامة بعد انسحابه المفترض من سوريا والذي يمكن اعتباره مجرد تغيير لشكل القوات التي نشرها في سوريا، حيث استبدل الطائرات القاذفة بطائرات مروحية هجومية، واعتمد أكثر على التغطية النارية المدفعية والصاروخية، في خطوة لها أكثر من معنى وهدف وغاية، تبدأ بتخفيض الانفاق على الحملة العسكرية الجوية التي نفذت فيها القوات الروسية ما لا يقل عن 12 ألف طلعة جوية حتى اليوم.
حيث تسعى روسيا لتخفيض نفقات حملتها، بعد أن انتهت فترة الدعاية والتجريب لطائراتها النفاثة الحديثة، إضافة لعدم رغبتها بحصول خسائر في هذه الطائرات خلال فترة انتشارها في سوريا، مع تنامي احتمالية حصول الثوار على أسلحة مضادة للطائرات أو حتى تصنيعهم لها، ما يرفع احتمالية إسقاط الطائرات الروسية يوما بعد يوم.
يضاف لذلك رغبة الروس بتجريب حواماتهم الحديثة التي أدخلوا منها نوعين للخدمة في سوريا، وهما مروحيات كاموف 52 و مي 28 التي أسقطت مؤخراً حوامة من هذا النوع في ريف حمص في ظروف غامضة و ووسط تعتيم روسي كبير.
فما يزيد الشكوك حول طريقة سقوط الطائرة هو الحجة التي أعلنتها روسيا، فقد عللت سقوط المروحية بسبب الظلام، والتي تعتبر مثار سخرية كبير، فكيف تسقط طائرة مخصصة للمعارك الليلية بسبب الظلام، لتتدارك الوضع و تحمّل الطيار مسؤولة "الحادث ".
روسيا التي تعرضت لإهانة كبيرة حاولت العثور عن منفذ و طريقة للتخفيف من وطأة خبر سقوط مروحيتها، فعادت لتجريب طريقة قديمة وفعالة لدفع الانظار بعيداً و التشويش على الخبر "السيء".
ما دفع روسيا لإجراء عرض للقوة في بحر البلطيق شمالي أوربا، عندما تعرضت قاذفة سوخوي 24 للسفينة الحربية الامريكية "دونالد كوك"، محلقة على ارتفاع عدة أمتار فوقها فقط لعدة مرات، بعد أن دارت حوامة مضادة للغواصات حول نفس السفينة سبع مرات أيضاً، في محاولة لإخفاء خبر سقوط الحوامة في سوريا بخبر التحرش بالسفينة الامريكية.
نجح الروس في فعلتهم وغطت أخبار "بطولة" طياريهم و طائراتهم التي عطلت "البارجة" الأمريكية وشلت حركتها، بسبب تلقف وسائل الاعلام العالمية لهذا الخبر و التركيز عليه، بسبب أهمية طرفي الحادثة و كونها على بعد عدة أمتار من أوربا، لكن التمثيلية الروسية هذه المرة مثيرة للشفقة أكثر من المرات السابقة، فالطائرة "غير المسلحة" التي مرت فوق السفينة الأمريكية 11 مرة، كان من الممكن تدميرها بسهولة من وحدات المدفعية الرشاشة المضادة للطائرات المركبة على متنها والتي يمكن قيادتها يدوياً .
بوتين الذي يلعب الروليت في سوريا لا يختلف عن جورج بوش الابن فهو يراهن على النصر النظيف بدون خسائر أو قتلى، هذا النصر الذي لم يحصل عليه بوش الابن رغم أنه أعلن أن "المهمة أنجزت" من على ظهر حاملة الطائرات ابراهام لينكولن، ليبدأ بعدها نزيف القوات الامريكية في العراق والذي لم يتوقف حتى الآن.

مقالات ذات صلة

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية

الشرق الأوسط: إعادة اللاجئين السوريين يجمع ما فرقته السياسة في لبنان

رأس النظام يتسلّم دعوة للمشاركة بالقمة العربية في البحرين

أمريكا تفرض عقوبات على كيانات وأفراد يدعمون الأسد