أشعل الثوار يوم السبت عدة جبهات على امتداد الأرض السورية، حيث شهدت مدينة درعا معارك عنيفة وتقدم أحرزه الثوار في عدة نقاط، بالتزامن مع معارك في الغوطة الشرقية، وأخرى في إدلب، وذلك إثر خرق قوات النظام الهدنة في مدينة الزبداني.
مراسل شبكة بلدي الإعلامية في درعا أكد أن عدداً من عناصر قوات النظام قتلوا وجرحوا، خلال الهجوم الذي شنه الثوار على حواجز عدة في مدينة درعا.
وأوضح المراسل أن الهجوم بدأ بتفجير عربة ملغمة ومسيرة عن بُعدْ، استهدفت حاجز السنتر وقطاع تل الحبوب من الجهة الشرقية للمدينة الذي يضم الأمن الجنائي، وأمن الدولة، والمخابرات الجوية، ونقاط تمركز ميليشيا "حزب الله" في المطاحن، الأمر الذي أسفر عن مقتل عدد من قوات النظام، وميليشياتها في التفجير.
وأشار المراسل إلى أن الهجوم رافقه استهداف نقاط تمركز قوات النظام في البانوراما شمال المدينة، ومبنى المخابرات الجوية براجمات الصواريخ.
كما قصف الثوار بالدبابات، وقذائف الهاون، تحصينات عناصر النظام المنتشرين على مداخل المدينة وعلى عدة جبهات، بهدف منعها من مؤازرة منطقة الاشتباكات.
وكانت أعلنت غرفة عمليات "عاصفة الجنوب" عن سيطرتها على نقطة "العدنان ومحور النقطة العاشرة" داخل درعا المحطة، بالإضافة لتدمير بناية "الخميني" على محور "النعيمة – درعا"، وذلك بقصفها براجمات الصواريخ، حيث تعتبر بناية "الخميني" تجمعاً كبيراً لقوات النظام جانب فرع المخابرات الجوية.
وفي خضم المعارك اُستشهد الناشط الإعلامي "طارق زياد" أحد مؤسسي مؤسسة "نبأ" الإعلامية في درعا البلد، أثناء تغطيته للمعارك على محور المخيم.
في الأثناء، شن طيران النظام المروحي غارات عدة، ألقى خلالها براميل متفجرة على أحياء مدينة درعا وريفها، حيث استهدفت أحياء درعا البلد، وطريق السد، والمخيم وبلدات اليادودة، والنعيمة، وعتمان، وابطع، ومحيط بلدة قرفا، والمزيريب، وتل شهاب بعشرات البراميل المتفجرة، في حين استهدفت مدفعية النظام بلدة الكرك الشرقي بالمدفعية الثقيلة.
بالانتقال إلى ريف دمشق، أعلن "جيش الإسلام" عن بدء عملية عسكرية جديدة تحت مسمى "معركة نصرة الزبداني" في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
المعركة تهدف للسيطرة على نقاط استراتيجية داخل دمشق"، على إثرها سيطر على المعهد الفني كاملاً، وعدة نقاط أخرى داخل إدارة المركبات في الغوطة الشرقية، بعد اشتباكات مع قوات النظام.
من جهته، قصف طيران النظام، إدارة المركبات بأربع غارات جوية، كما قصف ذات المنطقة بالمدفعية، في محاولة منه لصد، تقدم الثوار إليها.
في سياقٍ متصل، ارتكب طيران النظام مجزرة في وادي بردى، بعد ظهر السبت، راح ضحيتها ثمانية شهداء وعشرات الجرحى.
وأكد مراسل بلدي أن من بين الشهداء عائلة كاملة بأطفالها ونساءها، قضوا إثر استهداف طيران النظام بالبراميل المتفجرة قرى وبلدت "بسيمة، وعين الفيجة، ودير مقرن، وكفير الزيت" التابعة لوادي بردى.
الطيران المروحي ركز قصفه على بلدة عين الفيجة، حيث قصفها بعشرة براميل متفجرة، مستهدفاً محيط النبع والساحة والمسجد، ما أدى لإضرار في حرم النبع المباشر، علاوة عن الشهداء والجرحى، بالإضافة لقصف عنيف ومستمر من المدفعية على البلدة.
واستهدف الطيران المروحي مدينة الزبداني بأكثر من ستة براميل متفجرة، بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي طال أحياء المدينة.
وكان طيران النظام استهدف مدينة عربين بأكثر من خمس عشر غارة جوية على مدينة عربين، دون معلومات عن ضحايا، بالتزامن مع قصف طال مدينة داريا بصواريخ "أرض - أرض"، ومثله على مدينة المعضمية المحاصرة، أدى لإصابات بين المدنيين.
في المنطقة الوسطى، أعلن ثوار حمص عن تشكيل غرفة عمليات "الاعتصام بالله" نصرة لمدينة الزبداني المحاصرة في ريف دمشق من قبل قوات النظام وميلشيات إيران.
"صهيب العلي" الناطق باسم غرفة عمليات "الاعتصام بالله" أكد لشبكة بلدي "تحرير حاجز التركاوي من قوات النظام في ريف حمص"، موضحاً أن "الهدف من العملية هو السيطرة على حواجز النظام المنتشرة في بعض مناطق الريف الشمالي لحمص".
في سياقٍ متصل، فجر الثوار عربة "بي أم بي" لقوات النظام على أطراف قرية تنسنين، ما أدى لمقتل كل من فيها، وتدور اشتباكات بين الثوار قوات النظام على أطراف قريتي "كفرنان وتنسين".
من جهته، قصف طيران النظام، قريتي غرناطة وبرج عاجي والأطراف الغربية لمدينة تلبيسة، ما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة آخرين بجروح.
إلى الشمال من حمص، قصف ثوار حماة، بصواريخ الغراد مواقع قوات النظام المتمركزة في مدينة محردة بريف حماة، وحققوا إصابات مباشرة.
وأوضح مراسل بلدي أن هذا الاستهداف جاء بالتزامن مع استهداف كتائب الثوار لمعاقل قوات النظام وميليشياتها في مدينة السقيلبية، رداً على الحملة الهمجية الشرسة من الطيران الحربي والمروحي، حيث ألقى الطيران المروحي عشرات البراميل المتفجرة والألغام البحرية على قرى ريف حماة، كما جاء رداً على القصف من هذه المواقع على قرى ريف حماة المحررة، حسبما أكد الثوار.
في الأثناء، شنت مقاتلات النظام الحربية عشرات الغارات على مدينة قلعة المضيق وقرى الحميدية والحواش والدقماق وقليدين وجسر بيت الراس مخلفة دماراً واسع في منازل المدنيين.
وكانت ألقت مروحيات النظام عشرات الالغام البحرية، والبراميل المتفجرة على مدينة قلعة المضيق، وقرى الحويجة، والحويز، والتوينة، التي شهدت موجة نزوح لسكانها بعد أن استهدفتها طائرات النظام المروحية بـ 19 لغماً بحرياً.
في الغضون، قصفت قوات النظام المتمركزة بمعسكر جورين مدينة قلعة المضيق براجمات الصواريخ، والتي تعرضت بالوقت ذاته لقصف صاروخي من حاجز تل عثمان وحاجز المكاتب القريب من المدينة.
وشهدت قرى جسر بيت الراس، والتوينة، والحويجة، والعمقية قصفاً صاروخياً مكثف من راجمات الصواريخ المتمركزة بمعسكر جورين بسهل الغاب.
شمالاً، أطلق "لواء الحسين" التابع لـ "حركة أحرار الشام الإسلامية" عملية عسكرية تحت مسمى "الموت ولا المذلة" في ريف إدلب، إثر تعثر المفاوضات في مدينة الزبداني.
الثوار من الحركة بدأوا حملتهم بالقصف بقذائف الهاون وقذائف مدفع جهنم والصواريخ، مستهدفاً تجمعات قوات النظام والميليشيات الطائفية داخل بلدتي "الفوعة وكفريا" في ريف إدلب.
ويأتي قصف الثوار البلدتين، إثر خرق نظام الأسد الهدنة في الزبداني قبل انتهاء المدة الزمنية المتفق عليها، وإصرار إيران على إخلاء الزبداني من سكانها بالمجمل، ضمن سياسة التغيير الديموغرافي التي تنفذه من خلال حصار المدن والمناطق الثائرة.
في سياق متصل، قصف طيران النظام بنوعيه الحربي والمروحي مدن وبلدات "معرة النعمان، أريحا، بسامس، كنصفرة، معراته، بليون، حزارين، محمبل"، ما أدى لوقوع عدد من الجرحى، دون توفر حصيلة دقيقة لعددهم.
وليس بعيداً عن إدلب، استعاد الثوار سيطرتهم على عدّة نقاط في حي سيف الدولة بحلب، كانت قوات النظام قد سيطرت عليها.
قوات النظام نجحت بالسيطرة على ست نقاط يتمركز فيها الثوار، عقب اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين، ترافق ذلك مع قصف مدفعي عنيف من قبل قوات النظام على القسم الخاضع لسيطرة الثوار في حي سيف الدولة.
الثوار من جانبهم، شنوا هجوماً معاكساً واستعادوا السيطرة على أربع نقاط، وأعلنوا عن إعطاب عربة عسكرية وقتل عدد من عناصر النظام، في حين تستمر الاشتباكات إلى الآن بين الطرفين.
من جهة أخرى، تدور اشتباكات عنيفة بين الثوار وتنظيم الدولة في محيط قرية تلالين بريف حلب الشمالي، حيث بث المكتب الإعلامي لـ "جيش المجاهدين" صوراً تظهر ارسال قيادة الجيش تعزيزات عسكرية ضخمة لإيقاف تقدم التنظيم.
في الأثناء، ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على قرية رتيان بريف حلب الشمالي، دون وقوع إصابات.
بالذهاب إلى اللاذقية، قصفت المراصد المحيطة بجبلي الاكراد والتركمان القرى المحررة بالمدفعية الثقيلة، بالتزامن مع قصف من الطيران الحربي.
من جانبهم، استهدف الثوار منصة التنصت الايرانية في قمة الاذاعة بالقرب من مصيف صلنفة بصواريخ "الكاتيوشا"، كما استهدفوا المربع الامني في مدينة اللاذقية بصواريخ الغراد، ليتبعه توافد سيارات الاسعاف إلى حي الزقزقانية وسط المدينة.
بالانتقال إلى المنطقة الشرقية، استهدف طيران التحالف بعدة غارت جوية الفوج 121فوج الميلبية جنوب مدينة الحسكة، ووردت انباء عن مقتل عدد من عناصر تنظيم "الدولة" فيه.
من جهة أخرى، استمرت الاشتباكات بين التنظيم والوحدات الكردية بالريف الجنوبي الشرقي لبلدة تل حميس بشكل متقطع، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران التحالف في سماء المنطقة، في حين افاد مراسلنا بمدينة الحسكة عن انسحاب الوحدات الكردية من "دوار البانوراما ومحطة الكهرباء" جنوب مدينة الحسكة وتسليمهما لقوات النظام.
وفي الرقة، أعدم التنظيم ثلاثة شبان اتهمهم بـ "العمالة لصالح جهات خارجية"، بعد نشر اصدار حمل عنوان "هم العدو فاحذروهم 2".
واعتقل التنظيم عدداً من الأشخاص على حاجز معدان بالريف الشرقي، دون معرفة.