بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
مازالت الحجامة ملجأ المرضى على الرغم من التطور الكبير الذي طرأ على عالم الطب، واللجوء إليها ليس حكراً على أولئك الذين فقدوا اﻷمل بالطب الحديث.
وتعتبر شرطة أو"شطبة" المحجم من أقدم طرق العلاج التي ذكرت في الكتب المختصة بالطب النبوي.
وتعتمد الحجامة على أدواتٍ محددة وهي؛ الكاسات والمشرط المعقم وأوراق، حيث يقوم الحجّام بإحداث جروحٍ صغيرة بالمشرط، والضغط عليها بالكاسات ليخرج الدم الفاسد والشوائب الدموية منها، فتتكون كريات دم جديدة مكانها، اﻷمر الذي يسهم في جعل الدم نشطاً، كما يُشترط في كمية الدم المسحوبة ألا تزيد ضمن المكان الواحد عن 3 سنتيمتر.
ومع دخول التخصص في كل زوايا الحياة، طالت الحجامة هي اﻷخرى تغيرات بعد تصنيفها من المختصين في مسمى "الطب البديل"، ومن جملة التغييرات التي طرأت في الوقت الراهن على مسألة المعالجة بالحجامة، إلغاء سحب الهواء عبر إحراق الأوراق داخل الكأس، مع وجود آلة يدوية تُفرّغ الهواء.
الشيخ "أبو براء الحلبي" قال لبلدي نيوز؛ إنه يداوي بالحجامةِ دون مقابل، وإنْ أصرّ عليه زواره على أخذ المال، رفض بشدة، واعتبرها عيباً بحقه. ويقول؛ "التداوي بالحجامة يعود في أصلها إلى السنة الشريفة، وأمّا ما يتعلق باﻷجر، فالغالب أنّ هناك قلة من تأخذ أجراً زهيداً".
تقاليد متوارثة
ويروي "أبو أحمد" من ريف دمشق الغربي لبلدي نيوز أن للحجامة "طقوسها" التي يستحضرها معهم أبناء دمشق وريفها هنا في إدلب، باعتبارهم يمارسون تقليداً يجمع بين التمسك بالسنة النبوية الشريفة، وبين التداوي؛ فاﻻجتماع غالباً ما يكون في أحد البساتين.
وأضاف؛ "الجلسة تبدأ بالتناوب بين الشباب، الذين يحمل بعضهم كاميرا الهاتف المحمول (الموبايل) للتصوير من أجل الذكرى، ومع انتهاء آخرهم، نبدأ بإعداد اﻹفطار لنلتم على مائدةٍ واحدة".
توقيتها
عادةً ما يلجأ بعض المرضى سيما الأمراض المزمنة التي طال بهم الزمن في العلاج دون جدوى إلى الطب البديل، واختيار "الحجامة"، أحدُ تلك الخيارات أمامهم، وفي تلك الحالة؛ وبحسب مختصين فإنه ﻻ يلزم وﻻ يشترط زمانٌ محدد للتداوي بها.
والغالب اليوم على الناس فعلها امتثالاً للسنة النبوية الشريفة، التي حددت فصل الربيع موعداً لها، وهذا يعني أنّ موسم التداوي سيكون بدايةً من شهر آذار/مارس إذا توفر فيه الدفء وحتى شهر أيار/مايو من كل عام.
فيما حددت السنة النبوية مواقيت واضحة بحسب اﻷيام على اعتبار الشهر القمري، يقول الشيخ "أبو البراء الحلبي" لبلدي نيوز؛ "الأفضل أن يكون ذلك أيام السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين من الشهر القمري".
وأردف؛ "ورد النهي بالمقابل عن التداوي بالحجامة في أيامٍ معلومة كالسبت والجمعة".
مواضعها
ويجمع مختصون بالمداواة بالحجامة أنّ اﻷصل في اختيار الموضع اﻻلتزام بما حددته السنة النبوية من مواضع بعينها.
وعلى ذلك يكون؛ الرأس والأوراك والكاحل والرقبة وظاهر القدمين.
فيما توجد بعض اﻵراء التي تقول بعكس ذلك، وتعتبر أنّ مواضع اﻷلم يمكن معالجتها بالحجامة، وهذا رأي الطب البديل، بحسب الدكتور "جواد" من أبناء محافظة حماة، وهو مختص بالعلاج بالطاقة.
ويشير الدكتور "جواد" لبلدي نيوز؛ إلى مسألتين مهمتين، بحسب قوله؛ الأولى، أن الحجامة ينبغي ممارستها من طرف أشخاص يملكون الدراية الكافية، والثانية؛ المعرفة بأماكن إجرائها، ﻻسيما مع وجود مناطق فيها خطورة كبيرة.
ويلفت أنّ المسألة خاضعة لضوابط علمية، وهذا ما دلت عليه السنة المطهرة التي تتوافق مع العلم، وفي هذا مؤلفات كبيرة تفيد وتشرح ذلك، على حدّ وصفه.
أنواعها
ثمة ثلاثة أنواعٍ للحجامة، بحسب الدكتور "حامد"؛ الذي يؤكد أنّ أكثرها شيوعاً، ما يسمى بالحجامة الرطبة، مشيراً إلى نوعين آخرين هما؛ الحجامة الجافة والمنزلقة.
يسارع اليوم كثيرٌ من الشباب للبحث عن مختصٍ في التداوي بالحجامة، معظهم يسعى إلى تحقيق هدفين الراحة النفسية التي تقدمها، والاجتماع مع اﻷصحاب عند الحجّام، فهل جربتم تلك الطقوس؟