بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
قال موقع Rt الروسي؛ إنّ الحكومة الإيرانية صادقت اليوم على تغيير العملة الإيرانية من الريال إلى التومان، ونقل التلفزيون الإيراني تصريحاً لرئيس مكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية، محمود واعظي، قال فيه: "تم إقرار حذف أربع أصفار من العملة الوطنية في البلاد، وسوف يتم تبديل العملة الوطنية من الريال إلى التومان، كونه هو الرائج في التبادلات الداخلية".
وأقرت الحكومة الإيرانية حذف أربعة أصفار من عملتها الوطنية التي تراجعت بنحو 200% أمام الدولار في السوق السوداء منذ بداية 2018، وفقاً لبيانات موقع Bonbast المختص في متابعة العملة الإيرانية.
وبررت وكالة "فارس" الإيرانية هذا القرار واعتبرت أنه يهدف للحفاظ على فاعلية العملة الوطنية، وتسهيل وتحديث أدوات المدفوعات النقدية في التعاملات المحلية، إلى جانب خفض تكاليف طبع الأوراق النقدية والحد من المشكلات الضخمة في التبادل اليومي، وأعباء عد العملة والمسكوكات النقدية وحمل المبالغ الكبيرة منها.
ويرى الباحث في الشأن الاقتصادي، معاذ بازرباشي في حديثه لبلدي نيوز؛ أنّ محاولة إيران الالتفاف على العقوبات، من المحتمل أن تحقق أهدافها في الفترة القريبة، لكن من غير المرجح أن يستمر الاستقرار المرجو منها.
ولفت إلى أنّ الاقتصاد الإيراني واجه خسائر كبيرة السنوات الماضية، يستحيل حلها بمثل هذه الخطوة على المدى البعيد، وأشار بازرباشي إلى غرق الميليشيات الإيرانية في حروب المنطقة بداية من سوريا والعراق مروراً بلبنان واليمن، ودخولها على خط الأزمة في البحرين، معتبراً أنها سقطت في المصيدة وظهر هذا واضحاً في الاضطرابات داخل الشارع الإيرانية.
يذكر أنّ السعر الرسمي للدولار الأمريكي يساوي 42000 ريال إيراني، وتدهور الريال الإيراني في سوق الصرف أمام الدولار منذ نحو عامين على خلفية العقوبات الأمريكية بعد قرار الرئيس دونالد ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة لخسائر إيران نتيجة دخولها الحرب في سوريا والوقوف إلى جانب نظام الأسد؛ إلا أنها رجحت كفة تدهور اقتصادها، ويبدو أنها تسعى للخروج من هذا المأزق عبر خطواتٍ آنية قصيرة المدى وتهدئة الشارع الإيراني.
وتؤكد هذه الخطوة أنّ إيران لديها توقعات بانتهاء "الملف السوري"، واستحواذ بعض المكاسب لكنّ معظم المؤشرات تدحض هذا الخيار، لاسيما مع قراءة محاوﻻت موسكو طرد إيران وتحجيم دورها، ولا يمنع هذا من رمي الفتات لها، لكنه لن يكون نقطةً في رفد اقتصادها مستقبلا.