ارتكب طيران النظام يوم الأربعاء عدة مجازر في الغوطة الشرقي، راح ضحيتها أكثر من سبعين شهيداً ومئات الجرحى، بينما استشهد مدنيون وأصيب أخرون في ريفي إدلب وحماة بغارات الطيران أيضاً.
مراسل شبكة بلدي في الغوطة الشرقية أكد أن حصيلة الشهداء تجاوز سبعين شهيداً ومئات الجرحى، جراء غارات طيران النظام على دوما وسقبا وكفر بطنا.
وأفاد المراسل أن الطيران الحربي قصف مدينة دوما بثمان غارات جويّة استهدفت سوقاً شعبيّاً مكتظّاً بالمدنيين، أدت لاستشهاد 27 مدنياً كحصيلة أولية بينهم أطفال إضافة لعشرات الجرحى بينهم حالات خطرة.
وقصف الطيران مدينة سقبا أدّى لاستشهاد ثمانية مدنيين وجرح آخرين، في حين قصف الطيران أيضاً مدينتي حمورية وعربين، قضى جراءها أربعة مدنيين بالمدينة الأولى.
ولم يكتف الطيران بقصف المناطق المدنية، حيث استهدف عين ترما وكفر بطنا بعدّة غارات جوية أدّت لوقوع جرحى.
وانتشرت سيارات الإسعاف في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، في حين لا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع جراء حالات الجرحى الحرجة.
وفي الريف الغربي، استهدفت قوات النظام مزارع العباسة في خان الشيح بعدد من قذائف المدفعية مصدرها تلة الكابوسية، في حين قصف الطيران المروحي مدينة داريا واستهدفها ببرميلين متفجرين.
وفي مدينة دمشق، اندلعت اشتباكات في حي جوبر بين الثوار وقوات النظام بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وتزامنت جملة الطيران الحربي على بلدات الغوطة مع قصف مماثل على بلدات درعا، حيث قصف طيران النظام أحياء درعا البلد وطريق السد ومدينة عتمان واليادودة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، أسفر عن وقوع جرحى، وقصفت قوات النظام بلدة النعيمة والغارية الغربية بقذائف المدفعية وبراميل الطيران المروحي.
كذلك شن طيران النظام غارات جوية على قرية صيرة عليا في بادية السويداء، بينما هاجم شباب بلدة القريا مكتب "جمعية البستان" التابع لرامي مخلوف، والذي يقوم بتجنيد "الشبيحة" وأغلقوا المكتب بعد تحطيمه.
بالانتقال إلى المنطقة الوسطى، قصفت قوات النظام حي الوعر بالرشاشات الثقيلة من الحواجز المحيطة بالحي، في حين قصف الطيران الأحياء الجنوبي من تلبيسة بالبراميل المتفجرة، كذلك شنّ الطيران غارات جوية على الرستن، بالتزامن مع اشتباكات بين التنظيم وقوات النظام في محيط منطقتي جزل والشاعر.
شمالاً، قضى أكثر من سبعة بينهم قيادي في "حركة أحرار الشام الإسلامية"، إثر تفجير انتحاري نفسه في مقر تابع للحركة ببلدة كنصفرة، في حين استشهد أربعة مدنيين آخرين بينهم ثلاث سيّدات، إثر قصف الطيران المروحي مدينة خان شيخون ببرميلين متفجرين، إضافة لدمار هائل حلّ بالمدينة.
واستشهد مدني وأصيب آخرون، إثر قصف الطيران الحربي بلدة البشرية في ريف جسر الشغور، كما تعرّضت قرى وبلدات جبل الزاوية إلى قصف بالصواريخ الفراغية طال جوزف وإبلين وبليون وإحسم وكنصفرة وكفرعويد وعين لاروز، ما أدّى لجرح مدنيين.
وليس بعيداً عن إدلب، قصف تنظيم "الدولة" بقذائف الهاون قرية تلالين بريف حلب الشمالي، ما أدى لاستشهاد طفلين اثنين وأضرار مادية لحقت بالممتلكات.
يأتي ذلك في ظل اشتداد وتيرة المعارك بين الثوار وعناصر التنظيم في قرى ريف حلب الشمالي وانتقالها إلى أطراف مدينة مارع معقل الثوار الأهم شمال حلب.
في غضون ذلك، تمّت عملية تبادل أسرى بين الثوار وتنظيم "الدولة" في بلدة حور كلس بريف حلب الشمالي، حيث سلّم التنظيم أربعة من الثوار كانوا محتجزين لديه مقابل إطلاق سراح الثوار أربعة عناصر منتمين للتنظيم.
من جهة أخرى، دمّر الثوار مبنى تتحصن فيه قوات النظام في حي ميسلون وسط حلب، تلا ذلك اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وسط قصف مدفعي طال حي "أقيول" في المدينة القديمة.
وامتدت الاشتباكات لتصل إلى حيي السويقة والسبع بحرات، وأكد المكتب الإعلامي للجبهة الشامية مقتل عدد من قوات النظام خلال المعركة التي استمرت عدّة ساعات، وتمكن الثوار من سحب جثث ثمان عناصر من قوات النظام، قتلوا أثناء محاولتهم التسلل إلى حي الصاخور يوم الثلاثاء.
يذكر أنّ طائرات النظام الحربية اغارت على مدينة ير حافر، بريف حلب الشرقي دون ورود معلومات عن حجم الخسائر.
وفي الساحل السوري، قصف طيران النظام المروحي قرى جبل الأكراد، تزامن ذلك مع قصف عنيف على قرى جبل التركمان من المراصد المحيطة.
من جهتهم، استهدف الثوار أماكن تمركز قوات النظام في القصر الجمهوري بمدينة صلنفة بصواريخ الغراد، ما أوقع إصابات باعتراف الصفحات الموالية للنظام.
بالانتقال إلى المنطقة الشرقية، استمرّت الاشتباكات بين تنظيم "الدولة" والوحدات الكردية المدعومة بميليشيا "الصناديد" في ريف بلدة تل حميس جنوبي القامشلي وسط قصف مكثّف من طيران التحالف استهدف نقاطاً عديدة بالمنطقة.
وامتدّت الاشتباكات لتشمل قرى اسكندرون وغزيلا والقسطاط جنوبي بلدة تل حميس بعدما استقدم التنظيم تعزيزات عسكرية من دير الزور، واستخدم الطرفان مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، دون إحراز تقدّم يذكر من الطرفين.
في السياق، استمرت المعارك في عدّة قرى بريف تل براك، بالتزامن مع قصف للتحالف على المنطقة، في حين استهدف طيران التحالف حاجزاً للتنظيم عند مدخل بلدة الهول بريف الحسكة، أدّى لمقتل عناصر من التنظيم
وأفاد مدنيون عن اعتقال الوحدات الكرديّة لمدني في مدينة عامودا بتهمة الانتماء لحزب الـ YKT فيما شهدت القامشلي انتشار مكثّف لدوريات تابعة للوحدات في كافة أنحاء المدينة ومداخلها.
في الرقة، حلّق طيران التحالف الاستطلاعي فوق سماء المدينة، دون استهدافها، من جهة أخرى أصدر التنظيم تعميماً على أصحاب مقاهي الانترنت في الريف الشمالي من الطبقة نصّ على إغلاق المقاهي مدّة يومين كاملين.
ولا تزال الوحدات الكردية تفرض حظراً للتجوّل على أهالي بلدة تل أبيض وريفها وسلوك وريفها في ظل استمرار حملات الاعتقال بحق أهالي المنطقة لليوم الرابع على التوالي.
جنوباً، قصف الطيران الحربي منطقة عياش بريف دير الزور الغربي بعدّة غارات جويّة، دون وقوع إصابات، في حين أغلق جهاز "الحسبة" التابع للتنظيم مقاهي الانترنت واعتقل صاحب إحداها في مدينة هجين بتهمة "جلوس امرأة عند مدخل المقهى والاختلاط مع الرجال".
كما اعتقل التنظيم بائع خضار وصادرت عربته في البو كمال بتهمة "بيع التبغ" في حين فرض على النساء وجود "محرم" معهنّ عند الخروج من المنازل، سواء للسفر أو التنقل ضمن ما يسمّيه التنظيم "الولاية".
مع ذلك لا يزال أهالي دير الزور يعيشون ظروفاً صعبة، بسبب عدم توفّر المياه الصالحة للشرب، في حين أصيب مدنيوّن بداء الكلب في حطلة ومراط والجبعة والجنينة.