بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
يستمر نظام اﻷسد في سياسة اﻻلتفاف على اﻷزمات تحت مسمياتٍ مختلفة، وكانت آخر السيناريوهات الهروب إلى القاع؛ الحديث عن صناعة السعادة في سوريا، والذي ستنطلق من أجله فعاليات مشروع "ستاند أب أكاديمي"، من دار الأسد للثقافة والفنون، في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.
موقع صاحبة الجلالة الموالي؛ ركز على مجموعة أسئلة ربطها بالسعادة؛ (أين نحن من هذه "الصناعة".. وهل من حق السوريين أن يكونوا سعداء.. وكيف ولماذا.. ؟).
باسل محسن؛ موظف حكومي من أبناء ريف دمشق الغربي؛ يؤكد لبلدي نيوز؛ أنه تزوج قبل تسعة عشر عاماً، ولم ينجب بعد، ويردف ساخراً؛ "اﻷطباء شخصوا الحالة نتيجة نقص هرمون السعادة، فمن أين نأتي به في بلدٍ المخبر فيه أسفل سرير نومك؟".
يشير عددٌ من المدنيين في دمشق وباقي المحافظات السورية أنّ السعادة كانت مرهونةً فقط في حدود ضيقة، معظمها نابع من تهكم الفن بالتصرفات الحكومية التي تعتبر متنفساً.
فيما يعتقد محللون أنّ فقدان الحرية أدى لانعدام شبه مطلق للسعادة من حياة السوريين، وهذا يتطابق تماماً مع اعترافات موقع صاحبة الجلالة على لسان معد التقرير "قسيم دحدل"؛ الذي كتب؛ "وللعلم أنه ورغم أن الضرائب تكون مرتفعة على المواطنين في أغلب تلك الدول (اﻷوروبية)، إلاَّ أن شعوبها سعيدة ولا يوجد حالات تهرب ضريبي..، والسبب برأي المحللين والخبراء في هذا الشأن، يعود الى مستوى الحرية الفردية التي يشعر بها المواطن، وإلى التوازن الذي يعيشه بين حياته العملية وحياته الاجتماعية، وليس آخراً إلى مستوى الثقة المرتفع بالحكومة والقطاع الخاص في البلاد، والأهم تأكده أن كل ما يدفعه سيعود عليه بـالسعادة والرفاه.
رغم موجة السخرية في التعليقات على الموضوع؛ إﻻ أنّ الملفت عدم الطرح الدقيق للمسألة؛ فمن اختار الحكومة التي حدت من الحريات، ومن أسس لمبدأ كم اﻷفواه حتى عن الضحك؟.