بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)
تتواصل الهجمات التي تتعرض لها قوات النظام والميليشيات الموالية لها في جنوب سوريا، والتي تصاعدت بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، وأعلنت ما يسمى بـ "المقاومة الشعبية في الجنوب السوري" مسؤوليتها عن بعضها، بينما لا تزال العديد من الهجمات ضد مجهول ولم تتبنَ أي جهة مسؤوليتها عنها، خاصة مع تزايد عمليات الاغتيال.
الصحفي "باسل أبو يوسف"، وهو متابع للوضع جنوب سوريا، قال في حديثه لبلدي نيوز "المقاومة الشعبية هي جسم عسكري تشكل بعد سيطرة النظام السوري على الجنوب وحتى أثناء الحملة على الجنوب، في الفترة التي كانت تشهد تفتت الفصائل كان هناك حديث يدور في الشارع عن تشكيل مقاومة شعبية دعا لتأسيسها شيوخ المساجد في ذلك الوقت بهدف الحصول على أكبر عدد من المقاتلين للوقوف بوجه حملة النظام العسكرية التي استمرت ما يقارب الشهر".
وأضاف أبو يوسف في حديثه عن مكونات المقاومة الشعبية "اليوم يوجد في المقاومة الشعبية عدد من المقاتلين السابقين في الفصائل، وهم على شكل مجموعات، لا يتم التنسيق بينهم في غالبية الأحيان أو التواصل المباشر، جمعهم مواجهة النظام وطرح المسميات جانباً".
من ناحية أخرى، يقول أبو يوسف إن الجهات التي تقف وراء تلك المجموعات التي تعمل تحت مسمى المقاومة الشعبية جهات غير معروفة تعمل على التخلص من عملاء النظام ومن ساهم بتسليم الجنوب السوري، وأيضاً من يسعى للتمدد الإيراني.
أما بالنسبة للحديث عما تتناقله تلك المجموعات من الدعم؛ فمن المؤكد بأنه غير معروف طالما أن تلك المجموعات أساسا غير معروفة، خاصة في ظل استمرار وجود السلاح بين المدنيين مما يسهل على تلك المجموعات على الحصول على ما تحتاج من تجهيزات، ففي ظل عدم وجود قيادة موحدة فمن غير الممكن وجود تنسيق بين تلك المجموعات وبالتالي عدم وجود دعم موحد.
وتابع أبو يوسف "هناك العديد من العمليات التي تبنتها المقاومة الشعبية لكن هناك عمليات نفذت لصالح أفرع أمنية وتبنتها المقاومة الشعبية، حيث استطاعت الأفرع اختراق هذا الاسم بعدة طرق، أهمها هو تنفيذ عمليات تستهدف شخصيات في الجنوب يقف ورائها لؤي العلي بشكل مباشر عن طريق مجموعات التحقت به مؤخراً.
وأوضح "شخصياً لا أنكر وجود الصادقين من أبناء الجنوب الذين ممن التحق في صفوف المقاومة الشعبية، لكن لا أقبل بحجم اختراق النظام لهذا الجسم وأرفض أن يقتصر عمل المقاومة الشعبية على عمليات الاغتيال بحق أبناء الجنوب؛ فإذا كانوا ينوون فعلاً القيام بعمليات نوعية فعليهم استهداف الرأس وقيادات النظام ليست صعبة المنال أمام انتشار المقاومة الشعبية في أرجاء مناطق الجنوب السوري.
وعن الاحتمالات التي يتوقعها أبو يوسف حول المقاومة الشعبية خلال الفترة القادمة، قال إن فعالية هذا الجسم على الأرض قد يكون لها تأثير لكن ليس بحجم عودة الجنوب السوري لشكله السابق قبل سيطرة النظام، ولكن من المهم جدا الحذر من عمليات الاختراق التي من الممكن أن تحرف بوصلة المقاومة الشعبية، وتحولها إلى أداة بيد أخرين.
من جهته، قال الناشط معاذ الحوراني من ريف درعا الغربي لبلدي نيوز، إن العمليات التي تنفذها المقاومة الشعبية لا تخلوا من الإشارات التي تؤكد تورط نظام الأسد ومخابراته في تلك العمليات خاصة بأن خلال الشهرين الأخيرين شهدت المنطقة عشرات عمليات الاغتيال التي استهدفت عددا كبيرا منهم قيادات سابقة في فصائل المعارضة رافضة لاتفاق التسوية.
ويتابع الحوراني "الوضع في الجنوب السوري معقد للغاية بسبب تداخل الاجندات بين أطراف عدة بدت واضحة على الساحة نتيجة الاغتيالات المتبادلة التي تتم حتى بين العناصر المنضمين لصفوف قوات النظام، أو استهدفت في أحيان أخرى شخصيات معارضة، أو موالين للمشروع الإيراني".
ويقول الحوراني، إن المنطقة تشهد العديد من العمليات التي ينفذها عناصر من أبناء الثورة في المنطقة، ولكن لا يمكن الجزم حول جميع العمليات التي تنبتها ما يسمى بالمقاومة الشعبية، كون غالبية تلك العمليات استهدفت إما قيادات في فصائل المصالحات، أو مجرد عناصر في صفوف قوات النظام، في الوقت الذي نرى فيه قيادات بارزة من قوات النظام وحزب الله جنوب سوريا تتحرك بكل أريحية.