بلدي نيوز
أشار تقرير لـ "فورن بولسي" الأمريكية، إلى حيثيات القرار الإيراني الجديد، في 21 نيسان، والذي عين حسين سلامي كقائد جديد للحرس الثوري الإيراني بديلاً لمحمد علي جعفري.
وترأس جعفري الحرس الثوري عام 2007، ومُددت فترة ولايته ثلاث سنوات في 2017، وعلى هذا الأساس يعتبر قرار تغييره مفاجئاً، بعد أن تم نقله لرئاسة منظمة "حضرة باقية الله الأعظم الثقافي والاجتماعي"، وهي منظمة لمقاومة ما تسميه إيران الحرب الغربية الناعمة التي تستهدفها.
ويأتي توقيت تعيين سلامي في الوقت الذي تواجه فيه إيران العديد من التحديات الخارجية والداخلية التي تهدد استقرار نظام الحكم فيها.
ويشتهر سلامي بمناهضته للولايات المتحدة، وقال في إحدى المرات إنه يرحب بالحرب معها، وسخر من واشنطن بعد أن قامت البحرية التابعة للحرس الثوري بالاستيلاء على قارب أمريكي في 2016، حيث قال إن عناصر المارينز "كانت تبكي عندما تم أسرها" من قبل قوات الحرس الثوري.
وقال سلامي في أحد تصريحاته العام الماضي، إن السبيل الوحيد لمواجهة أعداء إيران هو المقاومة وليس الدبلوماسية، ودعا القوات الإيرانية في شباط الماضي إلى "تطهير التطهير الكوكب من قذارة وجود أمريكا وإسرائيل".
من يكون سلامي؟
تعود جذوره إلى مدينة أصفهان وانضم إلى الحرس الثوري في الثمانينات عندما كان طالباً جامعياً في الهندسة الميكانيكية شارك في الخطوط الأمامية أثناء الحرب الإيرانية – العراقية. تمت ترقيته لاحقاً ليترأس "كتيبة الإمام حسين 14"، و"كتيبة كربلاء 25".
بعد انتهاء الحرب في 1988، ركز خلال دراسته الأكاديمية على إدارة الدفاع. وأصبح مشرف كلية الحرس الثوري الإيراني.
خدم بعد ذلك كقائد لسلاح الجو في الحرس الثوري بصفته نائباً لرئاسة الأركان المشتركة للحرس الثوري. وخلال العشر سنوات القادمة، عمل كنائب للحرس الثوري.
تعتبر خطوة تعييه مفاجئة جداً، من المفترض أن يبقى سلفه في مكانه حتى أوائل 2020 على الأقل، وعلى الرغم من تولي سلفه منصباً جديداً، في "حضرة باقة الله الأعظم"، إلا أن قرار نقله يعتبر تخفيضاً من شانه. ومن الممكن أن يكون قرار تبديل قائد الحرس أتى بناء على عدة عوامل مرتبطة بأداء الحرس.
أولاً، يواجه الحرس الثوري انتقادات داخلية لفشله في مواجهة الفيضانات الهائلة التي ضربت عدة محافظات في إيران. وتسببت بمقتل عشرات المدنيين، ومن الممكن أن تصل تكلفة الأضرار المترتبة على الفيضانات إلى مليارات الدولارات مع تضرر الآلاف من القرى والبلدات.
ويعتقد القادة في إيران، أن تعيين سلامي من الممكن أن يرفع معنويات الحرس الثوري الإيراني، حيث ادعت صحيفة جاهان، المرتبطة بالحرس الثوري، إن تعيين سلامي يمثل حقبة جديدة في "مواجهة أكثر وضوحاً" مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأخيراً، من الممكن أن يكون القرار ذا جذور سياسية، سببها صراعات على السلطة داخل الحرس الثوري، والذي يعتبر أحد اقوى الكيانات في إيران، حيث يتحكم بملايين المجندين، ويمسك بأجزاء مهمة من الاقتصاد الإيراني، ويتحكم بالبنية التحتية والطاقة.
المصدر : أورينت نت