Independent - ترجمة بلدي نيوز
وفقاً لتقرير جديد صادر عن منظمة "أوكسفام"، فشلت بريطانيا وغيرها من الدول الغنية بالقيام بما يتوجب عليها، بأخذ حصتها العادلة في تقديم الملاذ للاجئين السوريين، فلقد تم إعادة توطين 1.39% فقط من قبل الدول الغنية، ويأتي ذلك قبيل اجتماع رفيع المستوى سيعقد لدى الأمم المتحدة في جنيف غداً الأربعاء لمناقشة أزمة اللاجئين التي شهدت تشريد ما يقرب من خمسة ملايين سوري.
وكانت قد تعهدت ثمانية وعشرون من أغنى دول العالم بأن تستقبل 129.966 ألف لاجئ على أراضيها، ولكن هذه النسبة هي أقل من ثلث ما تعهدوا بالالتزام به، حيث تم توطين 67.000 ألف شخص فقط حتى الآن، كما جاء في التقرير .
وطالب نشطاء في بريطانيا حكومة بلادهم وغيرها من الدول الغنية بأن تأخذ المزيد من اللاجئين، حيث قدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة أن ما يقرب من نصف مليون شخص ضعيف للغاية، هم بحاجة ماسة إلى إعادة توطينهم.
وهناك ثلاث دول فقط قد تجاوزت "حصصها العادلة" المخصصة لها من اللاجئين وهي: كندا، ألمانيا، والنرويج، وهو ما يحسب عادة وفقاُ لحجم اقتصاد البلد، ولكن 25 من أصل 28 دولة ما زالت بعيدة كل البعد عن تحقيق الوعد الذي قطعته على نفسها، وبحلول نهاية هذا العام، ستكون بريطانيا قد استقبلت على أراضيها 5.571 شخص فقط -أي ما نسبته 22% فقط مما تعهدت به مسبقاً- وهو 25.067 لاجئ.
وتحتل المملكة المتحدة المرتبة 13 من 28 دولة فشلت في إعادة توطين اللاجئين، وبعض البلدان قد قامت بأداء أسوأ من ذلك، كاليابان وروسيا وكوريا الجنوبية، فقد تعهدوا بأن يعيدوا توطين أكثر من 100.000 ألف شخص، ولكن حتى الآن فشلوا في استقبال لاجئ واحد على أراضيهم، وفقا لأوكسفام، يقول التقرير: "حتى الآن كانت الاستجابة لدعوات زيادة توطين اللاجئين الضعفاء مخيبة للآمال، والمؤتمر هو فرصة للدول لتغيير مسارها".
ويطالب الناشطون الدول الغنية بأن تأخذ 10 % من اللاجئين السوريين، أي ما يقدر بحوالي 481.000 لاجئ بحلول نهاية هذا العام، وقال مارك غولدرينغ، الرئيس التنفيذي لأوكسفام: "إن من الصادم أن الكثير من السوريين ما زالوا يفرون من الحرب في سورية، في حين تفشل معظم الدول في توفير منازل آمنة للفئات الأكثر ضعفاً".
وأضاف: "لبنان والأردن وتركيا يواجهون صعوبات في التعامل مع ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ سوري، وعلى الدول الغنية فعل المزيد لتقاسم المسؤولية وتقديم اللجوء للنساء والأطفال، الأكثر تضرراً بهذه الأزمة".
وقالت آريان رومري، المتحدثة باسم المفوضية: "إن تدفقات اللاجئين مسؤولية عالمية، ولا تنحصر فقط بالبلدان المجاورة للحرب في سورية، فالأزمة السورية واسعة جداً، ونحن ببساطة بحاجة لمشاركة مزيد من الدول في تحمل جزء من المسؤولية عن طريق أخذ حصة أكبر من اللاجئين لأكبر أزمة نزوح لجيل.. في العصر الحديث".
وأضافت: "يهدف مؤتمرنا يوم الأربعاء لإحراز زيادة على مدى السنوات الـ 3 المقبلة في عدد الأماكن التي تمكن اللاجئين السوريين السفر إلى بلدان ثالثة عن طريق القبول الإنساني ومسارات أخرى".
وقال ريتشارد هارينجتون، الوزير البريطاني المسؤول عن اللاجئين السوريين: "لقد كانت بريطانيا في الطليعة للاستجابة الدولية للأزمة الإنسانية في سوريا، وتعهدنا بمبلغ 2.3 مليار يورو من المساعدات الإنسانية إلى سورية والدول المجاورة، مما يجعلنا ثاني أكبر المانحين للأزمة السورية، كما ونقدم ما يقرب من 55 مليون يورو للاستجابة إلى أزمة الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، والتي تشمل المساعدة الإنسانية، والإنقاذ داخل أوروبا".
وتابع "منحنا حق اللجوء أو غيره من أشكال المساعدات لأكثر من 5.500 مواطن سوري من خلال إجراءات اللجوء الروتينية منذ بداية الأزمة في عام 2011 وبالإضافة إلى ذلك، تم بالفعل إعادة توطين أكثر من 1.000 شخص، كجزء من خطتنا باستقبال 20.000 ألف لاجئ سوري".