بلدي نيوز - (إبراهيم حامد)
لا تعد فرنسا وجهة مفضلة لطالبي اللجوء السوريين نظرا للبيروقراطية العالية في البلاد، والوقت الذي تستغرقه طلبات اللجوء، وضعف دورات الاندماج ما يشكل صعوبات مستقبلية على اللاجئ في تعلم اللغة والانخراط في سوق العمل مقارنة بدول أوروبية أخرى كألمانيا والسويد مثلا.
إلا أن فرنسا تتميز باستقبالها طلبات لجوء فردية عبر سفاراتها المنتشرة في جميع أنحاء العالم، ويعتبر البعض هذا الأسلوب الأنجح كي يحصل مستحق اللجوء على الفيزا دون أن يضطر لخوض غمار البحر وأخطاره التي قد تصل للموت في مرات كثيرة كما جرى مع مئات السوريين خلال موجة النزوح الضخمة منذ العام ٢٠١٥.
"سامي" صحفي سوري، وطالب أعاقه النظام من إكمال دراسته للطب جراء اعقتاله قبل اجتياز امتحانه الأخير، يروي لبلدي نيوز قصة وصوله لفرنسا، قائلا: "بعد خروجي لتركيا قبل عدة سنوات كانت التسهيلات للسوريين جيدة إلا انه وبعد سنوات أصبحت أزمة تجديد الجوازت والإقامات في تركيا أمر مرهق لي، إلى أن فشلت في تجديد أخر إقامة لي، فأثرت تقديم طلب لجوء للسفارة الفرنسية في اسطنبول كي أبدأ حياة جديدة، فترة الانتظار بعد مقابلة السفارة استمرت أكثر من ثمانية أشهر حتى حصلت على الفيزا في نهاية العام ٢٠١٨.
وأضاف، "بعد وصولي لفرنسا بدأت بإجراءات اللجوء بمساعدة مشرفين اجتماعيين وجمعيات تهتم باللاجئين، وأرسلت ملفي لمحكمة اللجوء "الأوفير" التي استدعتني للمقابلة بعد شهرين، وأرسلت لي الرد بالقبول كلاجئ في فرنسا قبل أيام لتكون فترة دراسة ملفي داخلي فرنسا لا تتجاز الستة أشهر والتي تعتبر فترة قياسية نظرا للروتين الكبير في الدوائر الحكومية الفرنسية.
من جانبه، قال أبو عدي وهو فسلطينيي سوري، من سكان مخيم اليرموك بدمشق، إنه وصل إلى فرنسا قبل أشهر، مضيفا أن إجراءات اللجوء ليس لها وقت محدد ولا معيار واضح للزمن الذي تستغرقه دراسة طلبات اللجوء، موضحا أن بعض أصدقائه الذين وصلوا في ذات الفترة الزمنية التي وصل بها في نهاية العام الماضي أتموا إجراءات اللجوء وحصلوا على الإقامة الدائمة بينما هو لديه موعد مع محكمة اللجوء بعد عدة أسابيع بعد انتظار طال قرابة سبعة أشهر.
وأشار إلى أن فرنسا بلد أوراق بامتياز وكل شيء يمشي بالأوراق، مشددا على أنه وبعد حصوله على اللجوء سيبدأ رحلة طويلة في تعلم اللغة واختيار مجال للعمل يناسب السوق الفرنسي.
ولا تزال فرنسا تمنح السوريين اللجوء بتشديدات أقل من الجنسيات الأخرى، إلا أنها في الوقت ذاته تجعلهم يعيشون على أعصابهم لمدة طويلة بانتظار إجراءات اللجوء دون توضيح مدة الانتظار.
بدوره، يقول حسام البرم وهو صحفي سوري وصل عبر فيزا مؤخرا إلى فرنسا، أنه يستغرب بشكل كبير حالات السوريين المختلفة من حيث سرعة الإجراءات والحصول على حق اللجوء والإقامة في فرنسا؛ فالبعض حصل على حق اللجوء في ستة أشهر وآخرين انتظروا قرابة العامين حتى أنهوا إجراءاتهم.
وأوضح البرم أن عوامل الحظ وعدم معرفة مدة دراسة الطلب تجعل من طالب اللجوء يعيش على أعصابه، خصوصا على من ينتظر أن ينهي الإجراءات كي يمسح له بلم الشمل لأسرته وأطفاله.
واعتبر البرم انه من غير المنطقي وجود حالات لأشخاص وصلوا في ذات الفترة ومن نفس المكان ولديهم نفس أسباب اللجوء تقريبا أن تتفاوت دراسة طلبات لجوءهم بين من أتمها بأشهر وبين من انتظر لعامين.
وبيّن البرم، أن عامل الحظ بالموظف الذي يتسلم ملف اللاجئ ومدى تعاطفه وتفرغه في العمل عكس آخرين من زملائه قد يكون عاملا إيجابيا في سرعة إجراءات اللجوء في فرنسا.
ويرى البعض أن التدقيق الفرنسي مع طالبي اللجوء السوريين يعود لخشية منح حق اللجوء لغير المستحق من داعمي النظام.
ويعيش ما يفوق 100 ألف لاجئ سوري في فرنسا يتوزعون في باريس وبعض المدن الكبرى، ونجح قسم كبير منهم في إتمام تعليمهم أو افتتاح تجارتهم الخاصة بعد سنوات من الجهد في تعلم اللغة والانخراط في سوق العمل الفرنسي.