بلدي نيوز
تهرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، من الإجابة على أسئلة الصحفيين حول مضمون الرسالة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـ "بشار الأسد"، وحملها وزير الدفاع الروسية "سيرغي شويغو" قبل يومين.
واكتفى الكرملين بالإشارة إلى أن الرسالة تطرقت للعلاقات الثنائية والتسوية السياسية في سوريا، وكذلك عملية التسوية السياسية الدبلوماسية للوضع في سوريا، معتبراً أن هذا كل ما يمكن قوله.
وتظهر ردود بيسكوف على الصحفيين، التهرب الواضح في الكشف عن مضمون رسالة بوتين للأسد، والتي جاءت بعد أيام قليلة من الاجتماع الثلاثي لرؤساء أركان كل من النظام وإيران والعراق في دمشق، وكذلك بعد زيارة الأسد الأخيرة إلى طهران، والتي اعتبرت بمثابة تمرد للأسد على أبرز حلفائه الروس.
ويرى محللون أن التهرب الروسي من الكشف عن فحوى الرسالة، يعزز التسريبات التي تحدثت عن "استياء روسي" كبير من الأسد بعد زيارته لطهران، والتي اعتبرت تحدياً للروس، لاسيما بعد توقيع اتفاقية مع الجانب الإيراني لتسليمهم مرفأ اللاذقية كمنفذ بحري على المتوسط، والذي تعتبره روسيا تحدياً لها.
وتوقع المحللون أن تكون رسالة بوتين للأسد شديدة اللهجة، وهدفها تذكير الأسد بأن بقائه بيد روسيا وحدها فقط، وأن إيران لا يمكن أن تحميه في حال تخلي روسيا عنه، ولهذا جاءت قبل أن يكمل الأسد تمرده، لاسيما أنه يشعر بأنه بات منتصراً في سوريا بعد تمكنه من استعادة مناطق واسعة على حساب المعارضة.
ويذهب محللون إلى أبعد من ذلك من خلال القول؛ إن الأسد يدرك أنه ورقة تفاوضية أخيرة بيد روسيا التي تملكت القرار العسكري والسياسي في سوريا، وباتت تسيطر على المفاوضات السياسية لإيجاد حل للقضية السورية، وأن التخلي عنه وارد في أي لحظة في بازار السياسيات الدولية، ولهذا يحاول التقرب أكثر من الجانب الإيراني ربما يحظى ببعض القوة لتمكين نظامه.