بلدي نيوز
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، إن بلاده ونظام الأسد أصبحا حليفين في الوقوف في وجه ما أسماه "الإرهاب الدولي والتطرف"، وذلك بمناسبة مرور 75 عاما على قيام العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وروسيا.
ووصف بوتين "الأسد" بـ"الرئيس المحترم"، وقال في برقيته؛ "تراكمت خبرة كبيرة في التعاون الثنائي، واليوم أصبحت روسيا وسوريا حليفتين في الوقوف في وجه (الإرهاب الدولي والتطرف)"، حسب قوله.
وأضاف بوتين في رسالته أن قوات بلاده ستقضي على ما أسماها "قوى الإرهاب على الأراضي السورية"، مشيرا إلى أن روسيا ستستمر بمساعدة النظام وإعادة إعماره سوريا".
وتدخلت روسيا بشكل مباشر أواخر شهر أيلول ٢٠١٥ في سوريا، لمنع سقوط نظام الأسد، بحسب ما صرح مسؤولون روس أكثر من مرة، وساعدت قوات النظام على استعادة مناطق واسعة من سوريا، أبرزها حلب ودرعا والقنيطرة وريف دمشق وريف حمص وريف دمشق.
ولجأت القوات الروسية منذ الأيام الأولى لتدخل قواتها العسكرية في سوريا، إلى عمليات قصف جوي كثيف وعشوائي بهدف توليد حالة من الرعب والإرهاب لدى المناطق التي خرجت عن سيطرة "نظام الأسد"، كما تهدف إلى إنهاء جميع أشكال المقاومة وتدفع تلك المناطق إلى التسليم والاستسلام، بحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وأضاف أن معظم عمليات القصف الروسي كانت دون وجود مبرر عسكري بحسب ما يقتضيه قانون الحرب، واستخدمت فيها القوات الروسية أسلحة شديدة التدمير، إضافة إلى تكرار استخدامها للذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة، لا سيما في المناطق المأهولة بالسكان.
واستعرض تقرير "الشبكة السورية" مجموعة تقارير توثق أبرز انتهاكات القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا (30 أيلول 2015)، وما تبع ذلك من انتهاكات قتل وتدمير وتشريد قسري، مصنفا خمسة أنماط من الانتهاكات والهجمات الانتقامية، التي نفذتها القوات الروسية وحملت سمة عدوانية فظيعة ومقصودة، واتخذ بعضها طابعا منهجيا ومتكررا.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها منذ تدخل روسيا العسكري في سوريا، ما لا يقل عن "321 مجزرة" ارتكبتها القوات الروسية، وما لا يقل عن 954 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها 176 على مدارس، و166 على منشآت طبية، و55 على أسواق، كما قتلت روسيا طبقا للتقرير، 92 مِن الكوادر الطبية والدفاع المدني، إضافة لـ 19 مِن الكوادر الإعلامية.
وأورد التقرير إحصائية عن استخدام القوات الروسية للذخائر العنقودية، وبلغت ما لا يقل عن 232 هجوما، إضافة إلى 125 هجوما بأسلحة حارقة، لافتا أن حجم العنف المتصاعد الذي مارسته روسيا كان له الأثر الأكبر في حركة النزوح والتشريد القسري، وساهمت هجماتها بالتوازي مع الهجمات التي شنها "الحلف السوري الإيراني" في تشريد قرابة 2.7 مليون نسمة.
وتشارك روسيا قوات النظام منذ شهرين في حملة عسكرية على حماة وإدلب، وتسببت باستشهاد وجرح مئات المدنيين وتهجير قرابة نصف مليون نسمة.
وتسعى روسيا إلى الاستحواذ على عملية إعادة الإعمار في سوريا، وتضغط لإعادة اللاجئين من دول الجوار إلى سوريا، كما ترعى محادثات أستانا مع إيران وتركيا، بين النظام والمعارضة السورية.
من جانبه، قال رأس النظام بشار الأسد في برقية لبوتين "كنا وسنبقى دائما مطمئنين للعلاقات مع روسيا الاتحادية لأنها تستند إلى أسس قوية من الثقة والاحترام المتبادلين، ولأن روسيا أثبتت عبر التاريخ أنها دولة عظمى بما يعنيه ذلك من احترام للقانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام إرادة الشعوب والعمل على إرساء أسس الأمن والاستقرار في شتى أنحاء العالم"، حسب زعمه.