بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
شن عناصر "المخابرات الجوية" في الأيام الماضية، حملة اعتقالات في بلدة عقربا في ريف دمشق الجنوبي، طالت 10 أشخاص، على رأسهم، محمد غبّور، رئيس المجلس المحلي السابق، وعناصر سابقين في "جيش الإسلام".
سياسة الاستدراج
وبحسب موقع "صوت العاصمة" المعارض، عاد هؤلاء اﻷشخاص من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوبي دمشق والخاضعة لسيطرة "فرع الدوريات" التابع لـ"شعبة الأمن العسكري"، إلى بلدتهم عقربا، بعد حصولهم على موافقة "المخابرات الجوية" التي تسيطر عليها.
وأضاف الموقع، "كما قدموا طلبات للانتقال إلى عقربا، بعد "المصالحة" بشهر، وجاء ردّ "الجوية" بالإيجاب، لكن النظام عاد وغدر بهم".
ويعتقد نشطاء محليون أنّ ما حدث يضرب بعرض الحائط "وعود النظام"، ويكشف أن التسويات في جوهرها "كذبة واهية"، وهذا ما يتفق مع ما قالته "صوت العاصمة" من أنّها عملية تندرج في إطار استدراج المطلوبين إلى منطقة نفوذ الجهة اﻷمنية لاعتقالهم.
وتعتبر بلدة عقربا، ذات أهمية خاصة في معادلة الجنوب الدمشقي، تُحكِمُ عليها المخابرات الجوية قبضتها اﻷمنية بمساندةٍ من المليشيات الإيرانية، بسبب موقعها الاستراتيجي المشرف على طريق مطار دمشق الدولي، وقربها من مدينة السيدة زينب، معقل الميليشيات السورية والأجنبية.
حملات سابقة
وسبق هذه الحملة إيضاً اعتقالاتٍ سابقة طالت شخصيات مهمة بينها زياد ومحمد حمودة، أحد أعضاء "لجنة المصالحة"، إذ تسلّم زياد، ملف بلدة عقربا كاملاً، وأصبح اليد اليمنى لعرّاب "المصالحة" في ببيلا الشيخ أنس الطويل، قبل تهجير أيار/مايو 2018.
وزياد حمودة كان مقاتلاً سابقاً في "كتيبة شهداء عقربا"، وظهر في التسجيل المصوّر لتشكيل الكتيبة، أما محمد، فقد سُحب إلى الخدمة العسكرية في ريف ديرالزور.
كما داهمت قوة أمنية من "فرع الدوريات" في الربع اﻷخير من عام 2018 منطقة "معمل العربي" التي كانت فيها مقرات "جيش الإسلام"، واعتقلت قياديين سابقين في الجيش هما إبراهيم غزال، وأحمد الشيني، بالإضافة للمدني أبو صافي كسرواني.
وتزامنت الاعتقالات اﻷخيرة مع فتح الطريق الواصل بين بلدتي بيت سحم وعقربا المتجاورتين، ونصب حاجز تابع لـ"المخابرات الجوية" يوم وقفة عيد الفطر.
دلالات اﻻعتقال
وهذه ليست المرة اﻷولى التي تتخبط فيها اﻷجهزة الأمنية وتضرب بورقة التسويات عرض الحائط، وما حدث قبل أيام في مدينة الضمير بالريف الغربي ليس ببعيد حسب الناشط "أبو مصعب الدمشقي".
ويتفق كلام "الدمشقي" الذي لفت إلى أنّ الأجهزة اﻷمنية باتت تشكل ميليشيات منعزلة عن بعضها، قد تتضارب مصالحها البينية، مع ما أشارت إليه مصادر "صوت العاصمة "من أنّ هذه العملية تدل على وجود فصل حقيقي في ملفّات المطلوبين أمنياً لكل فرع على حدى.
وضربت مثالاً أنّ تسوية الوضع لدى "الأمن العسكري" لا تُسقط بالضرورة ملف المطلوب لدى "الجوية"، وبالتالي فإن حركة "المصالِحين" تبقى مقيّدة ومحدودة، ورهن توزّع الحواجز التابعة للجهاز الأمني الذي أصدر ورقة "التسوية".
ولفتت صوت العاصمة أنّ هذا يعني استمرار احتمال الاعتقال، بسبب استقلالية الأجهزة الأمنية نسبياً، وتحوّلها إلى مليشيات متنازعة في أحيان كثيرة.
لماذا اﻻعتقالات؟
وبحسب مصادر "صوت العاصمة"؛ فإنّ النظام يعمل في عقربا، على ضرب المفاصل الرئيسية السابقة لدى المعارضة؛ بغرض تفريغ مجتمع عقربا من شخصيات كانت مفصلية في الثورة، وتشكّل تهديداً في أي حراك مقبل، وتُبقي هذه الخطوة الأهالي في حال قلق دائم من السطوة الأمنية المباشرة.