بلدي نيوز - الرقة (محمد عثمان)
أثار قرار قوات سوريا الديمقراطية "قسد" القاضي بوضع شروط على الراغبين بزيارة مدينة الرقة من غير أبنائها، الكثير من الاستياء وسط المدنيين.
وتطالب "قسد" الراغبين بزيارة الرقة بالحصول على كفيل من أبناء المدينة للقبول بدخوله للرقة.
ويشترط أيضا أن يتوفر بالكفيل شروط للقبول بضمانته للزائر لمدينة الرقة؛ فالكفيل يجب أن يكون من أبناء مدينة الرقة، ويملك عقارا مثبتا لدى البلدية ويحمل بطاقة حسن سلوك من "كومين حيه" التابع لمجلس "قسد" المدني، ومن جهاز مخابرات "قسد".
ولا تنتهي الاجراءات هنا؛ فبعد قبول كفالة الشخص للزائر يخضع الأخير، فور وصوله للتحقيق في فروع استخبارات "قسد" بالرقة، وتغلب على التحقيق أسئلة متعلقة بعلاقة الزائر بالثورة وتركيا وتنظيم "داعش" والنظام، وإذا ما كان له أقارب أو أملاك بالرقة، ويتم احتجاز هوية الزائر والكفيل، مع تعهد يمضي عليه الكفيل بتحمل نتيجة أي خرق أمني قد يرتكبه الزائر.
يقول جاسم (٤٥ سنة) -طلب عدم ذكر اسمه كاملا- وهو من أهالي الرقة، إن الوحدات الكردية التي تقود "قسد" تقوم بعزل الرقة عن محيطها وذلك بوضع العراقيل على الزوار، الذين يزورون أقاربهم، "فالرقة معروفة بالطابع العشائري لها".
ويعتبر جاسم بحديثه لبلدي نيوز، أن الوحدات الكردية تريد تحويل الرقة إلى دويلة ضمن دول ليسهل السيطرة عليها، بعد أن تم تدميرها سابقآ أثناء الحرب على تنظيم داعش ٢٠١٧ ليصار إلى وضع جواز سفر وتأشيرة بين الريف والمدينة، لتفكيك الأواصر المجتمعية.
أما عبدالله -طلب عدم ذكر اسمه الكامل- وهو يعمل في إحدى المنظمات الدولية في مدينة الرقة؛ فيشرح معاناته قائلا "زوجة ابني من مواليد وقيود بلدة تادف بريف حلب الشمالي، وولدي قيوده وتولده في مدينة الرقة، وقد تزوج منذ أكثر من عام ولم يستطع إدخال زوجته معه إلى الرقة إلا بموجب قانون الكفيل، وقد خضعت للاستجواب من الاستخبارات الكردية لمدة ساعة ونصف من أجل ذلك".
وأضاف عبدالله بحديثه لبلدي نيوز، إن النازحين الأكراد من مدينة عفرين وقراها يتم إدخالهم إلى المدينة بدون أي إجراء، وذلك بحجة أن بلادهم محتلة!، معظم مناطق سوريا خاضعة للاحتلال الإيراني والروسي؛ فلماذا لا يتم معاملتهم بذات الطريقة؟".
بدوره، قال الناشط الإعلامي هاني الراوي، وهو أحد أبناء مدينة الرقة، إن نظام الكفيل الذي ابتدعته "قسد" هو ضد وحدة الأراضي السورية، ويجعل من الرقة دويلة تحكم بقانون الامر الواقع، حيث أن أغلب أهالي الرقة لديهم أقارب وأصدقاء من باقي المدن السورية.
وأشار الرواي بحديثه لبلدي نيوز إلى أن مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، ويسكنها سوريون من عدة محافظات بعضهم مضى على وجوده في الطبقة أكثر من ٣٠ سنة، ليس من المنطق خضوعهم لنظام الكفالة كلما أراد أحد من أفراد أسرته خارج حدود المنطقة التي تسيطر عليها "قسد".
ولفت إلى أن التشديد الأمني الذي تمارسه "قسد" موجه ضمن هذا النهج ضد المدنيين وليس ضد عناصر "داعش".