بلدي نيوز
تناولت صحيفة "الإندبندنت" ملف المقاتلين الأجانب المنضمين إلى قوات سوريا الديمقراطية"قسد" وذلك خلال تقرير مطول ناقشت فيه الأسباب التي دفعت هؤلاء المقاتلين للانتساب ومستقبل تواجدهم في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى انقسام المقاتلين القادمين إلى سوريا حيث أنضم معظمهم للقتال إلى جانب "تنظيم داعش" بينما فضلت مجموعة أخرى القتال على الجانب الآخر من المعركة.
من بين هؤلاء (كايل تاون)، كندي من مقاطعة أونتاريو، يبلغ من العمر 30 عاماً والذي قال إن لـ "داعش" تأثيرا على كل مكان على عكس اعتقاد "الناس في كندا بأن داعش مشكلة موجودة فقط في الشرق الأوسط".
ويعد (تاون) واحد من بين الآلاف الغربيين الذين سافروا إلى سوريا بهدف القتال، سواء أولئك الذين انضموا إلى "داعش" أو إلى صفوف الفصائل أو ممن يقاتلون الآن إلى جانب "قسد".
وبحسب الصحيفة، من بين هؤلاء 8 بريطانيين قاتلوا إلى جانب "قسد" وقتلوا خلال المعارك الدائرة ضد التنظيم. والآن بعد قرب انتهاء المعرك، يواجه هؤلاء قرارات حاسمة حيث يقول الكثيرون إنهم لن يعودوا إلى أوطانهم وبدلا من ذلك سيبقون في سوريا.
وقال (تاون) مبرراً بقاءه "يوجد الكثير من الإعمال هنا إلى جانب قتال داعش.. يوجد كل أنواع العمل المدني. قدمت إلى هنا لأني أردت المشاركة في هذه الثورة بقدر ما أستطيع".
يقاتل (تاون) مدفوعاً بأيديولوجيا يسارية تتبناها الوحدات الكردية لتي تشكل أساس قوات "قسد" والتي خاضت معارك ضد "داعش" بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتعمل الوحدات الكردية هذه على أساس أيديولوجيا يسارية لا مركزية مستوحاة من الماركسية جذبت العديد من الغربيين إلى خوض مغامرة جديدة بعيداً عن الحياة الرأسمالية التي تركوها وراءهم.
روت (دانيال إليس)، التي تخرجت من "جامعة أكسفورد" والبالغة من العمر 29 عاماً، عملية التحاقها في "قسد". وقالت "في البداية، أرسلت إيميل إلى الوحدات الكردية، طالبة منهم أن أصبح مقاتلة" وبسبب عدم ردهم، قررت السفر مباشرة إلى سوريا للمشاركة فيما أسمته "المجتمع الأممي" حيث تقيم الآن في المالكية/ ديريك شمال سوريا.
وشجعت "الوحدات" انضمام المقاتلين الأجانب إليها، وساعدت بحسب الصحيفة بتسهيل رحلات لهم إلى شمال سوريا. وجود هؤلاء بين صفوف مقاتليها يساعد بتحسين سمعتها في بلدانهم الأصلية.
ألا يعني ذلك غزوا جديدا للمنطقة؟ تساءلت الصحيفة، في إشارة منها إلى شعور الكثير من السوريين خصوصا الذين يعارضون "قسد" فيما أعتبر (نوري محمود)، المتحدث باسم الوحدات الكردية، إنهم يعملون "في روج آفا على مبدأ المواطنة الحرة".
وعلى الرغم من معارضة بعض أصدقائها إلا أن (إليس) قالت "أصدقائي الأكراد في لندن شعروا بالامتنان عندما علموا بقدومي إلى هنا". وقامت "قسد" بتجنيد الأطفال كما اعتمدت على خنق المعارضة السياسية التي تقف في وجهها، وذلك بحسب تقرير صادر عن "منظمة حقوق الإنسان" في العام الماضي.
تقدم بريطانيا المقاتلين البريطانيين في صفوف "قسد" إلى المحاكمة. عندما غادرت (إليس) من لندن، تم اعتقالها واستجوبت لمدة 8 ساعات بناء على قانون محاربة الإرهاب البريطاني، ومن المتوقع أن تخضع للتحقيق فور عودتها.
واتهم (جيم ماثيوز)، الجندي السابق في الجيش البريطاني، بارتكاب جرائم إرهابية العام الماضي بسبب انضمامه لـ "قسد"، وتم إسقاط التهم عنه في نهاية المطاف. كما تم توقيف 3 بريطانيين آخرين، لتسقط عنهم التهم لاحقاً.
وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "حزب العمال الكردستاني" على أنه مجموعة إرهابية بسبب أعماله الإرهابية التي تمتد على مدى 40 عاماً ضد تركيا والتي تعتبر حليف أساسي في "حلف شمال الأطلسي – الناتو". وتعتبر تركيا "وحدات حماية الشعب" مكون تابع لـ "الحزب العمال".
وحول خطط العودة، قالت (إليس) إنها لن تعود في المستقبل القريب وأشارت إلى أنها قطعت روابطها مع بريطانيا، معتبرة نهاية "داعش" هي نقطة البداية ليس إلا.
المصدر: أورينت نت