بلدي نيوز - (إبراهيم حامد)
شكَل الوجود المسلح للمقاتلين "الشيعة" في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، الملاصقة للسويداء، سببا رئيسيا لبدء تواجد ميليشيا حزب الله اللبناني في السويداء منذ العام 2013.
واستهدف حزب الله دعم المقاتلين الشيعية في بصرى الشام وتقوية النعرات الطائفية، وإمداد هؤلاء المقاتلين بالسلاح النوعي واللوجستي، والمقاتلين اللبنانيين، لمحاولة استعادة المدينة التي خسر النظام أكثر من نصفها في العام 2013.
ونسق حزب الله كان يقوم بشكل رئيسي مع الفرقة 15 قوات خاصة والمتواجدة في السويداء والتي كان عناصرها يتمركزون في حواجز بصرى الشام إضافة الى كون الفرقة مسؤولة عن خطوط التماس بين محافظتي درعا والسويداء.
واقتصر تواجد حزب الله في تلك المرحلة على مستشارين عسكريين في بداية الأمر حيث كان الحزب يعتمد على تدريب مقاتلين شيعة محليين عبر إخضاعهم لدورات في إيران والسيدة زينب في دمشق ضمن معسكرات خاصة بالحزب بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، بإشراف القيادي في الحزب "ماجد فياض" إلى أن أحكمت المعارضة السيطرة على المدينة في عام 2015.
وقالت مصادر خاصة لبلدي نيوز، إنه بعد انسحاب الحزب من بصرى الشام اعتمد في عمله ضمن المنطقة إلى عدة أقسام وهي، مجموعة شيعية من "بصرى الشام" بقيادة "حسين جعفر المعروف باسم أبو شادي". وتشمل هذه المجموعة حوالي 300 مقاتل، منهم 85 مقاتلا قتلوا خلال السنوات الماضية. وبالإضافة إلى ذلك قيادي يدعى (خليل مرجي) قتل ضمن معركة الموت ولا المذلة في درعا البلد عام 2017.
والقسم الثاني بلواء التوحيد ومؤسسه المدعو وئام وهاب "من دروز لبنان" ويتبع لميليشيا حزب الله ويعرف بذراع ايران وحزب الله في لبنان ويقوم بمساعدة حزب الله باللعب على وتر الطائفية والأقليات لاستجلاب مقاتلين جدد، وعند بدء التشكيل قاد هذا اللواء المدعو تيسير حاطوم وضغطت السفارة الايرانية لتسليم المدعو صالح جربوع القيادة وهو ما تم فعلا، كما أن الإيرانيين ضغطوا أيضا من أجل تسليم نفس الشخص منصب قائد ميلشيا الدفاع الوطني في السويداء، الأمر الذي رفض من قبل القوات الروسية التي عينت المدعو رشيد سلوم في هذا المنصب.
أما القسم الثالث؛ فيتبع إلى قيادة حزب الله مباشرة، حيث تم تجنيد هذا القسم من قبل أحد رجال الدين الدروز المدعو "كميل ناصر" وتزعم ابنه "دانيال ناصر" هذه الميليشيا في السويداء.
وكشفت مصادر خاصة لبلدي نيوز، أعداد وأماكن تواجد ميلشيات حزب الله في السويداء، كالتالي:
"لواء التوحيد" بقيادة صالح جربوع، ويبلغ عدده حوالي 100 عنصر ويتواجد في مدينة السويداء قرب كراج البولمان.
مجموعة كميل ناصر وأنور الكريدي (الذي يعمل سرا لصالح جمعية البستان الذي يديرها يعرب زهر الدين ابن العميد عصام زهر الدين وتعود ملكيتها الى رامي مخلوف)، ويبلغ عددهم حوالي 400 عنصر، ويرتبطون مع ضابط ارتباط من حزب الله يدعى "الحاج فارس"، ويتواجدون في مناطق طريق قنوات ومطار الثعلة العسكري ومطار خلخلة العسكري في السويداء.
الفندق السياحي في السويداء الذي يستخدم كمقر العمليات، يتواجد فيه من 10 الى 20 قائد أو ضابط من الإيرانيين وحزب الله، يمتلك الفندق رشيد سلوم قائد الدفاع الوطني في السويداء.
وفي يونيو 2016 تم فتح مكتب في السويداء تحت عنوان (لواء زين العابدين) على طريق قنوات ويهدف لنشر التشيع في أوساط الشباب في السويداء من أجل التحفيز للانضمام إلى هذا اللواء وهوا بقيادة (تيسير ناصر، وغالب عقل) حيث يقدم اللواء 200 دولار لكل مقاتل شهريا، بينما يدفع الدفاع الوطني ما يعادل 100 دولار أمريكي، وتعرض المكتب لهجوم من قبل شيوخ العقل في السويداء والمدنيين الموالين لهم الذين كانوا يخشون من التغيير الديموغرافي، مما اضطر العاملين في المكتب لإغلاقه والعمل سراً.
وأجبر رجل الدين المدعو "كميل ناصر" على الإقامة الجبرية من قبل شيوخ العقل، وعدم إجاء أي لقاء مع وسائل الإعلام منذ أوائل 2017، كما منعوا وئام وهاب من زيارة السويداء.
الموقع الرئيسي لحزب الله هو في مدينة مفعلة شمال شرق مدينة السويداء والتي تعتبر مركز العمليات الرئيسية لميليشيا حزب الله ومقر الاجتماعات السرية، حيث زار المدينة المدعو محمود الموسوي زعيم حركة النجباء العراقية الشيعية، وزارها أيضا السفير الإيراني.
تقول المصادر لبلدي نيوز إن نقطة التجمع الرئيسية لهذه الميليشيات في منطقة الجمعيات على طريق درعا دمشق، حيث أنه من جانب النظام يتولى ضابط برتبة عقيد يدعى نزار الفندي من الفرقة التاسعة مهمة الارتباط والتواصل معهم.