بلدي نيوز - (ليلى حامد)
وجدت الكثير من العائلات السورية في الشمال المحرر نفسها بلا مأوى في أول أيام عيد الفطر، وتروي كل عائلةٍ حكايةً ملخصها "البحث عن اﻷمان".
أسرة أبو محمد البكور الرجل الخمسيني والنازح من قرى جبل شحشبو برفقة إخوته وزوجاتهم وأولادهم، هربوا من القصف في أواخر شهر رمضان؛ ليجدوا أنفسهم يوم وقفة العيد دون مأوى بعد قدومهم لمدينة أريحا.
ولم تتمكن عائلة البكور من استئجار بيت يتسع لأربع عائلات، فضلاً عن عدم قدرتهم على دفع أجرة منزل يأويهم.
يقول أبو محمد؛ "قام مدير إحدى المدارس بفتح أبوابهم لنا، بعد تأمين المياه للمدرسة وكل مستلزمات البقاء... ربما كنا بقينا في العراء لوﻻ طيبة الناس وإحساسهم باﻵخر".
من جهتها؛ تقول السيدة سماهر ذات الأربعين عاماً من خان شيخون؛ "وجدنا أنفسنا مع عائلات أخرى نزحت يوم الوقفة دون مأوى صباح العيد على متن سيارتنا الكبيرة، لا نعلم أي طريق نسلكه بحثاً عن الأمن، فما كان منا إلا التوجه إلى منطقة حارم الحدودية، وبسبب ارتفاع الأجرة للبيت الواحد والذي تجاوزت 100 دولار شهرياً، قررنا افتراش التراب بين أشجار الزيتون المحيطة بالقرية على أمل الفرج القريب"، وتابعت بشيء من التحسر؛ "أيكون الإنسان غريباً في وطنه...؟".
أمّا عائلة الشاب علاء -التي تركت مدينة كفرنبل بعد أن اشتد القصف عليها- فهي الآخرة وجدت نفسها دون مأوىً في أول أيام العيد، فما كان منهم إلا افتراش الأراضي الزراعية بأطراف قرية المسطومة بعد أخذ أذن صاحب الأرض، وقاموا بنصب خيمة ريثما يجدون بيتاً فارغاً لاستئجاره.
يقول علاء؛ "هربنا بأرواحنا.. لم نتوقع الخروج سالمين من كفرنبل".
وأضاف؛ "عيدٌ بلا مأوى، وﻻ وطن، إن فرحتنا لن تكون حتى سقط اﻷسد رغم كل الجراح والخذلان".
وازدادت معاناة السوريين في مناطق شمال غرب سوريا بعد ازدياد وتيرة الحملة العسكرية من قبل قوات النظام وداعمه الروسي على ريفي حماة وإدلب ليقبل العيد على الناس بطعم النزوح وغياب المأوى.