بلدي نيوز
يقدّم مصنع "قرة كوي غولّو أوغلو" للبقلاوة في إسطنبول، لزواره ولعشاق الحلويات، المذاق الأصيل الذي يمتد من ثمانينيات القرن قبل الماضي، ليصل إلى يومنا هذا عبر الوراثة من الجد إلى الابن.
وكخلية نحل متكاملة الوظائف، يعمل نحو 100 شخص في مصنع "قره كوي غولّو أوغلو" الشهير على الشق الأوروبي من إسطنبول، لصنع حلوى البقلاوة صاحبة الانتشار الأبرز في تركيا.
في بدايات القرن التاسع عشر، استطاع المواطن التركي محمد غولّو، نقل هذا النوع من الحلوى من مدينة حلب السورية، إلى غازي عنتاب جنوبي تركيا، ومنها إلى عموم البلاد ثم إلى موائد العالم.
وقال نادر غولّو أوغلو، رئيس المجلس التنفيذي لمصنع "قرة كوي غولّو أوغلو" في إسطنبول، إن جدّه أُعجب بالبقلاوة التي وجدها في حلب التي مرّ لها خلال رحلة الحج، فنقلها إلى غازي عنتاب.
وبعد وفاة الحاج "محمد غولّو" الذي كان معروفاً بأول بائع للبقلاوة في تركيا، استكملت زوجته "غولو" صنع الحلوى في البيت، وإرسالها إلى أبنائها للبيع في السوق، وهذا سبب تسميتها بـ"غولو أوغلو" (أبناء غولو).
وعام 1949 افتتح مصطفى غولو، حفيد الحاج محمد، أول محل لبيع البقلاوة في منطقة قره كوي بإسطنبول، ومنذ ذلك الحين يعمل هذا المحل المعروف بنفس الاسم. ويتولى إدارة المصنع حالياً، نادر غولو أوغلو، وهو من الجيل الخامس للعائلة.
وحول أسباب النجاح الذي حققته حلويات "غولو أوغلو" على مدى السنوات الماضية، يقول السيد نادر، إن ذلك يعود لحرصهم على التقاليد وطرق صنع البقلاوة، التي ورثوها من أجدادهم في الأسرة.
أوضح أنهم يستقبلون يومياً، ما يتراوح بين 3 إلى 5 آلاف من الزبائن المحليين والأجانب. وأضاف أنهم يوفرون خدمة توصيل البقلاوة إلى الأماكن القريبة داخل إسطنبول، أو من خلال الشحن إلى الأماكن الأخرى في عموم تركيا. وأشار أنه ورث عن والده دستوراً حول العمل، يلقنّه هو الآخر لأولاده وعماله.
ويقوم هذا الدستور على مبادئ عدة، أبرزها احترام المهنة، والعمل بمحبة ومودة، وتحمل المسؤولية، وتقديم الأفضل للزبائن، وتأمين الاستمرارية في الإنتاج، والحرص على الحفاظ على جودة المنتج واستقبال الزبائن بوجه بشوش، وفقاً لـ "غولو أوغلو".
وشدد على أنه رفض حتى الآن كافة العروض التي قُدّمت له من أجل الشراكة أو بيع المصنع، وحتى عروض افتتاح فروع أخرى في مختلف مناطق إسطنبول وتركيا. وتابع: "أتلقى عروضاً كثيرة من هذا القبيل، إلا أننا نرفض ذلك حرصاً منا على جودة المنتج وأصالة مذاقه. كما أنّ افتتاح فروع كثيرة يؤدي إلى التبعثر وفقدان السيطرة على الإنتاج والجودة". وأكد أنهم يفضّلون الحفاظ على جودة المنتج وأصالة مذاقه، على الربح الكثير عبر افتتاح فروع عديدة.
المصدر: الأناضول