بلدي نيوز - (لانا عبد الحميد)
كاتدرائية سيدتنا العذراء أو سيدة باريس، "نوتردام" هي كاتدرائية كاثوليكية من العصور الوسطى، تقع في الجانب الشرقي من مدينة باريس على نهر السين، في قلب العاصمة التاريخي، يمثل المبنى تحفة الفن المعماري القوطي، وتعد من المعالم التاريخية المهمة في العالم، شيدت في مكان بناء أول كنيسة مسيحية في باريس حيث بنيت عام "٥٢٨" من قبل الملك الإفرنجي “شيلدبرت الأول”، وأصبحت كاتدرائية مدينة باريس في القرن العاشر، وتطور بنائها مع مرور الزمن إلى عام ١٣٤٥ ووصولها لشكلها الحالي.
تتميز الكاتدرائية بجمالية الفن المعماري، يوجد بها الكثير من التماثيل الملونة، وزجاج النافذات المعشق على شكل الورد، ويوجد بها مكان للتسلق بشكل حلزوني مكون من ٣٨٧ درجة على طول الدرج، كما يوجد التماثيل والأجراس الأكثر شهرة، ويمكن رؤية مدينة باريس بالكامل عند الوصول إلى الأعلى.
وجاء ذكر الكاتدرائية كمكان رئيسي للأحداث في رواية “أحدب نوتردام” للكاتب “فيكتور هيغو”، وتدور أحداث الرواية في أروقة الكاتدرائية، واصفة إياها بشكل دقيق وكأنك تتجول داخلها.
يزور الكاتدرائية سنوياً ١٤ مليون شخصاً، ما يجعلها المكان الأكثر زيارة في باريس.
المبنى مملوك للدولة الفرنسية، والكنيسة الكاثوليكية لها الحق الحصري في استخدامها لأغراض دينية إلى الأبد، والأبرشية هي المسؤولة عن الدفع للموظفين والأمن والتدفئة والتنظيف، والتأكد أن الكاتدرائية مفتوحة مجاناً للزوار، والأبرشية لا تتلقى معونات من الدولة الفرنسية.
حدثت أحداثاً هامة في الكاتدرائية أهمها، تتويج نابليون الأول إمبراطوراً وزوجته من قبل البابا بيوس السابع عام ١٨٠٤، وإجراء مراسم تشييع الجنرال “شارل ديجول” أحد زعماء فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى من داخل الكاتدراذية عام ١٩٧٠.
وفي السياق، اندلع حريق، يوم الاثنين، في الكاتدرائية، مما أسفر عن تدمير سقف الكاتدرائية وبرجها الرئيسي الذي يميزها، وامتد الحريق إلى سطح الكاتدرائية، وسرعان ما التهم قمة البرج العملاق الذي انهار دون إصابات.
كاتدرائية “نوتردام” كنيسة ذات قيمية تاريخية عريقية ودينية لدى الفرنسيين، وقال الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” أنه يشاطر الأمة بكاملها آلامها بسبب الحريق، مبدياً تضامنه مع جميع الفرنسيين.
وأضاف ماكرون "نوتردام تحترق، أمة بكاملها تتألم، أتضامن مع جميع الفرنسيين، أنا حزين هذا المساء لرؤية جزء منا يحترق"، وتعهد بإعادة بناء الكاتدرائية كاملة.