بلدي نيوز – (شحود جدوع)
سحبت قناة الإخبارية السورية التابعة لوزارة إعلام النظام لقاءها مع فارس الشهابي رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية من شبكة الأنترنت دونما توضيح أية أسباب.
وكانت القناة استضافت على الهاتف في بثها المباشر في برنامج "فن الممكن" المباشر والذي تقدمه الإعلامية ربا الحلبي، حيث كان محور الحلقة يدور حول دور مديرية جمارك النظام لمكافحة البضائع المهربة مؤخراً، ولم تظهر الحلقة كما هو معتاد، حيث سحبت القناة تسجيل الحلقة من قناتها على يوتيوب.
وفي تسجيل لمحادثة الشهابي تداولته حسابات موالية تبين أن الشهابي خرج عن النص الذي كتب له قبل اللقاء، ما أجبر القناة على عدم نشر الحلقة وأرشفتها على قناة اليوتيوب الخاصة بالقناة.
ومن خلال تسجيل اتصال الشهابي من قبل جهات موالية غير رسمية تداولته على صفحات التواصل، قال الشهابي في اتصاله أن الحملة الأخيرة للجمارك يجب أن تطال ما وصفهم بـ"الرؤوس الكبيرة" للتهريب ذاكراً على سبيل المثال (أبو علي خضر) الملقب بالغوار، الذي نسب إليه تهم محاربة الصناعة الوطنية عبر سيطرته على المعابر مع المعارضة وإدخال البضائع التركية، الأمر الذي تسبب بحسب الشهابي بخراب بيوت أصحاب المعامل في حلب، بالإضافة إلى ذكره أنه من المهربين والمجرمين السابقين، وكان وزير داخلية النظام محمد رحمون أصدر قبل أيام قراراً عممه على وحداته الشرطية بعدم استقبال والتعامل مع "خضر علي طاهر" أبو علي خضر والملقب بـ(الغوار).
من هو الغوار؟
(الغوار) الذي أرعب وزارة إعلام النظام وجعلها تحذف المقابلة، وأرعب وزارة داخليته التي أصدرت التعميم الأخير الذي فُسر بأننا لا نقوى على اعتقاله وسنكتفي بمقاطعته!
خضر طاهر العلي أو أبو علي خضر والملقب بالغوار من أبناء الطائفة العلوية، وتنحدر أصوله من مدينة صافيتا بريف طرطوس، يترأس شركة أمنية في حي المزة فيلات في العاصمة دمشق بالقرب من مكتب الأمن الوطني، ويطلق عليها تسمية (مكتب أمن الرابعة)، وتعتبر الأخيرة الذراع الأمني والاقتصادي للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، وتمتلك الآلاف من العناصر معظمهم من الطائفتين الشيعية والعلوية وبإشراف ضباط من الحرس الثوري الإيراني وقياديين من حزب الله اللبناني، أما عملها فقد كانت تقود وتشرف على المعابر مع المناطق المحررة في درعا وريف دمشق وريف حمص الشمالي ومعابر البادية قبل سيطرة النظام على المناطق الاخيرة، كما وتشرف حاليا على معابر مدينة حلب ومعبر ابو الظهور، وكانت قد استبعدت ميليشياتها صيف العام الماضي عن معبري مورك وقلعة المضيق بريف حماة بعد صراعات طويلة مع الشرطة الروسية والفيلق الخامس اقتحام التابع بشكل مباشر لحميميم.
وجنت المعابر الأخيرة ملايين الدولارات من خلال فرض الإتاوات الضخمة على البضائع والمدنيين أثناء تنقلهم بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة النظام.
وللغوار نشاطات عديدة في الساحل السوري تهدف لجمع الولاءات له ولماهر الاسد ومكتب أمن الرابعة، أبرزها تغطية نفقات مؤسسات النظام الاستهلاكية لشراء محاصيل الحمضيات بالساحل السوري أثناء فترة الكساد بالعامين الماضيين، والتي قامت مؤسسات النظام الاستهلاكية بتوزيعها لأسر القتلى.
ولتبييض التضخم المالي لدى الأخير، افتتح مؤخراً ثلاثة أفرع لشركة (إيما تيل) في جبلة واللاذقية ودمشق، وتختص الشركة بحصرية استيراد الأجهزة الخليوية والإلكترونيات من إيران وتوزيعها في السوق السورية.
ومما يبدو أن نفوذ الأخير الكبير في سوريا والدعم الإيراني الذي يتلقاه، تسبب بحالة رعب لدى وزارتي الداخلية والإعلام عند نظام الأسد، حيث اكتفت الاولى بقرار يفسر بأنه عاجزة عن تطبيق القانون عليه واكتفت بمقاطعته، بينما راحت الأخرى إلى حذف أي برامج إعلامية يذكر فيها اسمه، الأمر الذي ينذر بمدى تحكم المافيا المدعومة من إيران والنفوذ الكبير لديها والذي تسبب بحالة ذعر ورعب لدى وزارتي الداخلية والإعلام عند نظام الأسد.
وأظهر القرار الخجول من قبل داخلية النظام عجزها عن تنفيذ الأوامر الروسية في إقصاء وكلاء إيران السوريين بالوقت الحالي وتجنبها التصادم المباشر معها.
وتتمثل السياسية الروسية بسحب الوكلاء السوريين العاملين لدى إيران في تخفيض نفوذها في سوريا، بينما تتصدى إيران للمشروع الأخير في فرض الهيمنة والسيطرة واختلاق التفجيرات وخلخلة الأمن وعمليات الاغتيال في مناطق سيطرة النظام وتجنيد الشيعة السوريين، وافتتاح أفرع ومدارس شيعية تتبع لمجمع الرسول الأعظم في سوريا بالتعاون مع جمعية البستان التابعة لرامي مخلوف ابن خال الأسد واستقطاب العلويين في الساحل السوري.
