بلدي نيوز – (خاص)
وجهت أمريكا وبريطانيا، ضربة للنظام الإيراني وحليفه الأسد، بعد توقيف ناقلة نفط إيرانية عملاقة قرب جزيرة جبل طارق كانت تنقل النفط الخام إلى مصفاة بنياس السورية، وتلقت طهران الخبر بالتعبير عن استيائها واستدعت السفير البريطاني لديها، في الوقت الذي رحبت فيه واشنطن بالخطوة وشاطرتها بريطانيا بذلك.
نبأ ممتاز
ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، توقيف ناقلة نفط إيرانية يُشتبه بأنها تنقل نفطاً خاماً إلى نظام الأسد الخميس قبالة جبل طارق، بـ"النبأ الممتاز".
وقال بولتون على حسابه في "تويتر": "بريطانيا اعترضت ناقلة النفط العملاقة غريس 1، المحمّلة بالنفط الإيراني إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "أميركا وحلفاؤنا سيواصلون منع نظامَي طهران ودمشق من الاستفادة من هذه التجارة غير القانونية"، من دون أن يؤكد ما إذا كانت الولايات المتحدة طلبت اعتراض تلك الناقلة.
وكان وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل أشار إلى أنّ العملية حصلت إثر "طلب وجهته الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة".
بريطانيا تهنأ
بدوره، هنأ وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، سلطات جبل طارق ومشاة البحرية البريطانية لفرضهم عقوبات أوروبية على النظام السوري وحرمانهم "موارد قيمة لنظام الأسد القاتل"، في تغريدة على تويتر.
وشارك وزير الخارجية البريطاني، في تغريدته، بيانا لرئيس حكومة جبل طارق فابيانو بيكاردو، التي تتبع التاج البريطاني، حيث أشار في كلمته إلى أنه تم توقيف ناقلة النفط "غريس 1" في إطار تنفيذ عقوبات الاتحاد الأوروبي على نظام بشار الأسد، حيث تؤكد المعلومات أن شحنة النفط الإيرانية كانت متجهة إلى مصفاة بانياس في سوريا.
تهديد مبطن
الخارجية الإيرانية، بدورها، قالت على لسان متحدثها عباس وموسوي، إن الاستيلاء "المدمر" على ناقلة النفط في مضيق جبل طارق من قبل السلطات البريطانية، قد يزيد التوترات في الخليج، وفق ما نقلته قناة "برس تي في الإيرانية" نقلاً عن بيان صادر عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في إشارة من موسوي لرد فعل إيراني في الخليج العربي.
واستدعت إيران الخميس سفير بريطانيا في طهران تعبيراً عن استيائها من توقيف الناقلة التي ترفع علم بنما.
بنما تتنصل
من جانبها، قالت السلطات البنمية، إن الناقلة غريس 1 التي أوقفتها مشاة البحرية الملكية في جبل طارق ليست مقيدة في سجلاتها بعد إلغاء التسجيل في 29 مايو.
وأضافت، بحسب وكالة رويترز للأنباء، أنه تم إبلاغها بإخطار دولي يوضح أن غريس 1 تشارك في تمويل الإرهاب أو مرتبطة به.
عقوبات غربية
ويفرض الاتحاد الأوروبي عددا من العقوبات المالية والتجارية على نظام الأسد من عام 2011، كما تفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات اقتصادية على إيران بسبب برنامجها النووي.
ووضع الاتحاد الأوروبي منذ 2011 المؤسسة العامة السورية للنفط ضمن قائمة الشركات الخاضعة للعقوبات، بالإضافة إلى شركات وشخصيات أخرى مقربة من النظام السوري.
وفي العام 2018، أعلن الاتحاد الأوروبي، تمديد العقوبات المفروضة على نظام الأسد سنة إضافية، وفق مقتضيات التشريعات الأوروبية، رداً على سياسات القمع التي يواصل النظام تنفيذها ضد السكان المدنيين.
أزمة وقود
وتعاني مناطق سيطرة النظام في سوريا، من أزمة وقود كبيرة، بسبب العقوبات الغربية المفروضة على النظام.
وتصطف مئات السيارات أمام محطات الوقود، على أمل الحصول على كمية قليلة من المحروقات.
ويعتمد نظام الأسد، على إيران لتغطية احتياجاته من النفط، التي تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين برميل بشكل شهري.
ومنذ شهر تشرين الثاني الفائت، منعت العقوبات الأمريكية الشركات الإيرانية من إيصال النفط للنظام.
وفي الوقت الذي يظهر فيه النظام عاجزا عن تأمين النفط للمناطق التي يسيطر عليها، يبدو أن أزمة المحروقات ستطفو على السطح مجددا ولكن بصورة أشد عما كانت عليه سابقا.