بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة؛ "إن روسيا تشعر بالقلق إزاء تسلل المسلحين من (إدلب) السورية إلى ليبيا".
واعتبر بوتين، في مؤتمر صحفي بعد محادثاته مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أنّ "ما يقلقه بشكل خاص، هو أننا نشاهد في ليبيا تركيز المسلحين من منطقة إدلب السورية. وذلك خطر على الجميع، لأنهم بإمكانهم التنقل من ليبيا إلى أي مكان"، وفقاً لوكالة أ(سبوتنيك) الروسية.
ويبدو أنّ خطاب "بوتين"، مقدمة لمحاولة استعطاف الجانب اﻷوروبي، الذي يرفض، ظاهرياً، معاركه في شمال سوريا.
فيما يعتقد مصدر عسكري في الجيش الحر، فضل عدم ذكر اسمه أنّ روسيا تحاول القول بأنّ التيار التابع للقاعدة يحاول نقل معركته باتجاه "منبع النفط" في ليبيا، ﻹعطائه زخماً وقوةً لما تقوم به آلته الحربية في الشمال.
وبحسب المصدر ذاته؛ موسكو متمسكة بإدلب، وتسعى لكسب توافق دولي، بحجة القاعدة، مستفيدةً من تحركات التحالف الدولي اﻷخيرة، باتجاه بعض من وصفته الوﻻيات المتحدة بالجناح المتشدد من حراس الدين.
لكن من غير الواضح حتى اللحظة، حقيقة تسلل مقاتلين من "أبناء القاعدة" بعيداً عن "الشام"، ولا نية "دولية" ﻹخراجهم، أو نقلهم لمناطق أخرى، وكل ما يشاع يبقى في إطار الحديث عن إمكانية وضعهم ضمن معسكرات تشبه "معسكر مقاتلي حركة خلق اﻹيرانية" في العراق.
وأثبتت الترسانة العسكرية الروسية التي تدعم نظام اﻷسد، في معاركه اﻷخيرة بريفي إدلب وحماة، وفقاً لمؤشراتٍ ميدانية، فشلها في اقتحام إدلب، ومحيطها.
والواضح أنّ موسكو، خسرت سياسياً، أو تكاد، وهو حليفها التركي، الذي بدأ بفعل "صلافتها" بالميل باتجاه الحليف القديم "واشنطن"، بعد أن تنصلت روسيا من التزاماتها المتفق عليها في سوتشي، وإن كانت أنقرة ﻻ تزال ممسكةً بالعصا من المنتصف وتظهر توازناً سياسياً في اللعبة.
وبعيداً عن السياق السابق، ومن الناحية المنطقية يبدو ملف وصول مقاتلي المعارضة إلى ليبيا، مستحيلاً؛ ﻷسباب كثيرة، في مقدمتها فارق المسافة بين المشرق والمغرب، إضافةً لاهتمام المقاتلين من أصول سورية بإزاحة اﻷسد عن الحكم، وهؤلاء ليس لديهم طموحات عابرة للقارات.
وبموجب ما سبق؛ يبدو أنّ "بوتين" يحاول أن يرتكب ذات الخطأ اﻷمريكي، إبان حكم صدام حسين، للعراق، عبر التهويل والتضخيم من قوة المعارضة السورية وتحديداً، التيار السلفي الجهادي.
ويمكن النظر إلى تصريحاته تلك بأنها نوع من تبرير "هزيمته"، بعد انتفاخته، التي كسرت على أعتاب الشمال السوري، وعلى أيدي ثلة من "الشباب الثائر".
وشهد ريفي إدلب وحماة هجمة عسكرية وتصعيداً منذ نهاية آذار/مارس الفائت، تمكن فيه الطيران التابع للروس والنظام من حصد مئات المدنيين، وتدمير المستشفيات والبنى التحتية، إضافة للتقدم في بعض المناطق.
بالمقابل؛ تستمر قوات المعارضة بالتصدي لميليشيا اﻷسد، المدعومة روسياً، وتكبيدها خسائر فادحة في العتاد واﻷرواح، انتهت على اﻷقل إلى تسريبات تؤكد غضب اﻹدارة الروسية من قيادة النظام للمعارك على اﻷرض.
وبالمحصلة؛ على موسكو أن تجيب؛ كيف تسلل المسلحون من إدلب التي تبعد آلاف الكيلومترات إلى ليبيا، ببساطة، وهل مروا من أنفاق الغوطة الشرقية، ولماذا هذا التوقيت لطرح الملف؟