بلدي نيوز - حمص (محمد الحميد)
صرحت لجنة التفاوض أن هدنة الوعر مجمدة حاليا بسبب طلبات النظام المجحفة والتي تجاوزت شروط الهدنة، لتصل للمطالبة بإفراغ الحي من سكانه، ليهدف النظام لتهجير أكثر من مئة ألف مدني من أرضهم، وتحولهم للاجئين، بالإضافة لرفض النظام تنفيذ أهم بند في اتفاق الهدنة، وهو بند خروج المعتقلين.
يقول خالد -أحد نشطاء- في حي الوعر "النظام يقوم بمساومتنا على حاجاتنا الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية، وأخرى عسكرية عجز عنها في فترات سابقة، فقد بدأ النظام مرة أخرى حصارا شديدا على الحي".
ويضيف خالد "يسعى النظام من خلال هذا الضغط الشديد لتهجير سكان الحي وتغيير التركيبة الديموغرافية لمدينة حمص، فقد بدأ الاتفاق بالمطالبة بإخراج المقاتلين من الحي، في حين أنه اليوم يسعى من حيث النتيجة لتفريغ الحي من قاطنيه وتهجيرهم بشكل كامل على غرار ما حصل في ثلاثة عشر حيّاً من أحياء حمص".
ويعبر أهالي الحي أن أبرز الخروقات التي قام بها النظام في تنفيذه لاتفاق الهدنة، كان طلبه تجاوز ملف المعتقلين ككل، ومتابعة الاتفاق وبنوده بمعزل عن ذلك، حيث قُوبل طلب النظام، بتمسك لجنة التفاوض بتنفيذ هذا البند وفق ما ذكر في الاتفاق دون أي تعديل أو تأجيل، وذاك استناداً لقرار حاسم من الأهالي في الحي عبروا عنه بمظاهرات عدة خرجت في الحي.
ويمارس النظام ضغطا على سكان الحي للقبول بطلباته، من خلال عدة أمور أهمها قطع الكهرباء عن الحي، الأمر الذي يتسبب بتوقف المشافي بشكل كبير عن العمل، إضافة لمنع إدخال الوقود لمشفى البر بهدف تعريض حياة مرضى الكلى للخطر، وإيقاف غرف العمليات في المشفى عن العمل، ومنع أطباء المشفى من الدخول إلى الحي للقيام بأعمالهم الإنسانية، مما أدى لتوقف المشفى عن العمل.
كما منع النظام إدخال مادة الخبز للحي -والتي يعتمد عليها سكان الحي بشكل كبير في الطعام اليومي- ومنع إدخال المواد الغذائية والخضراوات بشكل تام، ومنع الطلاب والمدرسين وموظفي القطاع الخاص وسكان الحي من الدخول والخروج من الحي، ومنع خروج الحالات الطبية والإنسانية من الحي بشكل قطعي، وآخر الخروقات التهديد باتخاذ إجراءات أخرى لتضيق الخناق على الأهالي داخل الحي لتنفيذ ما يمليه النظام.
ويرفض همام أحد سكان الحي طرح النظام الذي يهدف لتهجير السكان والتخلي عن المعتقلين، ويصر على البقاء في الحي تحت أية ظروف، لأنه يرى معاناة اللاجئين السوريين، ويتساءل همام "كيف تسمح الدول الفاعلة للنظام بتحقيق أهدافه في تهجير سكان حي الوعر والذي سيؤدي لزيادة أعباء اللاجئين على هذه الدول، هذه الدول التي تعاني من أزمة لجوء خانقة".
ويذكر نشطاء الحي الكثير من خروقات النظام للهدنة التي بدأت مطلع شهر كانون الأول من العام الفائت فطيلة الفترة السابقة من تنفيذ الاتفاق اتبع النظام سياسة حرق المراحل، وذاك بتحصيل المكاسب والتهرب من الاستحقاقات، رغم أن لجنة حي الوعر قامت بتنفيذ كل الالتزامات المترتبة عليها بموجب الاتفاق حتى تاريخه.