بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
تواجه مناطق نفوذ اﻷسد باعتراف وسائل إعلامه الرسمية وشبه الرسمية استشراء لحالات الفساد في مفاصل (الدولة)، وارتفع في اﻷيام القليلة الفائتة الصوت عالياً مطالباً بإحداث خلية لإدارة الأزمة، تتعاطى بحزم مع المافيا الاقتصادية بحسب وصف موقع دمشق اﻵن الموالي.
وتشير الكثير من التقارير الصحفية الصادرة رسمياً عن صفحات نظام اﻷسد أو ما تسربه المعارضة إلى استشراء الفساد في مفاصل الدولة، حيث لوحظ ازدياد سرقات المسؤولين في المفاصل الحكومية التابعة للنظام، كان آخرها سرقة مدير تربية سابق، مستلزمات مدرسية بقيمة 70 مليون ليرة.
مزرعة اﻷسد
السرقات بالمجمل، لم تكن وليدة اللحظة أو بسبب ظروف الحرب أو (اﻷزمة) كما يطلق عليها نظام اﻷسد، بل تعتبر حالة تشبه الطاعون الذي نخر عظم الدولة منذ عهد "حافظ اﻷسد" وتشير إلى ذلك معظم التقارير الصحفية قديماً وحديثاً، حيث كان الدارج على لسان الشارع وعوام المواطنين أنّ "سورية مزرعة اﻷسد"، مع هامشٍ للسرقة مسموحٍ به لبعض المقبولين أو الذين ترضى عنهم أجهزة المخابرات.
إﻻ أنّ مصطلح مزرعة اﻷسد لم يبق على حاله بعد تسلم بشار مقاليد السلطة وراثةً عن أبيه، ومع الحديث عن "التطوير والتحديث والشفافية" التي أطلقها (بشار اﻷسد)، اختلف الوضع وعادت المزرعة تشاركية فالفساد والرشوة مناصفة بين آل اﻷسد وآل مخلوف، وبرعاية للمفسدين في مفاصل الدولة والقطاع الخاص الذي ظهر فجأةً بإدارة من خلف الستار لمحسوبين على النظام تقودهم شبكة "مخلوف اﻷسد" فعلياً.
صرخة نملة
صراخُ مواقع اﻹعلام الموالي المرتفع والدعوات إلى تقليل الفساد والحد من استشرائه لم يكن في بدايات الحراك الثوري، بل كان غالباً ما يصم اﻷذن عنه بشهادة النشطاء والشارع السوري الموالي قبل المعارض، حيث يعتبر الموالون أن القطار فات وبعد أن وقع الفأس بالرأس.
فالدولة خسرت مليارات الدوﻻرات قديماً وحديثاً معظمها ذهب بأيدي اللصوص الرسميين أو الحكوميين، ولعل من بينهم شقيق حافظ اﻷسد، رفعت، المتهم بنهب مئات المليارات قبل مغادرته سورية في صفقة بالتراضي مع أخيه، كان عرابها الرئيس الليبي المخلوع، معمر القذافي.
لصوص صغار:
وبالمجمل ما يثار عبر مواقع إعلامية موالية من دعوات وأوراق عمل لمحاربة الفساد، ﻻ يخرج عن كونه زوبعة في فنجان بحسب مراقبين ومحللين، فمن تطالهم أيدي "العدالة المبتورة" ليسوا إﻻ أسماكاً صغاراً، في محيطٍ معظمه "حيتان" من الطبقة الحاكمة، ومؤخراً من محدثي النعمة، وأمراء الحرب الذين فرض وجودهم نظام اﻷسد.
خلية أزمة:
اعتاد السوريون على مصطلحات حكومية قديمة عرف منها نتائجها قبل وﻻدتها، مثل؛ لجنة تقصي أو تشكيل لجان تحقيق، ومع اختلاف الظرف واستخدام كلمة "أزمة" أجبر النظام على الدندنة على ذات الوتر المقطوع، وبالتالي من المنطقي أن نسمع تشكيل "خلية أزمة"، وهي في جوهرها، لجنة هدفها تمييع الحدث وكسب الوقت.
وتشهد الوقائع التاريخية أنّ سوريا بقيادة اﻷسد لم تحاكم مسؤوﻻً على فساده، إﻻ حين وقعت التهمة برأس رئيس الوزراء السابق "محمود الزعبي" الذي قيل إنه انتحر في مكان إقامته الجبرية، فيما بقي "الحيتان" يعومون على اليابسة بلا قيد، فلا مغزى بحسب مراقبين من تشكيل خلايا إﻻ الفقاعة اﻹعلامية، بحسب المحامي اﻷستاذ ملهم الشعراني.
إذا كان "حاميها حرميها"؛ فما جدوى خلايا اﻷزمة؟!