كيف علّق معارضون سوريون على تسليم الأسد رفات الجندي لإسرائيل؟ - It's Over 9000!

كيف علّق معارضون سوريون على تسليم الأسد رفات الجندي لإسرائيل؟


بلدي نيوز - (فراس عز الدين)
تمكّنت إسرائيل من كسب العديد من الجوﻻت وتحقيق نقاط في مرمى نظام اﻷسد، ولم يكد يمر أسبوع على إهداء الرئيس اﻷمريكي، الجوﻻن للإسرائيلين، حتى أعلنت اﻷخيرة تمكنها من استعادة رفات جنديٍّ لها، من وسط العاصمة دمشق.
خبر استعادة إسرائيل رفات المساعد في جيش الاحتلال، زخاريا باومل، تحول إلى لمثار سخرية تناولها الشارع وأواسط المعارضة السورية.
وحصلت بلدي نيوز على بعض آراء السياسيين السوريين، وقال الدكتور والمعارض السوري، ميشيل كيلو، في اتصال هاتفي؛ "إن الموضوع طريف جداً؛ فالروس يقولولون أنهم تعاونوا مع السوريين بعد أسبوع من إهداء ترامب الجوﻻن ﻹسرائيل، والنظام السوري ينفي التعاون".
وأضاف "بعد أسبوع من إهداء الجوﻻن، اﻹسرائيليون يبحثون عن ذاكرة لهم في سوريا ولبنان، ﻷن الجندي قتل في الثمانينات في لبنان".
وعرّج كيلو على عدم معرفة نظام اﻷسد باﻷمر، معلقاً؛ "إذا كانوا ﻻ يعلمون فتلك مشكلة كبيرة، ﻷنّ هذا المنتصر العظيم لم يعد هناك أحدٌ يبلغه نهائياً ما الذي يحدث في البلد التي يحكمها، ﻻ روسيا وﻻ اﻹيرانيين"، وبسخرية يردف؛ "بل ﻻ يعتبرونه رئيساً، وبلا قيمة، ما حدا شايلو من أرضه نهائياً".
واعتبر كيلو خلال حديثه لبلدي نيوز أن نفي نظام اﻷسد فضيحة، علماً أنّ تأكيده يعتبر فضيحة أيضاً".
وعن موقف اﻷسد نفسه بالموضوع يقول؛ "الرجل صار معظم وقته عالقاً بين فضائح، إذا ذهب إلى روسيا، واجه غضب اﻹيرانيين، وبالعكس، وإن طلب منهم إخباره بما يدور على اﻷرض؛ أجابوه؛ باﻷمس كدت تسقط وأنقذناك"، ﻻفتاً في الوقت ذاته إلى صورة اﻷسد في مطار حميميم أثناء جولته برفقة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين؛ "الجميع اليوم يرى مقام ومركز اﻷسد، يشير له عسكري روسي بيده، فيقف بمكانه مثل الذليل، يطأطأ رأسه".
وختم كيلو بالقول؛ "هناك جانب في الموضوع أنّ الدول التي تحترم نفسها مهما كانت عدوةً لنا أو صديقة، يجب أن نعترف بأنّ عدم تفريطها بجنودها أحياءً أم أموات، يعتبر من العلامات التي نفتقدها للأسف في سوريا، التي لو مات فيها كل الجيش يقال، نأخذ مخصصاته، وكم هناك من الشهداء السوريين الذين ﻻ يعرف مكانهم، سقطوا بحروب واغتياﻻت ومشكلات داخلية".
من جهته، اعتبر الصحافي عبد السلام حاج بكري في حديث خاص لبلدي نيوز، أنّ اﻷمر ليس غريباً وقد سبق لهذا النظام ومن قبله نظام والده، ومن قبلهما نظام البعث بشكل عام أن تعامل بشكل مباشر أو غير مباشر مع الجانب اﻹسرائيلي"، مضيفا "منذ ظهور حافظ اﻷسد على الساحة كان مثار شك، وكان يتعامل مع الجانب اﻹسرائيلي، وأسهم بدرجة كبيرة في تسليم الجوﻻن عسكرياً قبل سقوطه حقيقة".
وقال حاج بكري "إسرائيل ضمنت بقاء اﻷسد في السلطة وهو حامي حدودها وعرينها، خاض تلك المعارك الشكلية عام 1973 أو ما يسمى حرب تشرين التحريرية وكان هدفه اﻷساسي تثبيت حكمه وإبعاد كل الضباط الذين دعنا نسميهم بوضوح، الضباط السنة المؤثرين في الجيش، وتسليم قيادات طائفية موالية له زمام القيادة في الجيش السوري".
وأضاف الصحافي السوري "حتى ينجح نتنياهو في اﻻنتخابات، وهو الشخص القوي على الساحة اﻹسرائيلية والدولية، احتاج لخدمات الكثيرين، منها ترامب الذي منحه السلطة على الجوﻻن، ومنها أيضاً التعاون مع الجانب الروسي لتسليم رفات الجندي اﻹسرائيلي، وهذا لرفع شعبيته حتى ينجح في اﻻنتخابات التي سيخوضها في اﻷيام القليلة القادمة".
وختم حاج بكري حديثه بالقول "نظام عميل، دأب على الخيانة والعمالة للعدو اﻹسرائيلي، وليس غريباً أن يقوم بهذا العمل من أجل استمراره ولو يوماً واحداً في السلطة، في حين يقبع عشرات اﻵلاف من السوريين في غياهب سجون هذا النظام المجرم ﻻ يعرف أهلهم عنهم شيئاً إذا كانوا أحياء، وهناك عشرات اﻵﻻف من المغيبين قسرياً الذين استشهدوا وقتلوا ولم يسلم رفاتهم لذويهم".
وبلغت التعليقات على مواقع التواصل اﻻجتماعي حد التهكم، معتبرةً أنّ اﻷسد ومن وصفتهم بجنوده البواسل، يجتهدون لمحاولة إرضاء تل أبيب، فيما علّق آخرون بالقول؛ "يمتنع السيد الرئيس عن جبر خاطر أم سورية بخبر عن ابنها المعتقل".
وفي تغريدة للنائب اللبناني وليد جنبلاط على حسابه عبر "تويتر"، قال فيها: "في لعبة الأمم بمصير الشعوب؛ فإن تسليم رفات الجندي الاسرائيلي عبر وسطاء مجهولين هدية مجانية لكن قيمة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في انتخاباته". وختم تغريدته بسخرية: "التحية كل التحية للنظام السوري رأس حربة الممانعة العربية والإقليمية والأممية".
ويبقى السؤال الملفت، ما الثمن الذي حصل عليه سيد الممانعة بشار الأسد مقابل تسليم رفات الجندي الإسرائيلي؟

مقالات ذات صلة

تصريح أمريكي بخصوص قانون كبتاغون 2 ضد نظام الأسد

تقرير يكشف عن اتهام مباشر لبشار الأسد عن قصف القنصلية ومقتل من فيها

مدير الطاقة الذرية يلتقي بشار الأسد في دمشق

فيدان: لا نتهرب من لقاء الأسد لكن يجب عليه مراجعة نفسه أولا

من فيض الإيمان..بشار والسيسي يتبادلان التهاني بشهر رمضان

هل يلتقيان.. إشاعات بلقاء أردوغان مع بشار الأسد والرئاسة تنفي