بلدي نيوز – راني جابر (محلل عسكري)
أسقط الثوار طائرة قاذفة لنظام الأسد من طراز سوخوي 22، بعد إصابتها بنيران المضادات الأرضية -التي لم يحدد نوعها تماماً إن كانت صواريخ محمولة على الكتف أم مدفعية مضادة للطائرات- حيث نُشر أكثر من مقطع مصور للطائرة وهي تهوي محترقة، وللطيار يهبط بالمظلة، ثم أسيرا في قبضة الثوار.
لتعلن وكالة الأخبار الرسمية التابعة للنظام "سانا" عن سقوط الطائرة وفقدان الطيار، الذي أعلنت عن بدء عمليات البحث عنه، ثم أعلنت لاحقاً أنه قد نقل إلى أحد مراكز جبهة النصرة في ريف حلب.
يحاول نظام الأسد استباق الأحداث، حيث يُعتبر استخدامه للطائرات القاذفة خرقا لهدنة وقف إطلاق النار، ولا يستطيع بسبب توثيق عملية إسقاط الطائرة إنكار هذا العمل.
لذلك فقد ادعى النظام أن الطائرة كانت تنفذ عملية استطلاعية، بهدف عدم الوقوع في إحراج أمام داعميه وخاصة روسيا -التي تدعي أنها المسؤول عن حماية وقف إطلاق النار- ولاتهام الثوار أنهم من خرقوا الهدنة بإسقاطهم لطائرة استطلاع (غير مسلحة) لم تكن تنفذ عمليات قصف.
ولابد هنا من التنويه إلى أنه من النادر جدا أن تنفذ طلعات استطلاع بطائرات سوخوي 22، إلا إذا كان الاستطلاع بهدف البحث عن "الأهداف" وتدميرها، كون أن الطائرة قاذفة بالأساس تصل حمولتها إلى حوالي 4 أطنان من الأسلحة.
كذلك كثرة عدد طائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية التي يشغلها النظام في سوريا، يدفع للسخرية من ادعاء النظام حول إسقاط الطائرة، بينما كانت تنفذ "طلعة استطلاع"، بسبب عدم الحاجة لها، وورود أنباء عن قصف الطائرة لمنطقة قريبة من موقع سقوطها قبل إصابتها، وعدم تجهيز الطائرة من هذا النوع (سوخوي 22 m4) بشكل مناسب لعمليات الاستطلاع، إضافة لسمعة الطيار الذي أمسكه الثوار، وهو العقيد خالد أحمد السعيد من اللاذقية قائد السرب 677 في مطار الشعيرات، والمعروف بعدد طلعاته الكبيرة والمجازر التي ارتكبها على مدار سنوات.
إسقاط الطائرة سيسبب نكسة معنوية كبيرة لقوات النظام ومواليه، حيث اضطر النظام لتكثيف دعمه الجوي لبعض المناطق بعد أن خفض الروس مستوى طلعاتهم الجوية لدعم النظام جويا في أكثر من منطقة ومنها ريف حلب، ما تسبب بخسارتهم أكثر من منطقة إثر معارك مع الثوار، ومن بينها تلة العيس التي سقطت قربها الطائرة.