بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)
ينعقد خلال الأيام القادمة اجتماع بين وجهاء وقياديين في جنوب سوريا من طرف، وقيادات بارزة في نظام الأسد من طرف أخر، بهدف التوصل إلى صيغة تفاهم حول اتفاق التسوية في الجنوب، وفي محاولة من قبل روسيا لخلق معارضة داخلية على مزاجها والقياسات التي تخدم مصالحها.
وأكدت مصادر خاصة لبلدي نيوز عن التوصل إلى الاتفاق على أسماء أعضاء لجنة من أهالي الجنوب السوري، ليكونوا ممثلين عن كافة المناطق التي شهدت اتفاق التسوية مؤخرا، والتي سيكون من مهامها الأساسية إدارة الملف الأمني في الجنوب وملف الدعاوي القضائية المرفوعة في المحاكم المدنية ضد عناصر وقادة سابقين في صفوف المعارضة.
وجاء تشكيل اللجنة، وفق مصادر بلدي نيوز، بعد عدة اجتماعات مع ضباط روس، طرحوا خلالها وجهات النظر والاتفاق على صيغة لعمل تلك اللجنة.
وقالت المصادر "لا تزال بنود عمل تلك اللجنة في غالبيتها غامضة للمدنيين والأهالي، ومن أعضائها القياديين السابقين في صفوف المعارضة أبو منذر الدهني وأدهم أكراد، بالإضافة إلى عدد من الحقوقيين والقيادات البارزة في الجنوب السوري".
وأضافت المصادر لبلدي نيوز "أن هذه اللجنة ستعمل تحت مسمى "لجنة بسط الاستقرار" ومن مهامها إدارة المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية، والبحث في الدعاوى القضائية التي رفعها الموالون ضد قيادات في المعارضة، حيث تحدد تلك اللجنة مدى جدية تلك الدعاوى أو كذبها، وبالتالي تحويلها للمحاكم أو إلغائها".
وبحسب المصادر؛ فإن ما تسمى "هيئة الإشراف والمتابعة" التي كانت تعمل داخل محافظة درعا على تشكيل معارضة داخلية، تعتبر من أبرز المشاركين والداعين إلى تشكيل اللجنة الأمنية في الجنوب السوري، حيث ستحاول من خلال الأجندات التي تعمل عليها لخلق معارضة تتوافق أو قريبة من الأهداف الروسية في الجنوب السوري.
وتعتبر "هيئة الإشراف والمتابعة" في الجنوب السوري من أهم النشاطات التي عمل عليها عراب مصالحات الجنوب وقائد قوات شباب السنة أحمد العودة، حيث ستتمكن هذه اللجنة في حالة إتمام تشكيلها من خلق بيئة مناسبة لتنفيذ تطلعات ومشاريع العودة وداعميه في الجنوب السوري.
وشددت المصادر على أن الهدف من التشكيل الجديد هو خلق معارضة داخلية، غير تابعة للمعارضة الخارجية، وتعمل على تنفذ أجندات دول إقليمية وعربية، ومنها روسيا، وبالتالي نسف المعارضة الخارجية، وإتمام بنود اتفاق سوتشي.
وسيبقى القرار في عمل تلك اللجنة أو عدمها حتى اجتماعها بقائد جهاز الأمن الوطني في مخابرات النظام اللواء علي مملوك، والذي من المفترض أن يجتمع بتلك اللجنة خلال الأيام القليلة القادمة في العاصمة دمشق، بحضور عدد من الضباط الروس.
وسبق تشكيل هذه اللجنة اجتماعات مكوكية بين قيادات استخبارات في نظام الأسد وقيادات في المعارضة سابقا جنوب سوريا، بحضور من وجهاء عشائر ومناطق مختلفة من المحافظة، حيث تعتبر زيارة قائد فرع المخابرات الجوية في نظام الأسد جميل الحسن تلاها زيادة اللواء محمد محلا قائد المخابرات العسكرية من أبرز تلك الزيارات، التي شملت عدة بلدات في حوران.
يذكر أن الجهود لتشكيل المعارضة الداخلية في الجنوب السوري ليست جديدة، وانطلقت منذ سنوات خلال سيطرة المعارضة على مساحات من المحافظة قبل أن تواجه برفض شعبي، بسبب دعواتها للاستقلال عن سوريا حينها، فيما عادت لتنتعش تلك الدعوات مع سيطرة نظام الأسد على المنطقة، بدعم روسي، من خلال عدد من أعضاء المعارضة المحسوبين عليه.
وكانت بلدي نيوز كشفت في تقرير سابق الحديث عن ما سمي وقتها بخيمة الحوار الوطني التي كانت تعمل عليها شخصيات محسوبة على هيئة الإشراف والمتابعة في محافظة درعا منذ شهور، قبل أن تفشل تلك المحاولات، بعد رفض عدة مناطق في المحافظة الانضمام لتلك الدعوات.
ومن الأسباب التي كانت سببا في فشل تلك الدعوات سابقا هو عمل تلك اللجنة تحت رعاية نظام الأسد، إلا ان تدخل روسيا وتقديمها ضمانات بالإضافة لدول إقليمية وعربية كان كفيلا في إعادة أحياء الملف وكسبه ثقة المزيد من الشخصيات في الجنوب السوري.