بلدي نيوز – ريف حلب (عمر الشمالي)
أحرز الثوار خلال شهر آذار/مارس الجاري تقدما ملحوظا، بعد معارك خاضوها مع تنظيم "الدولة" على أكثر من محور في ريف حلب الشمالي.
وتمكن الثوار من تحرير قرى وبلدات "دوديان، وقرة كوبري، وقره مزرعة، والطوقلي، والحمزات، وغزل، ويني يبان، ومريغل"، قتلوا خلال المعارك أكثر من 60 عنصراً من تنظيم "الدولة".
ولم يأتِ تحرير المناطق دفعة واحدة، حيث واجه الثوار مشاكل عديدة، وفق قيادي بالمعارضة السورية المسلحة، تجسدت باحتماء التنظيم بالمدنيين النازحين، وجعلهم دروعاً بشرية لأهدافهم العسكرية، إضافة إلى سياسة زرع الألغام بكثافة في المناطق التي يضطرون للانسحاب منها تحت كثافة نيران الثوار.
وجاءت المعارك التي شنها الثوار على مواقع تنظيم "الدولة" بعد انحسار نفوذهم في المنطقة، سيما بعد تقدم النظام بمساندة الميليشيات الشيعية وسيطرتهم على عدة بلدات وقرى محررة بغطاء جوي روسي، إضافة إلى انتهاز ميليشيا "سوريا الديمقراطية" انشغال الثوار في معاركهم مع قوات النظام لتتقدم وتسيطر على بلدات عديدة بريف حلب الشمالي.
وعزا قيادي في المعارضة المسلحة بريف حلب تراجع الثوار في المنطقة إلى عدم توحد الكلمة بين المقاتلين، والاختلاف على بعض الأمور التنظيمية، في الآونة الأخيرة، لكن تحسنت أوضاع الثوار ورتبوا لمعاركهم ضد التنظيم.
وعن التكتيكات العسكرية التي اتبعها التنظيم خلال معارك ريف حلب الشمالي، قال القيادي "اتبع التنظيم أسلوب إخفاء عناصره، إن كانوا ضمن الحواجز أو في القرى والأحياء، ومعلوماتنا ورصدنا تؤكد تجاوز أعدادهم المئات، ففي كل قرية نحررها يتجاوز فيها عدد قتلى التنظيم الـ20 عنصرا، إضافة إلى أن التنظيم يعمد إلى زرع الألغام بكثرة في القرى الواقعة تحت سيطرته أو تلك التي ينسحب منها، وهذا من أهم الأسباب عرقلة تقدمنا في المنطقة".
ونوه القيادي أن الثوار استطاعوا معالجة هذه المعضلة مؤخرا، وأشار إلى أن هناك وحدات هندسة تجري تدريباً للكوادر من أجل تأهيلهم في مجال تفكيك الألغام بشكل علمي ومدروس وبأقل الخسائر".
واتهم التنظيم باستغلال المدنيين النازحين واستخدامهم كدروع بشرية، مثلما حصل في قرية دوديان، بعد أن أدخل التنظيم عناصره على أنهم نساء، ولكن تم تدارك الأمر من قبل الثوار واستعادوا السيطرة على البلدة بعد احتلالها من التنظيم لساعات، الأسبوع الماضي، وفق قوله.
وفيما يتعلق بالمفخخات التي يعتمد عليها التنظيم بشكل رئيسي في كل معركة، أفاد القيادي أن الثوار واجهوا هذا السلاح بعدة طرق، وتمكنوا من استهداف المفخخات قبل أن تصل إلى الهدف، ودمروا عشرات المفخخات.
ويسعى الثوار من المعارك إلى انتزاع السيطرة على ريفي حلب الشمالي والشرقي من أيدي التنظيم بعد أكثر من سنتين من دخول التنظيم للمنطقة.