بلدي نيوز- (ليلى حامد)
يتخطى المهجرون صعوبات الحياة في إدلب عبر المشاريع الصغيرة، وضمن الإمكانيات المتاحة بأيديهم لمواجهة التحولات التي عصفت بهم، وتبدو السيدة "أم عصام" التي أسست مطبخاً لإعداد الوجبات المختلفة نموذجاً لذلك.
"أم عصام " في عامها الأربعين هجرت من ريف دمشق إلى إدلب قبل عام و4 أشهر، ولم يكن التهجير نهاية المطاف لأحلامها، مع فقدها لأرضها ومعظم أفراد عائلتها.
تقول "أم عصام" وهي أم لبنتين وزوجة معتقل منذ أربع سنوات، في حديث لمراسلة بلدي نيوز؛ "الاعتماد على الذات في كسب الرزق ليس مجرد كلمة، إنها حياةٌ وحرفة وبابٌ للرزق قد نحتاجه يوماً ما".
وأضافت، "أجمع أقاربي أني طاهيةٌ من الطراز الرفيع، إذا توفرت مكونات (الطبخة)، وهذا ما دفعني لعرض نفسي كطاهيةٍ لبعض الأسر لقاء أجرةٍ تغطي بعض النفقات".
وأردفت "أم عصام"، "موسم العيد كان ساخناً، النسوة قدمن للتعلم ومساعدتي في إعداد المعمول والكيك وغيرها من الحلويات التي يفضلن صنعها في المنزل على شرائها من المحال التجارية".
وبحسب "أم عصام" تفضل النسوة هنا وجباتها وأطلقت عليها لقب الشيف الدمشقي الماهر، وبأدواتٍ بسيطة توفرت لديها تعتقد أنها نجحت في تكوين عملٍ مع بناتها، يتسم بالإتقان ويدخل السرور إلى النفس وفي نهاية النهار الرزق إلى الجيب، حسب قولها.
وتقول أم عصام: "مطبخ منزلي، هكذا تصفه، يعطيني نوعاً من الاستقرار في هذه الظروف، رغم الإرهاق نهاية النهار"، لكن تستمتع بوقتها بقدرٍ كبير وتجد في مهنتها تلك تسليةً عن غربتها وفقدان زوجها حيث تقول: "ليته يعود، سيجد زوجته وبناته لم يستسلمن للظروف والقهر".
إحدى بناتها تقول؛ "في أوقات الدراسة يصبح الاعتماد على والدتي أكبر، لكنني أجد بعض الوقت لأعينها، أرغم نفسي على الموازنة".
وتردف متبسمةً، "العام المقبل عليها أن تعمل بدوني، فلدي امتحان الشهادة الثانوية".
فيما تقول ابنتها الصغرى: "تعلمت الكثير من أمي، المرأة ليست مجرد طاهية، إنها مجتمعُ بمفردها".
كغيرها من النساء السوريات وجدت نفسها قادرةً على العطاء، ولم تركن لضعفها، ورغم أنها ﻻ تزال في بداية المشوار وتختم بالقول: "لكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوةٍ".