بلدي نيوز - (شحود جدوع)
منذ انطلاقة الثورة السورية استغلت ميليشيا حزب الله اللبناني نفوذها الواسع في سوريا بكافة الطرق، في ظل غياب سلطة النظام على الميليشيات الأجنبية التي استقدمتها لمؤازرة جيشه في قمع الحراك السلمي للشعب السوري ضد نظام الأسد، وبدأت ميليشيا حزب الله بنقل معظم تجاربها في الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان حيث كان تواجد السلطات والجيش اللبناني شكلياً في تلك المنطقة، في حين كان حزب الله يقيم دويلة داخل دولة لبنان، وسرعان ما أنشأ الحزب كنتونات ومربعات أمنية داخل الأراضي السورية لطالما كان الغموض والسرية يلفان وجودها.
التغلغل في سوريا
اعتمدت ميليشيا حزب الله اللبناني بشكل خاص على مناطق تواجد أبناء الطائفة الشيعية كبلدة "السيدة زينب" وحي "الصالحية' الدمشقي، ومدينة "نبل" وبلدة "الزهراء" بريف حلب الشمالي، وبلدة "الفوعة" وقرية "كفريا" في ريف إدلب الشمالي، وقرى "تلكلخ" بريف حمص الغربي.
معتقلات حزب الله في سوريا
مصدر مقرب من عناصر حزب الله في بلدة السيدة زينب كشف لبلدي نيوز أهم المعتقلات السرية في البلدة والتي كانت تعتقل فيها ميليشيات الحزب معظم المعارضين من أبناء الطائفة السنية على وجه الخصوص وتمارس بحقهم أبشع جرائم التعذيب والخطف والتغييب والقتل تحت التعذيب.
وقال المصدر؛ "إن ميلشيا حزب الله تملك عشرة معتقلات أساسية في حي السيدة زينب بريف دمشق وأبرزها "فندق شمس علي" الواقع خلف مقام السيدة زينب ويحتوي على أقبية ضخمة ويشرف عليه قادة من حزب الله بالتعاون مع عائلة آل الفاعور الشيعية التي تعود أصولها لقرية الفوعة الشيعية بريف إدلب، والمعتقل الثاني يتواجد في مطعم "السمكة الملكية" الواقع بالقرب من فندق الروضة بالسيدة زينب، ويتواجد فيه عناصر من حزب الله وعناصر من الميليشيات المحلية من آل الحواصلي الشيعية الذين تعود أصولهم إلى حي الصالحية الدمشقي.
وأشار إلى أن المعتقل الثالث يقع في "مقر حسينية المصطفى" في شارع العراقية ويشرف عليه عناصر من حزب الله الفرع العراقي وعصائب أهل الحق، مشيراً إلى أن المعتقل السري الرابع فهو عبارة عن قبو ضخم لمبنى "حسن فضل الله" ويقع بالقرب من مدرسة السيدة زينب الخامسة ويشرف عليه قادة من حزب الله اللبناني، وتعود ملكية المبنى للمعمم الشيعي اللبناني حسن فضل الله.
واستكمل القول: "إن المعتقل السري الخامس فيقع في قبو كبير تحت ساحة الألعاب في حارة الفوعة بحي السيدة زينب ويشرف عليه مجموعات محلية تتبع للجناح السوري لأبو الفضل العباس، والسادس يقع في مستوصف "بهمن" في البلدة وهو مستوصف أشرفت إيران على بنائه وأظهرت أنه مستوصف لخدمة أبناء الحي وتحول إلى معتقل لاعتقال وتعذيب السوريين في بداية الحراك السلمي للثورة السورية".
واستطرد المصدر بأن هنالك أربعة معتقلات سرية أخرى في بلدة السيدة زينب، إلا أن مواقعها غامضة ولا يعلم بوجودها إلا قادة الدائرة الضيقة للحزب، ويمارس فيها أبشع الجرائم بحق السوريين المعارضين لنظام الأسد، لافتاً إلى وجود احد من المعتقلات الأربعة المتبقية مخصص لاعتقال العلويين والمسيحيين والدروز من الموالين لنظام الأسد المعارضين لانتشار حزب الله في سوريا.
مفاتيح التمدد في سوريا
واختتم المصدر في حديثه لبلدي نيوز بأن توسع وتمدد وسيطرة حزب الله لاحقاً في بلدات "يلدا وببيلا والبحدلية" جنوب ريف دمشق وسيطرة الحزب على مبنى مدرسة الحرب الإلكترونية واستخدام المدرسة كمقر لقيادة حزب الله ضاعف من عدد المعتقلات التي لازالت مجهولة حتى اللحظة، وأبرز ما ساهم بتمددها انتشار حزب الله والميليشيات المحلية الموالية لها بعد المصالحات التي عقدت في المناطق سابقة الذكر وإغلاقها ومنع شرطة النظام وأفرعه الأمنية بالدخول إليها إلا من خلال وساطات وتصاريح بالدخول وبإشراف ورقابة من عناصر الحزب بشكل مباشر.
وكانت الميليشيات المحلية الشيعية بالتعاون مع حزب الله بأجنحته السورية واللبنانية والعراقية وكتائب أبو الفضل العباس وميليشيا عصائب أهل الحق العراقية قد اختطفت الآلاف من السوريين أغلبهم من قرى "يلدا وببيلا والحجيرة والبحدلية"، وارتكبت عدة مجازر تصفية جماعية بحقهم في المعتقلات، بالإضافة إلى التعذيب الجسدي الذي تعرضوا له.
وكانت تقارير إعلامية سابقة كشفت أن حزب الله يملك عدّة سجون ومعتقلات سرية في سوريا في مزارع الأمل بمحافظة القنيطرة والصنمين بدرعا وداخل الفرقة التاسعة ومعسكر الطلائع في الشيخ غضبان بمصياف غرب حماة ومركز إطفائية نهر البارد على طريق اللاذقية حماة.
ويعتبر سجن "الثقب الأصفر" في ريف تلكلخ من أبرز المعتقلات التي مارست فيها ميليشيا حزب الله أبرز الجرائم في تغييب وتعذيب السوريين في سوريا.
