بلدي نيوز - (خاص)
توفي الطبيب علي عباس الملقب بـِ "طبيب الفقراء"، صباح اليوم الجمعة، عن عمر يناهز 63 عاماً في مسقط رأسه ببلدة كللي بريف إدلب الشمالي، بعد معاناة طويلة مع مرض السكري الذي تسبب في بتر رجله بوقت سابق.
وأمضى علي عباس 16 عاماً في سجن تدمر، حيث اعتقل وهو يدرس في كلية الطب إبان حقبة الأسد الأب في الثمانينيات من القرن الماضي بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين، تقاسم خلالها مع رفاقه العذاب الجسدي والنفسي من قبل جلادي الأسد وخرج في عام 1995 ليتابع بعدها دراسته ويتخرج طبيباً، وبدأ بممارسة مهنته في مسقط رأسه كللي.
منتصف شهر كانون الثاني من العام الجاري، التقت كاميرا بلدي نيوز بالطبيب علي عباس، وكان يعمل حينها متطوعاً في نقطة كللي الطبية ويعاين مرضاه على الرغم من كونه مقعداً، ويستخدم كرسي العجزة للتنقل بين منزله وعيادة النقطة الطبية.
وعرف الطبيب علي عباس في بلدة كللي بـِ "طبيب الفقراء"، حيث كان يعاين مرضاه في عيادته ومنزله والنقطة الطبية دونما أي مقابل مادي، واشتهر في بلدته بخبرته وضلوعه بالمجال الطبي فضلاً عن إنسانيته وعلاجه لمرضاه بالمجان في الوقت الذي غادر فيه معظم أطباء البلدة إلى تركيا وأوربا بعد تحرير الشمال السوري من تواجد نظام الأسد والقصف الذي تعرضت له القرى والبلدات المحررة، وعلى وجه الخصوص منزله الذي دمرته طائرات الأسد.
لم يمنعه سجن الأسد والعجز الجسدي عن ممارسة مهنته الطبية والإنسانية وأدى واجبه كاملاً بعيداً عن الأضواء والشهرة والمال، ورحل تاركاً خلفه دروساً في الصبر على المرض والإيثار والمثابرة والتضحية عن عمر ناهز 63 عاماً ووري الثرى في مقبرة بلدته صباح اليوم الجمعة بحضور آلاف المشيعين من بلدته وخارجها.