بلدي نيوز - (أيمن محمد)
يستمر مسلسل إذلال رأس النظام بشار الأسد من قبل حلفائه الذين شاركوا النظام في قتل الشعب السوري؛ فبعد أيام من تسريب صورة مذلة لرأس النظام في قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري، نشرت وكالات أنباء صورا لرأس النظام خلال زيارته لطهران والتي التقى فيها بالمرشد الإيراني آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.
وكما غاب علم النظام عن لقاء بوتين والأسد في مدينة سوتشي الروسية، تعمدت إيران استقبال بشار الأسد في طهران دون وجود علم النظام أو حتى مسؤوليه، في رسالة واضحة للدول التي تحاول استمالة نظام الأسد لمحاربة المشروع الإيراني في سوريا من جهة، وكذلك لحليفتهم موسكو التي تنسق مع إسرائيل لقصف المواقع الإيرانية في سوريا من جهة ثانية.
وتحمل زيارة الأسد لإيران دلالات ورسائل تريد الأخيرة إيصالها لحلفائها من جهة وخاصة روسيا، التي تحاول الاستحواذ على سوريا من خلال التعاون مع إسرائيل التي تحارب الوجود الإيراني في سوريا وتقصف مواقع الميليشيات التابعة لها بشكل مستمر، كما تود إيصال رسائل للدول التي تعول على وقوف الأسد إلى جانبها لمحاربة وإبعاد إيران وميليشياتها في سوريا.
والتقى بشار الأسد، مساء يوم الاثنين، بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني في طهران.
وأكد الأسد والمرشد الإيراني الأعلى على أن العلاقات بين البلدين كانت العامل الرئيسي في ما أسموه (صمود سوريا وإيران) في وجه مخططات الدول المعادية التي تسعى إلى إضعافهما وزعزعة استقرارهما ونشر الفوضى في المنطقة.
وأشار الأسد إلى أن تحقيق مصالح شعوب المنطقة يتطلب من حكوماتها التوقف عن الانصياع إلى إرادة بعض الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وانتهاج سياسات متوازنة تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.
وأضاف بشار الأسد، أن التجارب أثبتت أن الخضوع وتنفيذ إملاءات الغير نتائجه أسوأ بكثير من أن تكون الدول سيدة قرارها.
وشدد الطرفان على أن سياسة التصعيد ومحاولة نشر الفوضى التي تنتهجها بعض الدول الغربية، وخاصة ضد سوريا وإيران، لن تنجح في ثني البلدين عن الاستمرار في الدفاع عن مصالح شعبيهما ودعم قضايا المنطقة وحقوقها العادلة، حسب زعمهما.
هذا، وقال خامنئي، أن ما أسماها (الانتصارات) وجهت ضربة قاسية للمشروع الغربي والأمريكي في المنطقة. وشدد خامنئي على أن الضربة التي تلقاها المشروع الغربي والأمريكي تستوجب المزيد من الحذر مما قد يدبرونه في المرحلة المقبلة كرد فعل على فشلهم.
هذه الزيارة هي الأولى للأسد إلى طهران منذ العام 2010، وتأتي بعد أسابيع من توقيع البلدين اتفاق تعاون اقتصادي "طويل الأمد"، شمل قطاعات عدة أبرزها النفط والطاقة الكهربائية والزراعة والقطاع المصرفي.
ووقع النظام وإيران في آب 2018 اتفاقية تعاون عسكرية تنص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء قوات النظام والصناعات الدفاعية. وبحسب نشرة "سيريا ريبورت" الإلكترونية الاقتصادية، منحت شركات حكومية سورية الشركات الإيرانية حصرية المشاركة على مناقصات عدة.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، اقتصرت زيارات الأسد الخارجية النادرة على روسيا، وآخرها في أيار 2018 حين التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يعد من أبرز داعميه.