أول ظهور علني لقادة الصف الأول بجبهة النصرة بينهم قائدها في القلمون "أبو مالك الشامي"
بلدي نيوز- ريف دمشق (محمد أنس)
بثت "جبهة النصرة" إصدارا جديدا بعنوان "ورثة المجد 2"، تحدث فيه عن مسار الثورة السورية منذ انطلاقتها، ودور الجبهة فيه، ويُعدّ هذا الإصدار من أبرز ما أنتجه التنظيم منذ نشأته، لا سيما أنه شهد على الظهور العلني الأول لثلاثة من أبرز قادة جبهة النصرة.
عبد الرحيم عطون، الملقب بـ"أبي عبد الله الشامي"، ظهر للمرة الأولى في الإصدار، ويشغل منصب عضو اللجنة الشرعية في جبهة النصرة، حيث أفاد إلى تدخل قوى غربية كبرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، للإجهاز على إرادة الشعوب المنتفضة ضد حكامها المستبدين، وفق قوله.
الشامي الذي ذاع صيته عندما باهل "أبو محمد العدناني"، المتحدث الرسمي باسم تنظيم "الدولة"، هاجم الديمقراطية، والسلمية التي انتهجتها جماعة الإخوان المسلمين وغيرها في مجابهتها للأنظمة في مصر، وتونس، إلا أنه وبالرغم من ذلك، لم يهاجم الرئيس السابق محمد مرسي، وأكد أن عبد الفتاح السيسي انقلب عليه بإرادة أمريكية خليجية.
وبحسب "أبي عبد الله الشامي"، فإن الجهات الرئيسية التي تُحارب شعوب المنطقة، هي مجلس الأمن، والدول الخمس الكبرى فيه، إضافة إلى النظام الاقتصادي المتمثل بصندوق النقد الدولي، وأشار الشامي إلى أن ما جرى في البلدان الإسلامية من اضطهاد وظلم، سببه سقوط الخلافة الإسلامية بداية القرن الماضي، وتقسيم البلدان، وزرع الكيان الصهيوني فيها، مع تنصيب حكام مستبدين على الشعوب، وفق قوله.
إصدار "ورثة المجد2"، عرض جانبا من مقابلة سابقة مع المفكر السياسي نعوم تشومسكي، الذي صرح أن الولايات المتحدة تعتمد على النهج ذاته مع الحكام المستبدين عند اقترابهم من السقوط، وأوضح تشومسكي أن دول الغرب تتخذ من حق الفيتو الروسي ذريعة لعدم دعمها الثوار في سوريا، وغيرها، مؤكدا أن "دول الغرب لو أرادت الدعم لن يقف بوجهها أحد".
أحمد سلامة مبروك "أبو الفرج المصري"، ظهر هو الآخر للمرة الأولى على العلن من خلال الإصدار، وهو من أبرز الشرعيين في جبهة النصرة، أبو الفرج المصري، الذي خرج من السجن إبان حكم الرئيس محمد مرسي، وغادر إلى سوريا حينها، هاجم حكام الخليج، واعتبر أن الديمقراطية لا تصلح في دول المنطقة.
وأضاف: "الديمقراطية التي أوصلت مرسي للحكم، انقلب عليها الغرب الذي يروج ويتغنى بها، وساعدوا في إسقاطه مقابل تنصيب السيسي"، وبحسب مراقبين، فإن "إصدار جبهة النصرة الجديد يهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن تنظيم القاعدة لم يعد يتخذ من السلاح نهجه الوحيد دون إدراك الواقع المحيط".
وهو ما علق عليه "أبو عبد الله الشامي"، بالقول إن الأوضاع في هذه الدول عادت إلى ما كانت عليه قبل الربيع العربي، كما استضافت "جبهة النصرة"، عبر إصدارها الجديد، الأكاديمي سمير الشيخ علي، أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية التربية في جامعة إدلب، والذي تحدث بشكل أدق عن دور الإعلام في الثورات.
ولفت علي إلى أن أجهزة الإعلام تحاول حاليا بث روح الإحباط عند الشعوب، وترويج مقولة: "كنا عايشين أحسن من الآن"، وبحسب علي، فإنه وبالرغم من ذلك لم تستطع أجهزة الإعلام إنكار الحقيقة التي توصل إليها الشعب السوري من كشف كذبة "الممانعة، والمقاومة"، التي تغنى بها نظام الأسد، وحزب الله اللبناني لسنوات طويلة.
كما عرض الإصدار مقتطفات من مقابلة تلفزيونية سابقة مع السياسي الجزائري المعروف محمد العربي زيتوت، الذي قال إن "الانقلاب يأتي هذه المرة ليس عبر الدبابة، بل عبر الصندوق"، خالد باطرفي، المتحدث باسم تنظيم القاعدة في اليمن، شارك في الإصدار أيضا، قائلا إن "النظام الغربي استخدم وسائل لوأد الثورات، أبرزها السماح للنخب الإسلامية الضعيفة بتولي الحكم لتكون مخرجا للغرب لترتيب أمورهم قبل الانقضاض عليهم"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
الناشط الإعلامي المستقل "أبو فراس الحلبي"، قال إن "حزب البعث توغل عبر السنوات الماضية في المنظومة التعليمية والدينية لبث أفكاره"، إلا أن ذلك لم يسعفه في إبقاء الفطرة السليمة لدى الشعب التي ترفض الظلم والاضطهاد.
أبو عبد الله الشامي، تحدث في الإصدار أيضا عن تنظيم الدولة، قائلا إن "خروج الخوارج نقى صف الجهاد، كما هاجم المعارضة السورية في الخارج، قائلا إن دول الغرب اعتمدت عليها لتمرير مشروعها، قبل الاتفاق مع روسيا لفرض هدنة قسرية في سوريا، كانت المعارضة آخر من يعلم بها، وفق قوله.
الإصدار شهد الظهور العلني الأول لجمال حسين زينية، الملقب بأبي مالك الشامي (التلي)، وهو أمير جبهة النصرة في القلمون، التلي الذي برز في صفقة تبادل الأسرى بين النصرة والجيش اللبناني، لم يزد حديثه في الإصدار عن الدقيقة الواحدة، وكان حديثا عاما حول تمسك المقاتلين بشرع الله.